ومما يدل على اعتقادهم بأنهم وحدهم المسلمون على زعمهم وأن أهل السنة عندهم كافرون ما ذكره مفتي مكة أحمد بن زيني دحلان في كتابه ( فتنة الوهابية ) طبع مطبعة حسين حلمي استانبولي استانبول – تركيا سنة 1978 ص/13 من قوله بأن الوهابية لما دخلوا مكة المكرمة وتملكوا المدينة المنورة بقوة السلاح ( صاروا يكرهون الناس على الدخول في دينهم ) وهذا صريح في أنهم لا يعتبرون أهل السنة ولو كانوا أهل الحرمين مكة والمدينة وأهل الطائف إلا كفارا والعياذ بالله من فتنة الوهابيين الذين اتبعوا في هذا زعيمهم محمد بن عبد الوهاب الذي كما يذكر مفتي مكة في كتابه هذا عنه أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم.
وما هذا إلا دليل على ما يعتقدونه من النقصان في دين سيدنا محمد وبزعمهم جاءوا لإكماله وفي هذا تكفير لسيدنا محمد وصحابته وسلف الأمة وخلفها وتكذيب للقرءان وللسنة الثابتة فاعرفوا حقيقة الوهابية يا أهل الحق وأنهم شرذمة تخدم مآرب اليهود بنشر الفتن والشقاق بين المسلمين أينما حلوا، ويحرم ولا يجوز تسميتهم بالسلفية لمن عرف حقيقتهم وهذا الاسم استعملوه ستارا لهم ودخلوا به إلى كثير من البلاد وخدعوا الناس ليخرجوهم من الهدى إلى الضلال ومن نور التوحيد إلى ظلمة الإشراك والتشبيه. حتى صار كثير ممن يدعون الدعوة والإرشاد والتعليم من هؤلاء الوهابية الذين عاثوا في الأرض فسادا وما يحصل اليوم في بلاد المسلمين من قلاقل وفتن وإراقة للدماء في مصر والجزائر واليمن وافغانستان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين إن هو تطبيق لمنهج التكفير لأهل السنة الذي هم عليه حتى وصل بهم الأمر إلى ذبح 52 مسلما سنيا بالسكاكين لا شئ إلا لتبنيهم العقيدة الأشعرية، راجع صحيفة الحياة فهم لا يتورعون مخالفيهم وتكفيرهم حتى ولو كان رجلا أعمى صلى على النبي بعد الأذان فإنه يقتل بفتوى من محمد بن عبد الوهاب كما ذكر مفتي مكة في أواخر كتابه ( فتنة الوهابية ).
وأما إن أردت أن تعرف حقيقة محمد بن عبد الوهاب وجماعته الوهابية فخذها من كلام أبيه وأخيه وأهل بلده والمعاصرين له من علماء أهل السنة والجماعة.
ففي كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة للعلامة محمد بن عبد الله ابن حميد النجدي الحنبلي المتوفى سنة 1295 للهجرة – الطبعة الأولى – مكتبة الإمام أحمد ص/275 – 276 حيث يقول في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب:[ عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي وهو والد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الأفاق لكن بينهما تباين مع أن محمدا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غاضبا على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أنه يحدث منه أمر فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر فقدر الله أن صار ما صار وكذلك ابنه سليمان أخو محمد كان منافيا له في دعوته ورد عليه ردا جيدا بالآيات والآثار وسمى الشيخ سليمان رده عليه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله.]
ففي هذا بيان لما كان عليه محمد بن عبد الوهاب وجماعته من التكفير بغير سبب واستحلال القتل بلا عذر سوى المجاهرة بالرد عليه حتى وصل به الأمر إلى أنه أمر بقتل أخيه الشيخ سليمان وأرسل له مجنونا بسيف ليقتله. ثم سلمه الله وترك نجد إلى المدينة المنورة وألف في الرد عليه أكثر من كتاب ورسالة منها ( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ) وهو كتاب مطبوع بموجب موافقة وزارة الإعلام في الجمهورية العربية السورية سنة 1997 توزيع مكتبة حراء. حيث يبين فيه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى شدة التحامل على المسلمين التي عند أخيه محمد بن عبد الوهاب وتكفيره لهم ورميهم بالشرك. فيقول ص/17 ردا عليهم:[ ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم وفارقتم الإجماع وكفرتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم.]
ويقول ص/42 مخاطبا الوهابية أتباع أخيه المارق:[ بل والله كفرتم من قال الحق الصرف حيث خالف أهوائكم.]
وفي ص/54 ينصحهم بقوله:[ فيا عباد الله تنبهوا وارجعوا إلى الحق وامشوا حيث مشى السلف الصالح وقفوا حيث وقفوا لا يستفزكم الشيطان ويزين لكم تكفير أهل الإسلام وتجعلون ميزان كفر الناس مخالفتكم وميزان الإسلام موافقتكم.]
وهذه العبارة صريحة في بيان مذهب ( دين ) الوهابية حينما يطلقون التكفير على كل من خالفهم ويسعون لقتله وذلك تنفيذا للأوامر التي تلقاها محمد بن عبد الوهاب ربيب الاستعمار المحتل لبلاد المسلمين وتلميذ الجاسوس البريطاني همفر والذي لقنه ودربه ولم يجد مطية يركبها أسهل من محمد بن عبد الوهاب كما اعترف في كتابه المسمى ( مذكرات مستر همفر ) الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية، نقله إلى العربية الدكتور ج. ج.
فإنه يذكر في ص/77 أن أول بند من بنود العمالة والاتفاقية التي حصلت بينه وبين محمد بن عبد الوهاب هو:
تكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة.
ثانيا: هدم الكعبة باسم أنها آثار وثنية.
ثالثا: السعي لخلع طاعة الخليفة ومحاربة أشراف الحجاز.
رابعا: هدم القباب و الأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها باسم أنها وثنية وشرك والاستهانة بشخصية النبي محمد وخلفائه ورجال الإسلام.
خامسا: نشر الفوضى والإرهاب في البلاد.
هذا ما سعت إلية وزارة المستعمرات البريطانية عبر الجاسوس همفر ليتم تنفيذه على يد محمد بن عبد الوهاب وجماعته أصحاب الغلظة والعمالة وحق عليهم أن يصفهم العلامة ابن عابدين بالخوارج حينما يقول تحت عنوان:[ مطلب في أتباع محمد بن عبد الوهاب الخوارج في زماننا.]
ثم يقول:[ كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.] راجع كتابه رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار المجلد الرابع ص/262 طبع دار الفكر – لبنان 1992.
وهذا ما أكده الشيخ سليمان أخو محمد بن عبد الوهاب في رده عليه في كتابه ( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية.)
حيث قال مخاطبا لهم وناصحا وزاجرا:[ أما في هذا عبرة لكم تكفرون عوام المسلمين وتستبيحون دمائهم وأموالهم وتجعلون بلادهم حرب.]
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإياه نسأل أن ينصر المسلمين على هذه الطائفة الشاذة ليستأصلوا شوكتهم ويطفئوا نار حقدهم على المسلمين ويبددوا ظلام فتنتهم السوداء كما شتت اليهود من قبل إنه على ذلك قدير. ءامين.