(394) مَا مَعْنَى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَة، أَىْ مَنْ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ مِنَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ مِنْ زَمَنِ سَيِّدِنَا ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى الآنَ وَالْمَعْنَى رَبِّ اغْفِرْ لِبَعْضِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضَ ذُنُوبِهِمْ وَلِبَعْضِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعَ ذُنُوبِهِمْ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ رَبِّ اغْفِرْ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعَ ذُنُوبِهِمْ لِأَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ قِسْمٌ مِنْ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ نَارَ جَهَنَّمَ لَكِنْ لا يَخْلُدُونَ فِيهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ ﷺ يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ، رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فَلا يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِنَجَاةِ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ دُخُولِ النَّارِ. وَعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً كَانَ مِنَ الَّذِينَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ وَيُرْزَقُ بِهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ. قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَلِحُصُولِ السِّرِّ فِى أَنْ يَصِيرَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ لا بُدَّ أَنْ يَسْتَغْفِرَ كُلَّ يَوْمٍ، وَالسِّرُّ يَحْصُلُ حَتَّى لَوْ كَانَ الْمُسْتَغْفِرُ فَاسِقًا.