الثلاثاء يوليو 8, 2025

295- بَابُ مَا يُدَّخَرُ لِلدَّاعِي مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوابِ([1])

  • حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ([2]) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو([3])، لَيْسَ بِإِثْمٍ وَلَا بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ([4]) عَزَّ وَجلَّ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ([5]) عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا»، قَالَ: إِذًا نُكْثِرُ([6])، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ»([7])([8]).
  • حَدَّثَنَا ابْنُ شَيْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَنْصُبُ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ يَسْأَلُهُ مَسْأَلَةً، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا، إِمَّا عَجَّلَهَا لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا ذَخَرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مَا لَمْ يَعْجَلْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،

 

وَمَا عَجَلَتُهُ؟ قَالَ: «يَقُولُ: دَعَوْتُ وَدَعَوْتُ، وَلَا أُرَاهُ([9]) يُسْتَجَابُ لِي»([10]).

([1]) وفي (د): من الثواب والأجر. اهـ وعلى هامش (أ) قيد الناسخ: على الأصل هنا بخط الذهبي: من هنا فوتُ ابن القبَّيطي إلى باب ما يقول إذا رأى غيمًا. اهـ.

([2]) أبو إسماعيل الرفاعي البصري. قال المزي في تهذيبه: ليس له عنده (أي عند البخاري في الأدب) غيره. اهـ.

([3]) أي (بدعوة) وقد ثبتت في مصادر التخريج وسقطت من كتابنا ومن رواية عبد بن حميد في مسنده، فقد أخرجها كذلك من طريق ابن أبي شيبة عن أبي أسامة (حماد بن سلمة)، ولكنها مثبتة عند ابن أبي شيبة في مصنفه. قال الحجوجي: (يدعو) بدعوة. اهـ.

([4]) كذا في (أ، د، ح، ط)، وأما في البقية: سقط لفظ الجلالة. اهـ.

([5]) وفي (أ): يرفع. اهـ وهي كذلك بالراء في حلية الأولياء للأصبهاني وفي الفوائد المنتقاة للحرمي. قال الحجوجي: (يدفع) يصرف. اهـ.

([6]) وأما في (ج، ز) يكثر، والمثبت من (أ) وسائر النسخ ومصادر التخريج. اهـ قال السندي في حاشيته على المسند: قوله: نكثر: من الإكثار، أي: الدعاء. اهـ قال الحجوجي: (نكثر) بالنصب. اهـ وكذا وجدتها بالنصب في مسند أحمد بضبط القلم. اهـ وقال في دليل الفالحين: (إذًا نكثر) بالنصب أي: إذا كانت الدعوة بما عدا ما ذكر مجابة نكثر من سؤال خيري الدارين لتحصيلهما بالوعد الذي لا يخلف. اهـ وذكر القاري في المرقاة أن ظاهره النصب لكن ضبط بالرفع في جميع نسخ المشكاة. اهـ.

([7]) قال السيوطي في قوت المغتذي: قال الطِّيْبيّ: أي أكثر إجابة مِن دعائكم، المعنى: إن إجابة الله في بابها أكثر، وأبلغ مِن دعائكم في بابه، وهو قريب من قولهم: العَسَلُ أحلى مِن الخلّ، والصيف أحرّ مِن الشتاء، وإنما قال: «أكثر» بالثاء المثلثة مشاكلةً لقول: «نكثر». اهـ وقال السندي في حاشيته على المسند: قوله: «الله أكثر» أي: فضله وعطاؤه أكثر من دعائكم. اهـ.

([8]) أخرجه ابن الجعد وأحمد في مسنديهما والطبراني في الدعاء وابن شاهين في الأعمال والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدعوات الكبير وفي الشعب من طرق عن علي به نحوه، قال المنذري في ترغيبه: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة والحاكم وقال صحيح الإسناد، وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد وأبي يعلى واحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة، وقال البوصيري في الإتحاف: رواه الإمام أحمد بن حنبل والبزار في مسنديهما بأسانيد جيدة. اهـ وقال الدمياطي في المتجر الرابح: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد صحاح. اهـ.

([9]) ضبطها ناسخ (ب) بضم الهمزة.

([10]) أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي في الدعوات الكبير وفي الشعب من طرق عن عبيد الله ابن موهب به، والحديث صححه الحاكم، قال المنذري في ترغيبه: رواه أحمد بإسناد لا بأس به، وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف، وقال الدمياطي في المتجر الرابح: رواه أحمد بإسناد حسن. اهـ.