الإثنين يوليو 14, 2025

(68) اذْكُرْ مَا جَاءَ فِى الْحَدِيثِ عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ.

      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عِنْدَمَا سُئِلَ عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِى الذِّكْرِ كُلَّ شَىْءٍ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ. كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ أَىْ أَنَّ اللَّهَ أَزَلِىٌّ وَلا أَزَلِىَّ سِوَاهُ وَالسَّائِلُ هُمْ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ رَحَلُوا إِلَيْهِ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ فَبَيَّنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْجُودٌ لا ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ وَأَنَّ كُلَّ مَا سِوَاهُ حادِثٌ لَهُ بِدَايَةٌ ثُمَّ أَجَابَهُمْ عَنْ سُؤَالِهِمْ فَقَالَ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أَىْ وُجِدَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أَىْ أَنَّ الْمَاءَ خُلِقَ قَبْلَ الْعَرْشِ وَبِوُجُودِ الْمَاءِ وُجِدَ الزَّمَانُ وَالْمَكَانُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَكَتَبَ فِى الذِّكْرِ كُلَّ شَىْءٍ أَىْ أَمَرَ الْقَلَمَ أَنْ يَكُتْبَ عَلَى اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَبَعْدَ ذَلِكَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَىْ خَلَقَهُمَا وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ ق ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُّغُوبٍ﴾ وَكُلُّ يَوْمٍ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ قَدْرُ أَلْفِ سَنَةٍ قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْحَجِّ ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّون﴾. وَالسَّمَوَاتُ سَبْعٌ وَالأَرَضُونَ سَبْعٌ وَكُلُّ سَمَاءٍ مُنْفَصِلَةٌ عَنِ الأُخْرَى بِفَرَاغٍ وَاسِعٍ وَكُلُّ أَرْضٍ مُنْفَصِلَةٌ عَنِ الأُخْرَى بِفَرَاغٍ وَاسِعٍ. خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ فِى الْيَوْمَيْنِ الأَوَّلَيْنِ وَهُمَا يَوْمَا الأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ فِى الْيَوْمَيْنِ التَّالِيَيْنِ وَهُمَا الثُّلاثَاءُ وَالأَرْبِعَاءُ وَخَلَقَ فِى الْيَوْمَيْنِ الأَخِيرَيْنِ وَهُمَا الْخَمِيسُ وَالْجُمُعَةُ مَرَافِقَ الأَرْضِ مِنْ جِبَالٍ وَأَنْهَارٍ وَوِدْيَانٍ وَأَشْجَارٍ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.