الأحد فبراير 9, 2025

الخير والشر

   قَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [سُورَةَ الْقَمَرِ/49]

   وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الإِيـمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

   قَدْ عَرَضْنَا فِى الدُّرُوسِ السَّابِقَةِ بَعْضَ الشُّرُوحِ لِمَا وَرَدَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَهَذَا مِمَّا أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهِ.

   وَالإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مَعْنَاهُ الإِيـمَانُ بِأَنَّ كُلَّ مَا دَخَلَ فِى الْوُجُودِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ هُوَ بِتَقْدِيرِ اللَّهِ الأَزَلِىِّ فَالْخَيْرُ مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ بِتَقْدِيرِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ، وَالشَّرُّ مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ بِتَقْدِيرِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ وَعِلْمِهِ وَلَكِنْ لَيْسَ بِمَحَبَّتِهِ وَلا بِرِضَاهُ.

   فَائِدَةٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» رَوَاهُ التِّرْمِذِىُّ وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ «كُلُّ شَىْءٍ بِقَدَرٍ حَتَى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَالْعَجْزُ هُوَ الْغَبَاءُ وَالْكَيْسُ الذَّكَاءُ.