الجمعة يوليو 18, 2025

280- بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

  • حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ([1])، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا رَجُلٌ([2]) مُسْلِمٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ([3])، فَلْيَقُلْ([4]) فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، فَإِنَّهَا لَهُ زَكَاةٌ»([5])([6]).
  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى ءالِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَءالِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى ءالِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَءالِ إِبْرَاهِيمَ، وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى ءالِ مُحَمَّدٍ، كَمَا

 

تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَءالِ إِبْرَاهِيمَ، شَهِدْتُ([7]) لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالشَّهَادَةِ، وَشَفَعْتُ لَهُ»([8]).

  • حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَتْبَعُهُ، فَخَرَجَ عُمَرُ وَاتَّبَعَهُ([9]) بِفَخَّارَةٍ([10]) أَوْ مِطْهَرَةٍ([11])، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَةٍ([12])، فَتَنَحَّى فَجَلَسَ وَرَاءَهُ، حَتَّى رَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حِينَ وَجَدْتَنِي([13]) سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَنِي فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا([14])، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ»([15]).
  • حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ([16])، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ([17]) النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَحَطَّتْ([18]) عَنْهُ عَشْرَ خَطَايَا»([19])([20]).

([1]) قال ابن حجر في تقريب التهذيب: دراج بتثقيل الراء وءاخره جيم، ابن سمعان، أبو السَّمْح بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة، قيل: اسمه عبد الرحمٰن، ودرّاج، لقبٌ، السَّهْمي مولاهم المصري القاص، صَدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضَعْفٌ، مِن الرابعة، مات سنة ستّ وعشرين. اهـ.

([2]) وفي (ج) ضبطها بتنوين الكسر. اهـ قلت: ويجوز الرفع على البدلية. اهـ.

([3]) قال في فيض القدير: يعني لا مال له يتصدق منه. اهـ.

([4]) قال في فيض القدير: أي ندبًا. اهـ.

([5]) قال في السراج المنبر: أي تقوم مقام الصدقة. اهـ يعني صدقة التطوع. اهـ.

([6]) أخرجه الحاكم وابن بشران في أماليه وابن حبان والبيهقي في الآداب وفي الشعب من طرق عن ابن وهب به، والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي، قال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى وإسناده حسن. اهـ وقال المناوي في التيسير: إسناده حسن. اهـ.

([7]) كذا في (ب، د، و) ضبطت: شَهِدْتُ وَشَفَعْتُ، بضم تاء المتكلم. اهـ قال الزرقاني في شرح المواهب اللدنية: (وشفعت) بفتح الفاء (له) شفاعة خاصة زائدة على عموم شفاعته. اهـ وأما في (أ، ي): شهدَتْ وشفعتْ (بفتح الدال في الأولى وسكون التاء في الكلمتين). اهـ.

([8]) أخرجه الشجري في أماليه من طريق حسين بن إبراهيم الثقفي عن محمد بن العلاء به نحوه، وأورده الحافظ في الفتح من رواية الطبري في تهذيب الآثار ثم قال: رجال سنده رجال الصحيح إلا سعيد بن عبد الرحمٰن مولى سعيد بن العاص الراوي له عن حنظلة بن علي فإنه مجهول، وقال في التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات. اهـ.

([9]) كذا في (أ)، وأما في بقية النسخ وشرح الحجوجي: فَاتَّبَعَهُ. اهـ.

([10]) قال في النهاية: الفخار ضرب من الخزف معروف تُعمل منه الجِرار والكِيزان وغيرهما. اهـ.

([11]) كذا في (أ) بفتح الميم، وأما في (ب): بكسر الميم. اهـ قلت: قال في التاج: وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الـمِطْهَرَةُ والـمَطْهَرَةُ: الإِداوَةُ، والفَتْحُ أَعلَى. اهـ وقال في المغني: في شرح الكرماني: مطهرة بكسر ميم إناء معد للتطهير، وفتحها أجود، وفي النهاية: كل إناء يتطهر به والكسر أشهر. اهـ.

([12]) كذا في (أ، ح، ط): مشربة، وضبطها في (أ) بضم الراء. اهـ وكذا في سد الأرب من علوم الإسناد والأدب لأبي عبد الله محمد الأمير الكبير عازيًا للمصنف هنا. اهـ قلت: هو بفتح الراء إن أريد بها الأرض الليّنة الدائمة النبات فهو بالفتح على المشهور، ويجوز الضمّ. وأما إن أريد الموضع الذي يُشرب منه – كالـمَشْرَعَة- فهو بالفتح لا غير. والسياق يقبل هذين المعنيين. وأما الذي جوزوا فيه الوجهين (الفتح والضم) بشهرة فهو بمعنى الغُرْفة، والسياق هنا لا يناسب أن نشرح عليه، والله أعلم. قال في شرح القاموس: (والـمَشْرَبَةُ) بِالْفَتْح فِي الأَوَّل والثَّالِثِ، (وتُضَمُّ الرَّاء: أَرْضٌ لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ) أي لَا يزَال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ. اهـ وكذا في طرح التثريب للعراقي. اهـ وأما في بقية النسخ: مَسْرَبٍ، وضبطها ناسخ (ب، د) بفتح الميم. وقيد ناسخ (د، و): السرب الـمَذْهَبُ، والطَّريقَةُ وجماعَةُ النَّخْلِ، جمعه سُرْبٌ، قاموس. اهـ قلت: وزاد في القاموس: والـمَسْرَبَةُ: الـمَرْعَى، ج: الـمَسارِبُ. اهـ وفي شرح الحجوجي: (مسرب) بيت في الأرض لا منفذ له. اهـ وهكذا (مشربة) ذكرها السخاوي في القول البديع (من رواية كتابنا) بالميم وضم الراء، بضبط النسخة الخطية (بخط تلميذ السخاوي وعليها إجازة بخط السخاوي) للقول البديع، ولكن لم يتعرض السخاوي لضبطها كتابة، وذكر الحديث كذلك من طرق أخرى فقال (شربة) وضبطها فقال: والشربة قال في النهاية: بفتح الراء: حوض يكون في أصل النخلة وحولها يملأ ماء لتشربه، وكذا قال في الصحاح إنه حوض يتخذ حول النخلة تروى منه.. إلى ءاخر كلامه. وكذلك ذكرها صاحب القاموس في كتابه الصلاة بلفظ (شرَبَّةَ) ولكن ضبطها هناك بالباء الموحدة المشددة. اهـ.

([13]) وفي (د): حين رأيتني. اهـ.

([14]) قال القاضي عياض في إكمال الـمُعْلِم بفوائد مسلم: معنى صلاة الله عليه رحمته له وتضعيف أجره على الصلاة عشرًا، كما قال تعالى: {مَن جَاءِ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]. اهـ.

([15]) أخرجه ابن أبي شيبة كما في المطالب والبزار كما في الكشف وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة وأبو نعيم في المعرفة والسبكي في الطبقات من طرق عن سلمة بن وردان به نحوه، وأخرجه كذلك الطبراني في الأوسط وفي الصغير من طريق الأسود بن يزيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكره بلفظ قريب، ومن طريقه أخرجه الضياء في المختارة، قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الأوسط والصغير ورجاله رجال الصحيح. اهـ وقال السخاوي في القول البديع بعد ذكره حديث الطبراني: إسناده جيد بل صححه بعضهم. اهـ قلت: هذا الحديث من ثلاثيات هذا الكتاب. اهـ.

([16]) زيادة «قال» من (أ، د)، دون بقية النسخ.

([17]) وفي (د): قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت النبي. اهـ.

([18]) كذا في (أ)، وأما في البقية: وحط. اهـ وفي شرح الحجوجي: وحط عنه عشر خطيئات. اهـ.

([19]) كذا في (أ، د، ح، ط)، وأما في البقية: خَطِيئِاتٍ. اهـ.

([20]) أخرجه أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان والحاكم والخطيب في تاريخ بغداد والفاكهي في فوائده من طرق عن يونس به، والحديث صححه ابن حبان والضياء والحاكم ووافقه الذهبي.