ثم إن الحكم بالأفضلية ليس منوطًا بالتقدم في الوجود، أي: وجود الخلق بعضه على بعض؛ بل الفضل بتفضيل الله تعالى، فالماء مع ثبوت أوليته لا يقال: إنه أفضل المخلوقات، وأما الرسول عليه الصلاة والسلام فهو أفضل المخلوقات من غير أن يكون أول المخلوقات لا جسمه ولا نوره، فالأمر كما قال البوصيريّ([1]) في قصيدة (البردة): [البسيط]
فمبلغُ العِلْمِ فيهِ أنَّه بشرٌ |
| وأنَّه خيرُ خَلْقِ الله كلّهِمِ |
ويلتحق بهذا الحديث الموضوع ما يقوله بعض المؤذنين في بلاد الشام عقب الأذان بصوت عال: «الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله وخاتم رسل الله»، فلو قالوا: «الصلاة والسلام عليك يا خاتم رسل الله» لكان صوابًا. مع بيان أن الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان جهرًا شيء حسنٌ وفعل طيب.
[1])) محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجيّ البوصيريّ المصريّ (ت696هـ)، شرف الدين، أبو عبد الله، شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني. نسبته إلى بوصير (من أعمال بني سويف بمصر) أمه منها. وأصله من المغرب ووفاته بالإسكندرية. له: (ديوان شعر) وأشهر شعره البردة، ومطلعها (أمن تذكر جيران بذي سلم) شرحها وعارضها كثيرون، والهمزية ومطلعها (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها (إلى متى أنت باللذات مشغول). الأعلام، الزركلي، (6/139).
يجب اعتقاد أن الله يتكلم بلا لسان ولا شفتين وكلامه ليس حرفا ولا صوتا ولا لغة، ليس له ابتداء وليس له انتهاء، لا يطرأ… https://t.co/uWTsdu7jpd
يجب اعتقاد أن الله حي بحياة لا تشبه حياتنا ليست بروح وجسد. قال الله تعالى ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ فلو لم ي… https://t.co/11x1VugIcn