الجمعة يوليو 18, 2025

248- بَابُ إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ

  • حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ([1])، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ أَحَبَّهُ»([2]).
  • حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ([3])، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، قَالَ: أَمَا إِنِّي أُحِبُّكَ، قَالَ([4]): أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ، فَقَالَ: وْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ أَحَبَّهُ»، مَا أَخْبَرْتُكَ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ يَعْرِضُ عَلَيَّ الْخِطْبَةَ، قَالَ: أَمَا إِنَّ عِنْدَنَا جَارِيَةً، أَمَا إِنَّهَا عَوْرَاءُ([5])([6]).
  • حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَحَابَّ([7]) الرَّجُلَانِ إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ»([8])([9]).

([1]) هكذا رسمها في النسخة السلطانية لصحيح المصنف مع علامة التصحيح عليها، وهي كذلك في نسخة مسند أحمد بضبط القلم، وأما في نسخنا الخطية: معدي كرب، إلا في (د) كانت (معديكرب) فغيرها الناسخ إلى (معدي كرب)، قلت: والكل صحيح، قال في شرح القاموس: (ومَعْدِيكَرِبُ): اسْمانِ، و(فِيهِ لُغَاتٌ) ثلاثةٌ: (رَفْعُ الباءِ مَمْنُوعًا) من الصّرْف، (والإِضافَةُ مَصْرُوفًا) فَتَقول مَعْدِي كَرِبٍ، (و) الإِضافَةُ (مَمْنُوعًا) من الصَّرْف يجعله مؤنَّثًا معرفَةً. والياءُ من (مَعْدِي) ساكِنَةٌ على كلِّ حالٍ. اهـ وكذا في لسان العرب. اهـ.

([2]) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى والطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين من طرق عن يحيـى بن سعيد به، قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وقال المنوي في الفيض: رمز المصنف (يعني السيوطي) لحسنه وهو أعلى من ذلك إذ لا ريب في صحته. اهـ قلت: والحديث صححه ابن حبان والحاكم وصاحب صحاح الأحاديث. اهـ.

([3]) من هرطقات الألباني جزمه بالتصحيف في نسخة الأدب هنا، فقد زع باطلًا أن رباحًا هو أبو عبيد، وأن (عن) بينهما زائدة وهذا كلام مردود يدل على تمحدثه وهذيانه، فالحديث قد ذكره المصنف في تاريخه معلقًا بالعنعنة نفسها، وقال ابن حبان في ثقاته: رباح شيخ يروي عن أبي عبيد عن مجاهد، روى عنه الثوري. اهـ قال الحجوجي: (عن رباح) ابن أبي معروف بن أبي سارة المكي، صدوق له أوهام. (عن أبي عبيد) سليم المكي، من السادسة. اهـ.

([4]) كذا في النسخ كلها، حكاية عن مجاهد، وكذا في المقاصد للسخاوي، وجاء عند العجلوني في الكشف: (قلت). اهـ.

([5]) من العور، يحتمل هنا المعنى الحسي وهو ذهاب حس إحدى العينين، أو يقال وصفها بالعور بمعنى رداءة الأخلاق، والله أعلم.

([6]) لم أجد من أخرجه هكذا. قال الحجوجي: رمز السيوطي لحسنه، قال المناوي في التيسير: وهو أعلى من ذلك، فحقه الرمز لصحته. اهـ.

([7]) كذا في الأصول الخطية التي بحوزتنا: تحاب. اهـ كما في شرح الحجوجي. اهـ إلا في (ج، و، ز): تحابا. اهـ قلت: جمهور العرب على (تحاب) وفي لغة بعضهم: (تحابا) وهي المسماة لغة أكلوني البراغيث. اهـ.

([8]) كذا في (أ) وبقية النسخ، وفي شرح الحجوجي: اهـ إلا في (ح، ط): بصاحبه. اهـ.

([9]) أخرجه الطيالسي وابن الجعد في مسنديهما عن مبارك به نحوه، وأخرجه ابن حبان وأبو يعلى في مسنده والبغوي في شرح السُّنَّة وأبو نعيم في أخبار أصبهان والبيهقي في الآداب وفي الشعب من طرق عن مبارك به نحوه، قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى والبزار رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثقه غير واحد على ضعف فيه. اهـ وقال البوصيري في الإتحاف بعد حديث أبي يعلى: هذا إسناد حسن، مبارك بن فضالة مختلف فيه وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح، رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد. اهـ قال الحجوجي: أخرجه ابن حبان والحاكم، وإسناده صحيح. اهـ.