4)إنكار الألباني تأويل البخاري
أنكر الألباني – في فتاوى الألباني ص 523 – تأويل البخاري لقوله تعالى:{ كل شيء هالك إلا وجهه} أي إلا ملكه، فقال – في الصحيفة نفسها – الألباني أيضا عن هذا التأويل:{ هذا لا يقوله مسلم مؤمن} اهـ، وذكر أنه ليس في البخاري مثل هذا التأويل الذي هو عين التعطيل ثم قال ما نصه:{ ننزه الإمام البخاري أن يؤول هذه الآية وهو إمام في الحديث وفي الصفات وهو سلفي العقيدة والحمد لله}. اهـ.
الرد: الألباني بهذا يكون كفّر من أوّل هذه الآية بهذا التأويلفإذن البخاري عنده كافر لأن نسخ البخاري كلها متفقة على هذا ولا يستطيع الألباني أن يُثبت نسخة خالية عن هذا التأويل فإنه يُكابر هربا مما يتوقعه، فمثله كمثل من أراد أن يغطي الشمس بكفه في يوم صحو رابعة النهار. ثم ليس هذا التأويل مما انفرد به البخاري بل أوّل – تفسير القرءان ص 194 – سفيان الثوري رضي الله عنه هذه الآية:{ كلُّ شيء هالك إلا وجهه} بقوله:{ ما أريد به وجهه}.
ثم إن تأويل البخاري لهذه الآية ثابت عنه، فقد قال في أول سورة القصص ما نصه:{ {كل شيء هالك إلا وجهه} إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجه الله} انتهى بحروفه. فإنكار الألباني لذلك دليل جهله فكيف يدعي أصحابه بأنه حافظ محدث، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.
أما قوله بأن هذا التأويل لا يقوله مسلم مؤمن لأنه على زعمه يكون من أهل التعطيل الضالين، فماذا يقول عن البخاري بعد ثبوت ذلك عنه، هل يرميه بالتعطيل والضلال؟! – وقد حصل من شخص وهابي لمل قيل له: البخاري أوّل فقال في صحيحه في تفسير قوله تعالى:{ كل شيء هالك إلا وجهه}: إلا ملكه، فقال الوهابي: البخاريُّ في إيمانه شكّ. فبعد هذا يظهر للمتأمل شدة بغض الوهابية لأهل الحق أهل السنة والجماعة وازدرائهم بالأئمة الكبار-.