الجمعة يوليو 26, 2024
            • الألباني يكتب حرف «ص» عند ذكر اسم النبي :

            خالف الألباني أهل الحديث بكتابته حرف «ص» عند ذكر اسم النبي ، فقال في هامش تعليقه على صحيح ابن خزيمة ما نصّه([1]): «انظر الفقرة 19 من كتابي «حجة النبي ص». ناصر» انتهى بحروفه. وناصر هو اسمه، أي: هو كاتب هذا التعليق، وقال أيضًا في الكتاب ذاته: «مفهومه أنه لا يجوز الزيادة على عدد ركعات ص، وهو الذي ذهبت إليه في رسالتي «صلاة التراويح» ناصر».اهـ. وكذلك كتب في تعليقه على كتاب «الكلم الطيب»([2]) لابن تيمية في مواضع عديدة وكثيرة، وفي كتابه «أحكام الجنائز»([3] وكتابه «صحيح الجامع الصغير»([4])، وغيرها من كتبه.

            الرَّدُّ:

            عندما كتب الألباني ما نقلناه عنه كان مضى عليه كما ادعى نحوًا من عشرين سنة في دراسة علم الحديث، ومع ذلك خالف أهل الحديث في الأصول، وشذ عنهم، وهذا دلالة على أنه لم تنفعه مطالعته هذه السنن الكثيرة، إنما العبرة بالدراسة المعتبرة التي تكون على أيدي العلماء الذين يؤخذ العلم من أفواههم، ومسألتنا هذه يعرفها طلاب العلم فضلًا عن علمائهم، فهل حقيقةً صحت له دراسة مصطلح الحديث طوال هذه المدة؟!

            وإليك أيها القارئ بعض أقوال أهل الحديث ننقلها من مصنفاتهم لتكون على بيّنة من دعاوى الأدعياء.

            قال الحافظ السيوطي في «تدريب الراوي» ممزوجًا بمتن النووي([5]): «ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم… و» يكره (الرمز إليهما في الكتابة) بحرف أو حرفين كمن يكتب صلعم (بل يكتبهما بكمالهما)».اهـ. وذكر مثله الحافظ زين الدين العراقي في شرح ألفيته في مصطلح الحديث.

            وقال الحافظ السخاوي في «فتح المغيث»([6]) ممزوجًا بمتن الحافظ زين الدين العراقي: «(واجتنب) أيها الكاتب (الرمز لها)، أي: للصلاة على رسول الله في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة صورة كما يفعله الكسائي والجهلة من أبناء العجم غالبًا وعوامّ الطلبة فيكتبون بدلًا عن «ص» أو «صم» أو «صلم» أو «صلعم»».اهـ.

            [1])) صحيح ابن خزيمة (2/76 – 194، 349)، ط 1395هـ – 1975ر.

            [2])) الكلم الطيب لابن تيمية، تعليق الألباني (ص90 – 119 – 121 – 125 – 126).

            [3])) الألباني، الكتاب المسمّى أحكام الجنائز (ص56 – 64 – 65)، ط1388هـ – 1969ر.

            [4])) الألباني، الكتاب المسمّى صحيح الجامع الصغير (ص227)، ط1388هـ – 1969ر.

            [5])) السيوطي، تدريب الراوي (ص284).

            [6])) السخاوي، فتح المغيث (3/70).