الثلاثاء يوليو 8, 2025

385- بَابُ مَنْ قَالَ: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لسِحْرًا([1])

  • حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، أَوْ أَعْرَابِيًّا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ بَيِّنٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا([2])، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً([3])»([4]).
  • حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَلَّامٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَفَعَ وَلَدَهُ إِلَى الشَّعْبِيِّ يُؤَدِّبُهُمْ، فَقَالَ([5]): عَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يَمْجُدُوا([6]) وَيُنْجِدُوا([7])، وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ تَشْتَدُّ

 

قُلُوبُهُمْ، وَجُزَّ شُعُورَهُمْ تَشْتَدُّ رِقَابُهُمْ، وَجَالِسْ بِهِمْ عِلْيَةَ([8]) الرِّجَالِ يُنَاقِضُوهُمُ([9]) الْكَلَامَ([10]).

([1]) كذا في (أ)، وأما في بقية النسخ: سحرًا. اهـ.

([2]) قال الحافظ في الفتح نقلًا عن ابن التين: والبيان نوعان الأول ما يبين به المراد والثاني تحسين اللفظ حتى يستميل قلوب السامعين والثاني هو الذي يشبه بالسحر والمذموم منه ما يقصد به الباطل وشبهه بالسحر لأن السحر صرف الشيء عن حقيقته. اهـ.

([3]) وفي الفتح عازيًا للمصنف هنا من حديث ابن عباس: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا. اهـ.

([4]) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما وأبو داود والترمذي وابن ماجه والخلال في الأمر بالمعروف وابن حبان وابن المنذر في الأوسط والطبراني في الكبير والطحاوي في شرح المعاني من طرق عن سماك به نحوه، واقتصر بعضهم على الجملة الثانية، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

([5]) أي عبد الملك بن مروان.

([6]) ضبطها ناسخ (أ): بتشديد الجيم، وضبطها ناسخ (د): يَمْجُدُوا. اهـ وكتب على الهامش: أي يشرفوا ويكونوا كرامًا. اهـ وقيد ناسخ (و) على الهامش: أي يشرفوا ويكونوا كرامًا، أما نحن بنو هاشم فأنجاد أمجاد أي أشراف كرام ومنه حديث أما بنو هاشم فأنجاد أمجاد أي اشداء شجعان. اهـ وكذا في تاج العروس. اهـ قلت: كل من (يُمَجَّدُوا) و(يَمْجُدُوا) صحيح فالمقدم الرواية. اهـ قال الحجوجي: (يمجدوا) يعظموا في أعين الناس (وينجدوا) ترتفع أقدارهم. اهـ.

([7]) ضبطها ناسخ (د): وَيَنْجُدُوا. اهـ قلت: (يَنجُدوا) و(يُنجِدوا) كلاهما صحيح، الأول بمعنى يصير عندهم بأس وشجاعة، والثاني بمعنى يعينون الناس. اهـ.

([8]) وقيد ناسخ (د، و) على الهامش: بكسر عين وسكون لام فتحتية مفتوحة جمع عَلِيّ أي شريف كصبي وصبية، مجمع. اهـ قال الحجوجي: (علية الرجال) أفاضلهم وأهل الذكاء والفطنة والنباهة والعلم النافع (يناقضوهم الكلام) فيعلمون منهم علم الجدال، فيتقنون السؤال إذا سألوا ويحسنون الجواب إذا سئلوا. اهـ.

([9]) وقيد ناسخ (د) على الهامش: بالقاف المعجمة أي أنْ يقول شاعِرٌ شِعْرًا، فَيَنْقُضَ عليه شاعرٌ ءاخَرُ حتى يَجيءَ بغضيْرِ ما قال، قاموس. اهـ قلت: وفي تهذيب المزي (يناطقوهم). اهـ.

([10]) أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق عن معن بن عيسى به نحوه.