الأحد فبراير 16, 2025

الوهابية والقطبية يكفّرون الأمة الإسلامية

ومن مخازي الوهابية وجماعة سيد قطب أنهم يكفرون المؤمنين ويستبيحون دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم وهم مع ذلك يمدحون أهل الشرك والكفر كاليهود ومشركي قريش الذين حاربوا رسول الله وتصدوا لدعوته كأبي لهب وأبي جهل فهما عند الوهابية من المؤمنين الموحدين وأنهما على زعمهم أكثر توحيدا لله وأخلص إيمانا به من المسلمين الذين يتوسلون بالأولياء والصالحين.

وقد تجرأوا على هذا القول الشنيع ولم يكتفوا بإضماره في قلوبهم بل خطّته أياديهم الأثيمة وطبعته في كتاب أسموه ( كيف نفهم التوحيد ) تأليف محمد أحمد باشميل، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث والإفتاء ( الدعوة الوهابية التي يرأسها كبير قومهم عبد العزيز بن عبد الله بن باز ) الرياض سنة 1987. وبمقابل ثنائهم وحبهم لليهود وأعوان اليهود وأشباه اليهود أنظر ماذا يقولون عن المسلمين قاطبة، ففي الكتاب المسمى ( المجموع المفيد من عقيدة التوحيد ) تأليف على بن محمد سنان طبع مكتبة دار الكتاب الإسلامي – المدينة المنورة ص/55 يقولون:[ إن هذه الطرق الصوفية المنتشرة في الناس للدجل والدجالين هي المعول الذي هدم به اليهود والفرس صرح الإسلام وهي اليد الأثيمة التي مزقت الإسلام وأن شيوخ الطرق الصوفية هم الذين يمكنون للمستعمرين في مراكش وتونس والجزائر والهند وفي السودان وفي مصر وفي كل مكان، أيها المسلمون لا ينفع إسلامكم إلا إذا أعلنتم الحرب الشعواء على هذه الطرق وقضيتم عليها فأخرجتموها من بين جنوبكم ومن قلوبكم ومجالسكم ومجامعكم ومساجدكم وزواياكم حاربوها قبل أن تحاربوا اليهود فإنها روح اليهودية والمجوس تغلغلت في جسم الإسلام فزلزلته وأوهنته.]

وزادوا على هذا الضلال أنهم كفروا أهل المذاهب الأربعة ومقلديهم واعتبروا أن مشركي قريش أخف شركا وأيسر كفرا من أهل المذاهب الأربعة ذكروا ذلك في كتاب أسموه ( الدين الخالص ) تأليف محمد صدّيق حسن القونجي الجزء الأول ص/140 طبع دار الكتب العلمية – بيروت.

 

فما أوقحهم وما أغباهم وهل أهل المذاهب الأربعة إلا جمهور هذه الأمة التي مدحها الله تعالى بقوله:{ كُنْتُم خَيرَ أُمَّةٍ } سورة ءال عمران / 110. وانظر إلى قولهم:[ تقليد المذاهب من الشرك.] في كتابهم المسمى ( الدين الخالص ) ص/140، فهذا تصريح منهم بتكفير الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة وسائر أهل المذاهب المعتبرة.

بل زادوا ضلالا وخبثا لما اعتبروا أن البشر كلهم أولاد زنى حيث كفروا السيدة حواء وجعلوها مشركة، انظر إلى قولهم في كتابهم ( الدين الخالص، ص/ 160 ) حيث يقولون:[ الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون ءادم عليه السلام.] فبربكم من يعتبر أم البشر السيدة حواء رضي الله عنها مشركة كافرة أفلا يكون مؤدى قوله هذا أن ءادم عليه السلام تزوج من كافرة مشركة وأنه ولد منها أولادا والوهابية تزعم انهم من زنى. ومن كفر السيدة حواء فقد زاد شره لما كفر صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر عبد العزيز بن باز في تعليقه على شرح البخاري الجزء الثاني ( طبع دار المعرفة ص/95 بيروت ) تكفيره للصحابي الجليل بلال ابن حارث المزني واعتبر أن زيارته لقبر النبي وتوسله بالرسول عند القحط في زمن عمر رضي الله عنهما شرك، وليس هذا فقط بل شيخه أحمد بن تيمية الحراني المجسم كفّر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي شهد له الرسول بالصلاح وكان معروفا بالعلم والفهم والورع بعد أن نقل ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) طبع دار المعرفة بيروت ص/390 عن تتبع ابن عمر للأماكن التي صلى فيها رسول الله وتحراها لأجل الصلاة فيها يقول ابن تيمية:[ وذلك ذريعة إلى الشرك بالله.]

وفي كتاب المسمى ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ( راجعه وعلق عليه عبد العزيز بن باز طبع دار الندوة الجديدة- ص/190.) يكفر أهل السنة في بلاد الشام واليمن وفي الجزيرة العربية والحجاز والعراق ومصر ويزعم أن أهل الشام يعبدون ابن العربي وأن أهل مصر يعبدون البدوي وأن أهل العراق يعبدون الجيلاني وأن أهل الحجاز واليمن يعبدون الطواغيت والأحجار والأشجار والقبور.

 

فإذا كان أهل هذه النواحي والبلاد من المسلمين كفارًا عند الوهابية فأين المسلمون يا وهابية؟!!

فمن يعتبر أهل الإسلام في هذه الأقطار مشركين كيف يُعتبر في عداد أهل الفرقة الناجية. إن المسلمين اليوم إما أشاعرة أو ماتريدية فحيثما تجد مسلما سنيا تراه أشعريا أو ماتريديا على رغم انف الوهابية التي تكفر الأشاعرة والماتريدية كما تجد ذلك في كتابهم المسمى زورا وبهتانا ( من مشاهير المجددين في الإسلام ) طبع الإدارة العامة للبحوث والدعوة الوهابية – الرياض ص/32 تأليف صالح بن فوزان حيث الأشاعرة والماتريدية مخالفين للصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ثم يقول:[ فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة.] اهـ. بحروفه.

ولقد تجرأ محمد بن صالح العثيمين على تضليل الإمام النووى والحافظ ابن حجر رحمهما الله تعالى حيث يقول في كتابه ( لقاء الباب المفتوح ص/42 – طبع دار الوطن الرياض):[ ليسا من أهل السنة والجماعة.] وذلك تعصبا منهم لرأي ابن تيمية ولكلام محمد بن عبد الوهاب.

بعد هذه الفتوى الجائرة في تضليل أهل السنة والجماعة والصحابة حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير السيدة حواء فها هي الفتاوى العملية تصدر عنهم في إباحة دماء المسلمين وتنفذ فيهم الجرائم بالتقتيل والذبح وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث والزنى بنسائهم والتهمة على زعمهم أنهم يعتقدون العقيدة الأشعرية، بل زاد ضلالهم بتكفيرهم للمسلمين الذاكرين الله كثيرا حيث يقول حسام العقاد في كتابه ( حلقات ممنوعة ) طبع دار الصحابة بطنطا – مصر – ص/25 يقول:[ ومن البدع أيضا في هذه الحلقات أن يحدد الشيخ أرقاما لقولها الذاكر فيقول لا إله إلا الله ألف مرة مثلا أو صلى الله عليه وسلم عشرة ءالاف مرة أو أكثر وكل هذا لم يرد في شرعنا وهو من ابتداع الجاهلين، لقد خرج هؤلاء عن الذكر الشرعي إلى ذكر يشرك بالله تعالى.] اهـ.

انظر إلى قوله:[ في شرعنا ] لأن الوهابية جاءت بدين جديد، وإلى قوله:[ ذكر يشرك بالله تعالى ] وهل الصلاة على النبي والإكثار منها يعتبر عندكم يا وهابية إشراكا؟!!

 

وهل قول: لا إله إلا الله، يعتبر شركا؟!! لعنة الله على الظالمين.

فمن يعتبر الإكثار من الصلاة على النبي والتهليل شركا بالله لا يتورع عن تحريم ومنع الناس من قول: استغفر الله. حيث اعتبر القطبية – جماعة سيد قطب – أن قول: استغفر الله. هو كلام أقل ما يقال فيه إنه المكاء والتصدية، راجع مجلة الأمان العدد 70/ سنة 1980 ص/20، وانظروا إلى قول ناصر الدين الألباني هذا الوهابي العنيد في كتابه ( تحذير الساجد، ص/69 ) حيث يعتبر وجود محراب صغير أسفل حائط القبر الشمالي ظاهرة وثنية ويأسف لوجوده وبقائه ووجود القبة الخضراء فوقه.

وليس الوهابية فقط من تجرأ على تكفير المسلمين بل حزب الإخوان إخوان لهم جماعة سيد قطب كفروا المسلمين قاطبة حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير معاوية وعموم بني أمية الذين منهم الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ففي كتاب سيد قطب المسمى ( العدالة الاجتماعية في الإسلام – طبع دار الكتاب العربي – مصر – ص/174 ) يقول سيد قطب:[ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية فهو منه ومنهم برئ.] ولم يكتف سيد قطب بتكفير معاوية وبني أمية بل تعدى الحدود وزاد في الشذوذ إلى تكفيره الأمة قاطبة الأحياء الأموات وبل كفر البشرية بأسرها حيث يقول في كتابه ( في ظلال القرءان – المجلد الثاني – الجزء التاسع – ص/1057):[ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وجور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريق منهم يردد على المآذن كلمات لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها.]

 

وقد تبعه على هذه البدعة الكفرية وزاد عليه فتحي يكن فقال في كتابه ( كيف ندعو إلى الإسلام – الطبعة الرابعة – مؤسسة الرسالة – ص/112 ):[ واليوم يشهد العالم أجمع ردة عن الإيمان بالله وكفرا جماعيا وعالميا لم يعرف لهما مثيل من قبل.]

وقد تجرأ أحد الوهابيين على تكفير الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري لأنه وضع وجهه على قبر النبي شوقا لرسول الله وهو مدرس الليث بن سعد في الأردن فتصدى له أحد السنيين منكرا عليه كيف يكفر هذا الصحابي الجليل فقال الوهابي:[ وإن كان محمد بن عبد الله ( يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ) فعل ذلك فقد كفر.] والعياذ بالله.

وفي يوم الأربعاء بتاريخ 1/10/1997 حصل أن عبد القادر أرناؤوط الوهابي المقيم في دمشق قال لرجل من ءال البزم من أقرباء مفتي دمشق بأن مشايخ وعلماء الشام كلهم كفار لأنهم لا يأخذون بفتوى ابن تيمية الشاذة بأن الطلاق بالثلاث لا يقع ويكفيه اليمين، نسأل الله السلامة منهم جميعا.