الحافظ السبكي يرد على ابن تيمية
قال الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في فتاويه )2/210( ما نصه: “وهذا الرجل – يعني ابن تيمية كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة – أي مسئلة في الميراث – ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدًا، وهو كان مكثرًا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات”. اهـ
قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي في أعيان العصر وأعوان النصر (أنظر الكتاب (1/66) مخطوط ما نصه: “انفرد – أي ابن تيمية – بمسائل غريبة، ورجح فيها أقوالًا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوّة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده، وما دمّر عليه شىء كمسئلة الزيارة، ولا شُنّ عليه مثلها إغارة، دخل منها إلى القلعة معتقلًا، وجفاه صاحبه وقلا، وما خرج منها إلا على الألة الحدباء، ولا درج منها إلا إلى البقعة الجدباء”. اهـ قال ذلك فيه بعد مدحه مدحًا كثيرًا