الجمعة يوليو 18, 2025

310- بَابُ إِكْرامِ الضَّيْفِ وخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ

  • حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَضُمُّ، أَوْ يُضِيفُ هَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ([1]) مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتٌ الصِّبْيَانِ([2])، فَقَالَ([3]): هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْلِحِي([4]) سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْلَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، وَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا([5]) يَأْكُلَانِ، وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ([6]) ضَحِكَ([7]) اللَّهُ»، أَوْ: «عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا»([8])، فََأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩] ([9]).

([1]) وفي مسلم من طريق محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه بإسناد المصنف: يُقالُ لَهُ: أَبُو طَلْحَةَ. اهـ قال في الفتح: وبذلك جزم الخطيب لكنه قال أظنه غير أبي طلحة زيد بن سهل المشهور. اهـ.

([2]) كذا في (أ، د، و، ل)، قال في إرشاد الساري: بالياء بعد النون ولأبي ذر صبيان بتنوين النون بغير ياء. اهـ وفي (ب، ج، ز، ح، ط، ي، ك): لِلصِّبْيَانِ.اهـ كما في شرح الحجوجي. اهـ.

([3]) وأما في (أ، د، ح، ط): قال، والمثبت من البقية: فقال، ومن صحيح المصنف بالسند نفسه.

([4]) وفي صحيح المصنف: وأصبحي، قال في إرشاد الساري: بهمزة قطع وموحدة بعد الصاد المهملة في السلطانية وغيرها أي أوقديه وفي الفرع وأصلحي باللام بدل الموحدة ولم أرها كذلك في غيره. اهـ.

([5]) قال في إرشاد الساري: (أنهما) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: كأنهما. اهـ.

([6]) وفي صحيح المصنف بدون «لقد». اهـ.

([7]) قال الإمام أبو سليمان الخطابي في أعلام الحديث شرح صحيح البخاري: قال أبو عبد الله (يعني البخاري): معنى الضحك: الرحمة، وهذا من رواية الفربري، ليس عن ابن معقل. قلت: قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضا لفعلهما أقرب وأشبه. اهـ وقال الإمام البيهقي في الأسماء والصفات: فقد روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال: «معنى الضحك فيه الرحمة». اهـ وقال الحافظ في الفتح: ونسبة الضحك والتعجب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما. اهـ وكذا في إرشاد الساري وغيره. اهـ.

([8]) قال في إرشاد الساري: وفاء فعالكما مفتوحة. اهـ.

([9]) أخرجه المصنف في صحيحه بسنده ومتنه، وأخرجه كذلك ومسلم من طرق عن فضيل به نحوه.