الجمعة أكتوبر 4, 2024

ترك التنعم مقام كبير يصعب على النفس

أوصى أحد الأولياء الصالحين تلاميذه بتقليل الكلام إلا من خير وترك الغضب أي لغير الله، وترك التنعم. التنعمُ هو الإكثار من المباحات. ثم قال: ترك التنعم هذا عمل الأنبياء والأولياء، هذا مقام كبير يصعب على النفس. كان عيسى عليه السلام يلبس الشعرَ أي الصوف الذي يخرج من الغنم من غير أن يُنسج وغيرَ ذلك، كان يأكل الشجر أي من بُقول الأرض من نحو الملوخية والهِندِباء من دون طبخ، كان يبيتُ حيث يدركُه المساء، كان يبيتُ في المسجد وكانوا يُسمونه “بِيعة” أو يبيتُ في البرية، فعليكم بتقليل التنعم. السبب في ترك الأنبياء والأولياء التنعم أنهم ينظرون إلى راحة مستقبلهم، ثم يساعد تركُ التنعم على مواساة الغير. التنعم جرّ كثيرًا من أهل العلم إلى الهلاك، من تعوّد التنعم إذا اختلف عليه الحال ينجرُّ إلى الحرام. ترك التنعم أقربُ للاستعداد للآخرة، وأبعدُ عن مد اليد للحرام. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والحمد لله رب العالمين.