الجمعة سبتمبر 20, 2024

الحمد لله حمدًا يرضاه لذاتِه والصلاةُ والسلام على سيدِ مخلوقاتِه ورضي الله عن الصحابة والآل وأتْباعِهم من أهلِ الشرع والحال والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

أشهدُ أنْ لا إله إ لا الله وحدَه لا شريك له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه وأنّ عيسى عبدُ الله وابنُ أمَتِه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه وأنّ الجنةَ حق وأنّ النارَ حق.

اللهم صلِّ صلاةً كاملة وسلِّم سلامًا تامًّا على سيدِنا محمد الذي تنحلُّ به العقد وتنفرجُ به الكرب وتُقضى به الحوائج وتُنالُ به الرغائب وحُسنُ الخواتيم ويُستسقى الغمامُ بوجهِه الكريم وعلى آله وصحبِه وسلِّم.

اللهم إنا نسألك الإخلاصَ في النيةِ والقولِ والعمل.

يقولُ شيخُ طريقتِنا الإمامُ الرفاعيُّ الكبير رضي الله عنه في البرهان المؤيد “أفضلُ الصحابةِ سيدُنا أبو بكرٍ رضي الله عنه ثم سيدُنا عمرُ الفاروقُ رضي الله عنه ثم عثمانُ ذو النوريْنِ رضي الله عنه ثم عليٌّ المرتضى كرّمَ اللهُ وجهَه ورضيَ عنه والصحابةُ على هُدًى تجبُ محبّتُهم  فاعملوا على التخلُّقِ بأخلاقِهم، قال النبيُّ عليه السلام لأصحابهِ “أوصيكم بتقوى اللهِ والسمْعِ والطاعة وإنْ تأمّرَ عليكم عبدٌ فإنه مَن يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا  فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاء الراشدينَ المهديين عَضّوا عليها بالنواجِذ وإياكم ومُحدَثاتِ الأمور فإنّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة”

أفضلُ أولياءِ البشر أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه -أي بعدَ الأنبياء في البشر- أفضلُ وليٍّ في أمةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، بل وفي كلِّ الأممِ من البشرِ أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه، لم يُشَرْ إلى أحدٍ بقولِ “لصاحبِه” في كتابِ الله تعالى إلا الذي كان لأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه {إذ يقولُ لصاحبِه لا تحزن إنّ اللهَ معنا}[التوبة/٤٠]

أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه الذي كان أولَ الناسِ تصديقًا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وإيمانًا من الرجال، أبو بكر الصديق الذي جعلَ مالَه في خدمةِ رسولِ الله في نصرةِ دينِ الله  في نصرةِ الإسلام، أعتقَ بلالًا وغيرَه من أصحابِ المصطفى صلى الله عليه وسلم ليَخلصوا من أذى المشركين.

أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه الذي تصدّقَ بكلِّ مالِه مرتين، وعندما سأله النبيُّ صلى الله عليه وسلم “ما أبقَيْتَ لأهلِكَ يا أبا بكرٍ؟ قال أبقَيْتُ اللهَ ورسولَه”

أبو بكر الصديق الذي وقف في مرضِ وفاةِ  رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عندما خرجَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام لأصحابِه مُتَحامِلًا مُعتمِدًا على بعضِ أصحابِه فكلَّمهم عليه الصلاة والسلام مُوَدِّعًا ومُوصِيًا لهم مخاطبًا لهم وقال “إنّ عبدًا قد خيّرَهُ اللهُ تعالى بين زهرةِ الدنيا وما عندَ الله فاختارَ ما عندَ الله” بكى الصديقُ وقد فهِمَ مرادَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، نادى بصوتِه باكيًا: بل نفديكَ بآبائِنا وأمهاتِنا يا رسولَ الله، عرفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنّ الصديقَ فهمَ المراد فقال عليه الصلاة والسلام “سُدّوا الأبوابَ كلَّها -أي الأبوابَ النافذةَ إلى مسجدِ رسولِ الله من بيوتِ الصحابة إلا بابَ أبي بكر- وقال عليه الصلاة والسلام “مِن أمَنِّ الناسِ في صحبتِه ومالِه أبو بكر، قال لو كنتُ متّخذًا خليلًا غيرَ ربي عز وجل لاتّخذْتُ أبا بكرٍ خليلًا”

فماذا يقول الصديق رضي الله عنه؟ “وهل أنا ومالي إلا لك يا رسولَ الله”؟

هذا الصديق الذي وقف موقفَ الجبل بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عندما بلغَه خبرُ وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ورسولُ الله في بيتِ عائشة الصدّيقة بنت الصديق رضي اللهُ عنها وعن أبيها، والناسُ عُكوفٌ خارجَ بيتِ المصطفى صلى الله عليه وسلم، منهم مَن صدّقَ أنّ رسولَ الله قد مات ومنهم مَن لم يصَدِّق لم يَحتَمِلْ قلبُه خبرَ وفاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يَقبلُ أنّ رسولَ الله قد مات.

يدخلُ الصديق رضي الله عنه مُسرِعًا إلى بيت عائشة أينَ رسولَ الله، ما هو إلا أن رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على السرير وقد غُطّيَ وجهُه عليه الصلاة والسلام وعائشة عندَه، عرفَ أبو بكر إنه حبيبُه محمد صاحبُه في الغار، إنه رفيقُه، فالصديق عرفَ أنّ رسولَ الله قد مات.

يمشي أبو بكر مُقترِبًا من جسد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثم يكشِفُ عن وجهِه الشريف، وجهُ رسولِ الله أجملُ من القمر، لو نظرتَ في وجهِه لقلتَ الشمسُ طالعة أنسٌ وهيْبةٌ وجمالٌ وراحةٌ وشفاءٌ في وجه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، الله يرزُقنا رؤيةَ هذا الوجه الشريف

يكشف الصدّيق عن وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم فيُمسِكُ رأسَه يضعُ أبو بكر رضي الله عنه كفّيْه على وجهِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويُمسِكُه مِن جانِبَيْهِ وينحني أبو بكر مُقَبِّلًا رأسَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يبكي الصديقُ ويقول “وانبيّاه واحبيباه واصَفيّاه واخليلاه طبتَ حيًّا وميتًا يا رسولَ الله” صلى الله عليه وسلم

أبو بكر يتبرّكُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم ينادي رسولَ الله يستغيثُ برسولِ الله يتوسلُ برسولِ الله يستعينُ برسولِ الله، وانبيّاه واحبيباه واصفيّاه واخليلاه، بعضُ هذه الروايات رواه البخاري بعضُها رواها أحمد. هذا أبو بكر

ويخرجُ الصديقُ للناس وعمر رضي الله عنه ما كان قد صدّقَ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد مات ويظنّ أنّ هذا من أقوالِ المنافقين، ينظرُ أبو بكر للفاروقِ عمر رضي الله عنه يقول “على رِسلِكَ يا عمر” لكنّ عمر أخذَه ما أخذَه في ذلك الموقفِ من الحال وهو رضي اللهُ عنه الفاروق الذي هو بعد الصديقِ أبي بكرٍ في الفضل في أمةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، يُكمِلُ عمر  مُحذِّرًا ناهيًا زاجرًا عن القولِ بأنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد مات، وما هو إلا أنْ يقفَ الصديقُ رضي الله عنه مخاطبًا الناس بقلبٍ حزين وأيّ حزنٍ كان في قلبِك يا صدّيق على فراقِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟

لكنْ بشجاعةِ الرجلِ الذي سيحمِلُ الأمرَ ليكونَ خليفةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي سيقطعُ المرتدّين سيجمعُ كلمةَ المسلمين سيمضي في الفتوحات الإسلامية سيحملُ الأمانةَ الشرعية يقفُ الصديقُ فيقول ” أيها الناس، مَن كان يعبدُ محمدًا فإنّ محمدًا قد مات ومن كان يعبدُ اللهَ فإنّ الله حيٌّ لا يموت”

{وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلَتْ مِن قبلِه الرسل فإنْ ماتَ أو قُتلَ انقلَبتم على أعقابِكم ومَن ينقلِب على عَقِبَيْهِ فلَن يضُرَّ اللهَ شيئًا}[آل عمران/١٤٤]

هذا الصديق أفضلُ أولياءِ أمةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام مهما جاء من أولياء بعد هؤلاء العشَرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة مهما جاء من الأولياء لن يصلوا مرتبَته، مهما عمِلوا، كلُّ أئمّتِنا الذين نذكر ومشايخِنا لا يصلون إلى درجةِ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهؤلاء الكبار من أصحاب النبيِّ المختار عليه الصلاة والسلام.

لا نصلُ إلى درجتِهم، هؤلاء الذين هم أصحابُ محمد عليه الصلاة والسلام وهذا أبو بكر والفاروقُ عمر الذي أعزّ اللهُ تعالى به المسلمين الذي عندَما هاجر نادى بأعلى صوتِه في مكة مناديًا “يا معشرَ المشركين، مَن أرادَ منكم أنْ يُيَتَّمَ طفلُه أنْ تترمّلَ امرأتُه مَن أرادَ منكم أنْ يفقِدَ رأسَه فلْيَتْبَعْني وراءَ هذا الجبل فإني مهاجر”

هذا عمر الذي نصرَ اللهُ تعالى به المسلمين، الذي كان أميرًا للمؤمنين نشر العدل، عدلُ عمر كان أقوى من سيوفِ كثيرٍ من الظلّامِ الذين حكموا، عدلُ عمر رضي الله عنه الذي انتشر وملأَ الدنيا

عمرُ بنُ الخطاب الذي انتشرَت في زمانِه الفتوحات الإسلامية، عمرُ بنُ الخطاب الذي أكرمَه اللهُ تعالى أنْ يكونَ إلى جوارِ الصدّيق إلى جوارِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فكلّما زارت الأمةُ محمدًا صلى الله عليه وسلم فبعدَ السلامِ على رسولِ الله تجدُ نفسَك أمامَ قبرِ الصديق فتقولُ السلامُ عليك يا أبا بكر ثم إلى اليمين بعد السلامِ على الصديق السلامُ عليك يا عمر، هذا عمر، هذان القمران، قمرَا الأمة المحمدية إلى جوار بدرِ البدور النبيِّ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

عثمانُ بنُ عفان ذو النورين زوجُ ابنَتيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رقية وأمِّ كلثوم، عثمانُ بنُ عفان الذي جهّزَ جيشَ العُسرة الذي كانت قد جاءته قافلة فجعلَ مائةَ بعيرٍ بأحْلاسِها وأقْتابِها في سبيلِ الله فأجابَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يحُثُّ الصحابةَ على الصدقة، فيقولُ صلى الله عليه وسلم لِما دخلَ قلبَه الشرف عليه الصلاة والسلام من السرور بفعلِ عثمان “اللهم عثمانُ قد رضيتُ عنه فارْضَ عنه -من أولِ الليل إلى الفجر- ما ضرَّ عثمان ما فعلَ بعدَ اليوم”

عثمانُ بنُ عفان الذي جعل مالَه في سبيل الله، هذا الحَيِيّ الذي تستحي منه الملائكة ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندما يدخلُ عليه عثمان يقول “أفلا أستحي ممّن تستحي منه الملائكة”

عثمانُ بنُ عفان الذي كان يختمُ القرآنَ الكريمَ بركعة، الذي تقمّصَ قميصًا فصبرَ عليه ابتُليَ وحصلَت فتنةٌ عظيمة انتهتْ بمقتلِه رضي الله عنه.

ولما كان في دارِه وتسوّرَ أهلُ الفتنةِ الدار وصاروا ينزلونَ من السّورِ بينما أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعضُهم يحرسُ عثمان من جهةِ بابِ الدار دخلوا رفعوا السيفَ على عثمان الذي لم يجعل حرسًا معه ومعه زوجتُه نائلة وهو يقرأُ القرآنَ الكريم تنظرُ زوجةُ عثمان إلى هؤلاء القتَلة فتقولُ لهم إنْ تقتلوه أو تتركوه إنما تقتلونَ رجلًا يقرأُ القرآنَ الكريم يختمُه في ركعة، وينزلُ السيف فترفعُ يدَها مدافعةً عن عثمان فتُصيبُ أصابعَها وينزلُ السيف فيُقتَلُ به عثمان ذو النورين رضي الله عنه.

ويدفَنُ عثمانُ رضي الله عنه وقبرُه الآنَ في البقيع مقبرةِ مدينةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليجعَلَ اللهُ تعالى تربةَ عثمانَ وعرفَ ذلك مَن عرف وزارَ عثمان المسكُ في ترابِ عثمان إلى يومِنا هذا، مسكٌ من تربة عثمان من قبرِ عثمان من تراب عثمان، عندما وضعَ بعضُهم هذا الترابَ في ماء ثم أخذ الماء، هذا الماءُ بقيَ سنينَ بعدَ ذلك والرائحة رائحةُ عثمان، هذا عثمان الشهيد رضي اللهُ تعالى عنه.

عندما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم على جبلِ أحد في المدينة المنورة ومعه الصديقُ أبو بكرٍ رضي الله عنه والفاروق عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه وذو النورينِ عثمانُ بنُ عفانٍ رضي الله عنه فإذ بهذا الجبل الذي يقولُ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم “جبلُ أحد يحبُّنا ونحبُّه” يتحرّكُ تحتَ أقدامِ المصطفى صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمان وإذ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم يخاطبُ الجبل “اسكنْ أحد فواللهِ ما عليك إلا نبيٌّ وصدّيقٌ وشهيدان”

هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، هذا عمرُ الفاروق رضي الله عنه، هذا عثمانُ بنُ عفان رضي الله عنه.

الربعُ الكبيرُ بين الكبار ابنُ عمِّ المختار الإمامُ الكرّار عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه، أولُ مَنْ أسلمَ من الصبيان، أسلمَ صبيًّا وصحَّ إسلامُه

فمَن طعنَ في إسلامِه فلِحقدِه على عليّ، هذا الذي قال فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم “مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه اللهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه”

هذا عليّ الذي كان فقيرًا في أولِ أمرِه مع ذلك زوّجَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سيدةَ نساءِ هذه الأمةِ المحمدية فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فقال لها صلى الله عليه وسلم “زوّجتُكِ بأعلمِ أمتي بسنتي”

هذا علي رضي الله عنه الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم “أقضاكم عليّ”

هذا عليّ كرَّم اللهُ تعالى وجهَه الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم “أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها”

هذا علي رضي الله عنه الذي كان معه عمارُ بنُ ياسر في جيشِه يومَ صفّين وكان عليه الصلاة والسلام يقول “ويْحَ عمارٍ تقتلُه الفئةُ الباغية يدْعوهم إلى الجنة ويدعونَهُ إلى النار” فكان عمار رضي الله عنه في صفِّ علي.

هذا عليٌّ الذي قال “أُمِرْتُ بقتالِ الناكثين والقاسطينَ والمارِقين” فكان مُصيبًا ومُحقًّا وخليفةً راشدًا لا يجوزُ الخروجُ عنه لأنه خليفةٌ راشد انعقدَت البَيعةُ له واتفقَت الأمةُ على خلافتِه، اجتمعَ أهلُ الحلِّ والعقد فبايعوه، ثبَتَتْ بَيْعَتُه في رقَبةِ كلِّ مسلمٍ رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

والخروجُ على الخليفةِ الراشدِ بغيٌ وظلم وليس اجتهادًا، فمنْ خرج فقاتلَ عليًّا ليس مصيبًا في قتالِه ولا مجتهدًا في قتالِه ولا مأجورًا في قتالهِ.

هذا عليٌّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه الذي نشر العلم في خلافتِه رضي الله تعالى عنه وأرضاه كم ناظرَ من أهلِ البدَع، كم أقامَ الحججَ عليهم

هذا عليّ الذي كان يعلّم ويقول “كان اللهُ ولا مكان وهو الآنَ على ما عليه كان” هذا عليُّ بنُ أبي طالب الذي كان يعلّمُ التوحيد ويقول “إنّ اللهَ تعالى خلقَ العرشَ إظهارًا لقدرتِه ولم يتّخذْه مكانًا لذاتِه”

هذا علي رضي اللهُ عنه الذي علّمَ أحفادَه توحيدَ اللهِ تعالى، أخذوا العلمَ من مَعينِ عليِّ بنِ أبي طالب كرّم اللهُ تعالى وجهَه فكان بعد ذلك الإمامُ السجاد زينُ العابدين رضي الله عنه يطوفُ في الحج ويعلّمُ الناس “سبحانك أنت الله لا يحوِيكَ مكان” جعلَ اللهُ تعالى شرفَ النسَب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من طريقِ الحسن والحسين ابنَا عليٍّ وفاطمة، من عليٍّ وفاطمة، الحسنُ والحسين ابنَا فاطمة بنتِ محمد صلى الله عليه وسلم.

هؤلاء الأربعة أفضلُ أولياءِ هذه الأمة الأقربُ إلى قلبِ نبيِّنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقفوا معه في حياتِه تحت رايتِه ولوائِه وخدموا دينَه وأمتَه بعد وفاتِه

رضي اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم وحشرَنا اللهُ تعالى في زمرتِهم مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رفيقًا

ربنا تقبّل منا إنك أنت السميعُ العليم وتب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم، ربّنا آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةِ حسنة وقنا عذاب النار وأدخلْنا الجنةَ مع الأبرار برحمتِك يا عزيزُ يا غفار

سبحانك اللهم وبحمدِك نشهدُ أنْ لا إله إلا أنت نستغفركَ ونتوبُ إليك

سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدِنا محمد وعلى آله وأصحابِه الطيبين الطاهرين.