الجمعة يوليو 26, 2024
          • الألباني ينحرف عن المذاهب الأربعة:

           إن الألباني الذي يهوى الشذوذ يقول بأن عيسى عندما ينزل لا يحكم بالنصرانية ولا باليهودية ولا بالفقه الحنفي([1]).

          الرَّدُّ:

          لا شك أن أهل السُّنَّة والجماعة أجمعوا على فضل أصحاب المذاهب الأربعة أبي حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، رضوان الله عليهم. فانظروا كيف يتكلم على هذا العالم الجليل الذي فسّر([2]) به حديث: «لو كان العلمُ بالثُّريا لتناوله ناسٌ من أبناءِ فارسَ»([3]).

          فكيف يقول عن الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه هذا!؟ وقد أخذ علمه عن التابعين والتقى بأنس بن مالك لما دخل الكوفة، ومشايخه كثر أمثال عطاء بن أبي رباح والشَّعبي ونافع مولى ابن عمر([4])، ومحمد بن المنكدر وابن شهاب الزهري ومحمد الباقر وعبد الرحمـٰن بن هرمز الأعرج وحماد بن أبي سليمان وجميعهم من أكابر التابعين.

          وروى عنه خلق كثير، ودرس على يديه أكابر العلماء مثل محمد بن الحسن شيخ الشافعي وأبي يوسف القاضي ووكيع شيخ الشافعي وعبد الله بن المبارك وزفر بن هذيل التميمي وداود الطائي وحماد بن أبي حنيفة وغيرهم، حتى قال عنه الشافعي([5]): «الناس عيال على فقه أبي حنيفة».اهـ.

          فلأي سبب يطعن هذا الألباني بمثل هذا الإمام؟!

          روى الحافظ البغدادي([6]) بالإسناد الصحيح عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: «إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء على قبره كل يوم، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى».اهـ.

          والشافعي رضي الله عنه فُسّر([7]) به حديث النبي : «عالـمُ قريشٍ يملأُ الأرضَ علمًا»([8]).

          وحسبنا حكمًا بيننا وبين الألباني قول أفضل البشر وخاتم النبيين سيدنا محمد : «ليس من أمتي من لم يجلَّ كبيرَنا ويرحمْ صغيرَنا ويعرفْ لعالِمنا حقَّه» رواه أحمد وغيرُه([9]).

          [1])) الألباني، الكتاب المسمّى مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري (2/308).

          [2])) ابن حجر الهيتمي، الخيرات الحسان (ص23).

          [3])) مسند أحمد (2/420)، قال الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد (10/64): «رواه أحمد وفيه شهر بن حَوْشب وثقه احمد وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح».اهـ.

          [4])) وهو أثبت الناس بحديث ابن عمر رضي الله عنهما.

          [5])) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (13/346).

          [6])) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (1/123).

          [7])) ابن حجر العسقلاني، توالي التأسيس (ص42 – 49).

          [8])) البيهقي، مناقب الشافعي (1/54).

          [9])) مسند أحمد (5/323) من دون كلمة «حقّه»، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/127) للطبراني في المعجم الكبير.