عِنْدِي إِلَّا تَمْرَةً وَاحِدَةً، فَأَعْطَيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: «مَنْ يَلِي([2]) مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيءٍ([3])، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا([4]) مِنَ النَّارِ»([5]).
([1]) كذا في (أ، د، ح، ط)، وهو الموافق لما في صحيح المصنف بالإسناد نفسه. وأما في بقية النسخ وشرح الحجوجي زيادة: ابنتان لََهَا. اهـ وهو يوافق رواية أخرى للمصنف في صحيحه من طريق الزهري به، ورواية مسلم في الصحيح من طريق أبي اليمان به. اهـ.
([2]) كذا في (أ) وكل النسخ المخطوطة التي بحوزتنا: بلي، إلا في (و): يلي. اهـ وضبطها ناسخ (أ، ج) بضم الباء. اهـ قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله: «مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا» كذا للأكثر بتحتانية مفتوحة أوله من الولاية، وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بموحدة مضمومة من البلاء، وفي رواية الكشميهني أيضًا «بِشَيءٍ» وقواه عياض وأيده برواية شعيب بلفظ «مَنِ ابْتُلِيَ» وكذا وقع في رواية مَعْمَرٍ عند الترمذي. اهـ وكذا في إرشاد الساري. اهـ قلت: وفي رواية للمصنف في صحيحه ومسلم في صحيحه والترمذي في سننه كلهم من طريق معمر به، بلفظ: «مَنِ ابْتُلِيَ». اهـ ولمسلم أيضًا من طريق شعيب به، بلفظ: «مَنِ ابْتُلِيَ». اهـ قال أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ابتلي: امتحن واختبر. اهـ وأما في شرح الحجوجي ممزوجًا بالمتن: (يلي) من الولاية. اهـ.
([3]) كذا في (ح، ط)، وأما في البقية: شيئًا. اهـ وقيد ناسخ (و) على الهامش: إذا كان «يلي» من الولاية فشيئًا مفعوله، وإن كان من البلاء فمنصوب بنزع الخافض. اهـ قلت: قال في إرشاد الساري: «من يلي» بالتحتية المفتوحة من الولاية «من هذه النبات شيئًا» ولأبي ذر عن الكشميهني «من بلي» بموحدة مضمومة من الابتلاء «من هذه البنات بشيء». اهـ وقال في المرقاة: وقال شارحٌ للمصابيح قوله: «من بلي» من الإبلاء «من هذه البنات شيئًا»، أي: بشيء، وفي كتاب مسلم: «من ابتلي من هذه البنات بشيء» وهو الصواب، وروى لفظ المصابيح: «يلي» من الولاية لمكان «شيئًا» وليس بشيء. وقال التوربشتي قوله: «من ابتلي من هذه البنات بشيء»، هذه الرواية هي الصواب، والرواية التي اختارها صاحب المصابيح يتخبط الناس فيها لمكان قوله: «شيئًا»، وروى «يلي» بالياء من الولاية، وليس بشيء، والصواب فيه «من بلي من هذه البنات بشيء». اهـ وحاصل كلامه أن الرواية الثانية إما «ابتلي» كما في المشكاة، وإما «بلي» كما في المصابيح، وإن الصواب فيهما «بشيء»، وإن «شيئًا» بالنصب خطأ، وكذا «يلي» من الولاية، بل هو تصحيف وتحريف والله أعلم. قال الطيبي الرواية في البخاري والحميدي والبيهقي وشرح السُّنَّة: «من ابتلي من هذه البنات بشيء» ولم نقف على ما في المصابيح، وهو: «من بلي من هذه البنات شيئًا» في الأصول. اهـ.
([4]) قال في المرقاة: (سترا) بكسر أوله أي: حجابًا دافعًا (من النار) أي: دخولها. اهـ.
([5]) أخرجه المصنف في صحيحه بسنده ولفظه وأخرجه كذلك ومسلم من طرق عن الزهري به.