السبت نوفمبر 15, 2025

638- بَابُ الْجَفَاءِ

  • حَدَّثَنَا سَعِيدُ([1]) بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ([2])، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ([3])، وَالْبَذَاءُ([4]) مِنَ الْجَفَاءِ([5])، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ»([6])([7]).
  • حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ([8]) عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ

 

أَبِيهِ([9]) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ([10])، كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَعَدٍ([11])، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا([12]).

([1]) أبو عثمان الواسطي المعروف بسعدويه.

([2]) أبو المغيرة منصور بن زاذان الثقفي الواسطي.

([3]) قال في فيض القدير: أي يوصل إليها. اهـ.

([4]) قال في فيض القدير: بذال معجمة ومد، الفحش في القول. اهـ.

([5]) قال في فيض القدير: بالمد أي الطرد والإعراض وترك الصلة والبر. اهـ.

([6]) قال في فيض القدير: يوضحه قوله في خبر ءاخر: «وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم». اهـ.

([7]) أخرجه ابن الجعد في مسنده وابن ماجه وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق والمروزي في تعظيم قدر الصلاة والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الأوسط وفي الصغير والحاكم والسلمي في ءاداب الصحبة وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب من طرق عن هشيم به، صححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي، قال البوصيري في المصباح: فإن اعترض معترض على ابن حبان والحاكم في تصحيحه بقول الدارقطني: إن الحسن لم يسمع من أبي بكرة. قلت: احتج البخاري في «صحيحه» برواية الحسن عن أبي بكرة في أربعة أحاديث، وفي مسند أحمد والمعجم الكبير للطبراني التصريح بسماعه من أبي بكرة في عدة أحاديث، منها: «إن ابني هذا سيد» والمثبت مقدم على النافي. اهـ.

([8]) هو عبد الله بن محمد بن عقيل. اهـ.

([9]) يعني سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

([10]) وفي (أ) تكفّا، بدون همزة. اهـ قال النووي في شرح مسلم: هو بالهمز، وقد يُترك همزه، وزعم كثيرون أنّ أكثر ما يروى بلا همز، وليس كما قالوا. قال شمر: أي مال يمينًا وشمالًا كما تَكَفَّأُ السفينةُ. قال الأزهري: هذا خطأ؛ لأنّ هذا صِفة المختال، وإنما معناه: أنْ يَميلَ إلى سَمْته وقَصْد مَشْيِه كما قال في الرواية الأخرى: «كأنما يَنحطّ في صَبَبٍ». قال القاضي: لا بُعْدَ فيما قاله شمر إذا كان خِلْقَةً وجِبِلَّةً، والمذمومُ منه ما كان مستعملًا مقصودًا. اهـ.

([11]) ضبطها في (أ) بفتحتين، وفي (د) بضمتين. اهـ وفي (ج) بضم فسكون. اهـ وفي (ب): صعداء. اهـ وفي نسخة مسند أحمد بفتحتين بضبط القلم. اهـ ولكن قال في بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد: بضمتين جمع صعود بفتح الصاد وهي الطريق صاعدًا. اهـ قال في تاج العروس: والصُّعُد، بضمتَيْن: جمْع صعُودٍ، خلاف الهَبوط، وَهُوَ بِفَتْحَتَيْنِ خلاف الصَّبَب. اهـ وقيد (و) على الهامش: أي موضعًا عاليًا يصعد فيه وينحط والمشهور في صبب، مجمع. اهـ قلت: قال العراقي في ألفية السيرة: إذا مشَى كأنَّما يَنْحَطُّ * من صَبَبٍ، مِنْ صُعُدٍ يَحُطُّ. اهـ يشير إلى الروايتين، والله أعلم. اهـ وقال ابن الأثير في النهاية: في صفته صلى الله عليه وسلم: «كأنما ينحط في صعد» هكذا جاء في رواية، يعني موضعًا عاليًا يَصعد فيه ويَنحطّ، والمشهور: «كأنما يَنحطّ في صَبَبٍ». والصُّعُد – بضمتين-: جمع صَعُود، وهو خلاف الهَبُوط، وهو بفتحتين خلاف الصَّبَب. اهـ.

([12]) أخرجه أحمد والبزار في مسنديهما وابن سعد في الطبقات وابن عساكر في تاريخ دمشق والضياء في المختارة من طرق عن حماد به.