الخميس يناير 2, 2025

القُرْآنُ الكَرِيْمُ مُهَيْمِنٌ: جاءَ وصفُ القرآنِ الكريمِ في قولِ اللهِ تعالَى: ﭐﱡﭐﱯ ﱰ ﱱ  ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ  ﱺﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﲁ ﲂ ﲃ ﲄ  ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ([1]) قالَ النسفيُّ: “﴿ﱹ ﱺ أي شاهدًا عليهِ لأنَّهُ يشهدُ لهُ بالصحةِ والثباتِ”([2])اهـ

       نحنُ أُمِرْنَا أنَ نؤمنَ بكتبِ اللهِ تعالى وهذا مِنْ أصولِ الإيمانِ التي جاءتْ في حديثِ جبريلَ عليهِ السلامُ عندما سَأَلَ النبيَّ عنِ الإيمانِ فقالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ))([3])، فالقاعدةُ عندَ أهلِ السنةِ والجماعةِ أنَّهُمْ لا يَنْفُونَ ولا يُنكرونَ ما أنزلَ اللهُ على أنبيائِه عليهمُ الصلاةُ والسلامُ في الكتبِ السماويةِ التي نزلتْ قبلَ القرآنِ مِنْ أصولِ العقائدِ ومن الشرائعِ، أمَّا أصولُ العقائدِ فَمُتَّفَقٌ عليها عندَ كلِّ الأنبياءِ، فكلُّ الأنبياءِ دَعَوْا إلى دينِ الإسلامِ، وإلى توحيدِ اللهِ تعالى وتنزيهِهِ عنْ مُشابهةِ المخلوقاتِ وأنَّهُ ليسَ كمثلِه شىءٌ، وأنَّهُ موجودٌ بلا مكانٍ ولا يجري عليهِ زمانٌ، وأنَّهُ ليسَ جسمًا محدودًا مقدرًا بحدٍّ سبحانَه وتعالى عمَّا يقولُ الظالمونَ علوًّا كبيرًا، وأمَّا الشرائعُ وأمورُ العباداتِ العمليةِ التي أُنزِلتْ على الأنبياءِ فبعضُها يختلفُ عن بعضٍ، فاللهُ عزَّ وجلَّ هوَ الذي أنزلَ الشرائعَ وهوَ يحكمُ بما يشاءُ سبحانَه، وهوَ الذي جعلَ شريعَةَ محمَّدٍ أسهلَ الشرائعِ وأحكامَها أيسرَ الأحكامِ.



سورة المائدة / 48. ([1])

تفسير النسفي ج 1 ص 411. ([2])

([3])  صحيح البخاري كتاب الإيمان باب سؤال جبريل النبي .