(29) مَا مَعْنَى قَوْلِ الْمُؤَلِّفِ »عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَىْءٌ فِى الأَرْضِ وَلا فِى السَّمَاءِ يَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِى ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَابٍ مُبِينٍ. أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا«.
الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ الأَشْيَاءَ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا بِعِلْمِهِ الأَزَلِىِّ يَعْلَمُ مَا كَانَ أَىْ مَا وُجِدَ وَيَعْلَمُ مَا يَكُونُ أَىْ مَا سَيُوجَدُ حَتَّى نَعِيمَ الْجِنَانِ الَّذِى يَتَوَالَى وَلا يَنْقَطِعُ، يَعْلَمُ الْوَاجِبَ وَاجِبًا وَالْجَائِزَ جَائِزًا وَالْمُسْتَحِيلَ مُسْتَحِيلًا وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَالِمٌ بِذَاتِهِ وَبِصِفَاتِهِ وَبِمَا يُحْدِثُهُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ بِعِلْمٍ وَاحِدٍ أَزَلِىٍّ أَبَدِىٍّ لا يَتَغَيَّرُ.