الجمعة أكتوبر 25, 2024

استدلال الإمام الجنيد البغداديّ([1]) رضي الله عنه
(ت 297هـ)

قال الإمام الجنيد البغداديّ([2]): «أشرف كلمة في التوحيد قول الصّدّيق: الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلًا إلى معرفته إلّا بالعجز عن معرفته» اهـ. ومعناه أن العبد لا يستطيع أن يحيط معرفة بذات الله تعالى، وأما الواجب الذي كُلّفنا بمعرفته عن الله، وأُمرنا بالاقتصارعليه فيكون باعتقاد ما يجب لله وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه سبحانه، فمن رضي بهذا واعتقد أن الله موجود لا يشبه الموجودات، موجود بلا مكان ولا جهة فهذا  قد عرف الله تعالى، أما من لم يَرْضَ بهذا فشبّه الله بخلقه ووصفه بالجلوس أو الاستقرار أو الحركة أو السكون أو وصف كلامه بأنه حرف أو صوت أو لغة، فهذا مشبّه لم يعرف الله وليس من المسلمين.

[1] ) الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز أبو القاسم، ت 297هـ، صوفي من العلماء بالدين مولده ومنشؤه ووفاته ببغداد. أصل أبيه من نهاوند وعرف بالخزاز لأنه كان يعمل بالخز، قال أحد معاصريه: «ما رأت عيناي مثله، الكتبة يحضرون مجلسه لألفاظه والشعراء لفصاحته والمتكلمون لمعانيه» اهـ. وقال ابن الأثير في وصفه: «إمام أهل السّنة في زمانه» اهـ. له «دواء الأرواح». الأعلام، الزركلي، 2/141.

 

[2] ) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري التلمسانيّ، 7/267.