الْمُتَعَاْلِ: هوَ
المنزَّهُ عنْ صفاتِ المخلوقينَ، والقاهرُ لخلقِهِ بقدرتِهِ التَّامَّةِ، قالَ
تعالى: ﭐﱡﭐﱾ ﱿ ﲀ ﱠ([1]).
فاللهُ
تعالى منزهٌ عنْ صفاتِ المخلوقينَ، لا ذاتُه يشبهُ ذواتِ المخلوقينَ، ولا صفاتُه
تشبهُ صفاتِ خلقِه سبحانَه، وقالَ
الكلاباذيُّ: “اجتمعتِ الصوفيةُ على أَنَّ اللهَ واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ قديمٌ
عالمٌ قادرٌ حيٌّ سميعٌ بصيرٌ عزيزٌ عظيمٌ، جليلٌ كبيرٌ جوادٌ رؤوفٌ متكبرٌ جبارٌ باقٍ
أوَّلٌ، إلهٌ سيدٌ مالكٌ ربٌّ رحمنٌ رحيمٌ حكيمٌ، متكلمٌ خالقٌ رزاقٌ، موصوفٌ بكلِّ
مَا وصفَ بهِ نفسَه مِنْ صفاتِه مسمًّى بكلِّ ما سمَّى بهِ نفسَه، لم يزلْ قديمًا بأسمائِه
وصفاتِه، غيرُ مشبهٍ للخلقِ بوجهٍ مِنَ الوجوهِ، لا يشبهُ ذاتُه الذواتِ ولا صفتُه
الصفاتِ، لا يجري عليهِ شىءٌ مِنْ سماتِ المخلوقينَ الدالةِ على حدَثِهم، لم يزلْ قبلَ
المحدثاتِ موجودًا قبلَ كلِّ شىءٍ، لا قديمَ غيرُه ولا إلهَ سواهُ، ليسَ بجسمٍ ولا
شبحٍ ولا صورةٍ ولا شخصٍ ولا جوهرٍ ولا عرضٍ، لا اجتماعَ له ولا افتراقَ، لا يتحركُ
ولا يسكنُ ولا ينقصُ ولا يزدادُ، ليسَ بذي أبعاضٍ ولا أجزاءَ ولا جوارحَ ولا أعضاءَ،
ولا بذي جهاتٍ ولا أماكنَ، لا تجري عليهِ الآفاتُ، ولا تأخذُه السناتُ([2])،
ولا تداولُه([3])
الأوقاتُ، ولا تعينُه الإشاراتُ([4])،
لا يحويهِ مكانٌ ولا يجري عليهِ زمانٌ، لا تجوزُ عليهِ المماسةُ ولا العزلةُ ولا
الحلولُ في الأماكنِ، لا تحيطُ بهِ الأفكارُ ولا تحجبُه الأستارُ ولا تدركُه
الأبصارُ ﱡﭐ ﱐ ﱑ ﱒﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ([5])
([6]).اهـ
فيُعلَمُ مِنْ هذا أَنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يوصَفُ بصفاتِ المخلوقينَ ولا
يُسَمَّى بغيرِ مَا ثَبَتَ في القرآنِ والسنةِ وَإجماعِ الأمةِ كمَا سَبَقَ
وَبَسَطْتُ الكَلَامَ فِيهِ.