السبت يونيو 14, 2025

الْمَاْنِعُ: هوَ الذي يمنعُ مَنْ يشاءُ ما يشاءُ، لأَنَّ كلَّ شىءٍ بقضائِه وقدرِه سبحانَه، فما منعكَ اللهُ إياهُ فَبِقَدَرِهِ ومَا أعطاكَ إياهُ فَبِقَدَرِهِ سبحانَه، فقدْ يمنعُ اللهُ الناسَ أشياءَ بسببِ ذنوبِهم، فقدْ قيلَ: إِنَّه قدْ تُرفَعُ نِعَمٌ بسببِ ذنوبٍ تقعُ مِنَ الشخصِ، وقدْ جاءَ في حديثِ رسولِ اللهِ أَنَّه قالَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ))([1]).

 وقالَ بعضُ الواعظينَ: (المتقارب)

إِذَا كُنْتَ فِيْ نِعْمَةٍ فَارْعَهَا . فِإِنَّ الْمَعَاصِي تُزِيْلُ النِّعَمَ

وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإِلَهَ .. فَشُكْرُ الإِلَهِ يُزِيْلُ النِّقَمَ([2])

وفي مثلِ هذا كانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ))([3]).

فَائِدَةٌ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: ((اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَىءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ))([4]).

لَطِيْفَةٌ: مما يقالُ بعدَ الصلواتِ المفروضةِ: ((لَاْ إِلَهَ إِلَاْ اللُه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لهُ الْمُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَىْ كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ اللَّهُمَّ لَاْ مَانِعَ لِمَاْ أعْطَيْتَ، وَلَاْ مُعْطيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَاْ يَنْفَعُ ذَاْ الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ))([5])، وقدْ نقلَ لي بعضُ أهلِ العلمِ أَنَّهُ كانَ قدِ اشتغلَ بهذا الذِّكْرِ فترةً مِنَ الزمنِ وبعدَه يدعو بأنْ يرزُقَهُ اللهُ قراءةَ بعضِ المتونِ في الفقهِ على بعضِ المشايخِ وقدِ استُجيبَ دعاؤُه، فسبحانَ الذي يُعطي مَنْ يشاءُ مَا يشاءُ ويمنعُ مَنْ يشاءُ ممَّا يشاءُ.

دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ وَلَاْ تَحْرِمْنَا خَيْرًا سُقْتَهُ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا يَا اللهُ.



 صحيح ابن حبان ج2 ص89.([1])

 شعب الإيمان للبيهقي ج 4 ص 131.([2])

صحيح مسلم كتاب الرقاق باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء. وبيان الفتنة بالنساء. ([3])

صحيح مسلم كتاب الصلاة باب اعتدال أَركان الصلاة وتخفيفها في تمام. ([4])

رواه البخاري كتاب الأذان باب الذِّكرِ بعدَ الصلاةِ. ([5]