مما يدل على جهل الألباني بما أجمعت عليه الأمة وعدم اطلاعه، أنه ينكر تسمية ملك الموت بعزرائيل، حيث يقول([1]): «تسميته بعزرائيل كما هو الشائع بين الناس فلا أصل له، وإنما هو من الإسرائيليات».
الرَّدُّ:
جانب الألبانيُّ الحقَّ بزعمه هذا، فقد نقل القاضي عياض([2]) الإجماع على أن اسم ملك الموت عزرائيل، وهذا الإجماع وحده كافٍ، لأن الأمة معصومة عن الخطأ في إجماعها، قال أبو مسعود البدري رضي الله عنه: «وعليكم بالجماعة، فإن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة».اهـ. وهذا موقوف صحيح الإسناد كما قال الحافظ ابن حجر([3])، وذكر الحافظ ابن الجوزي الحنبلي ملك الموت باسم عزرائيل في بعض مؤلفاته([4])، وكذلك عددٌ لا يُحْصى من المفسّرين والفقهاء.
فـإذا كان هذا الألباني لا يعرف ما اجتمعت عليه الأمة، ويقول عن أمـر مجمـع عليه: إنه مـن الإسـرائيليات، فيجب إزالة كتبـه التي فيها العبث بالدين، لئلا يفتن بها العوام، وأنت يا أخي المسلم اسمع كلام سـيدنا علي بن أبـي طالب رضي الله عنه حيث قـال([5]): «الناس ثلاثة عالـم رباني، ومتعلم على سـبيل النجاة، وهمج رعـاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح».اهـ. فاحذر أن تكون من النوع الثالث.
[1]() العقيدة الطحاوية، شرح وتعليق الألباني (ص84).
[2]() القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/303).
[3]() ابن حجر العسقلاني، موافقة الخبر الخبر (1/115).
[4]() ابن الجوزي، زاد المسير (8/28).
[5]() أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء (1/79، 80).