الجمعة يوليو 18, 2025

245- بَابُ الْعِيَادَةِ مِنَ الرَّمَدِ

  • حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ([1]) بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ([2])، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: رَمِدَتْ عَيْنِي([3])، فَعَادَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «يَا زَيْدُ، لَوْ أَنَّ عَيْنَكَ لَمَا([4]) بِهَا كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ؟» قَالَ: كُنْتُ أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ عَيْنَكَ لَمَّا بِهَا، ثُمَّ

 

صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ كَانَ ثَوَابُكَ الْجَنَّةَ»([5]).

  • حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ([6]) ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَعَادُوهُ، فَقَالَ: كُنْتُ أُرِيدُهُمَا لَأَنْظُرَ([7]) إِلَى رَسُولِ اللهِ([8]) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا إِذْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا بِهِمَا بِظَبْيٍ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَةَ([9])([10]).
  • حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَابْنُ يُوسُفَ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا ابْتَلَيْتُهُ بِحَبِيبَتَيْهِ»، يُرِيدُ عَيْنَيْهِ([11])، «ثُمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ الْجَنَّةَ»([12]).

 

  • حَدَّثَنَا خَطَّابٌ([13])، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ([14])، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، [ح] ([15]) وَإِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ([16])، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعالى: يَا ابْنَ ءادَمَ، إِذَا أَخَذْتُ([17]) كَرِيمَتَيْكَ([18])، فَصَبَرْتَ([19]) عِنْدَ الصَّدْمَةِ([20]) وَاحْتَسَبْتَ، لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ»([21]).

([1]) كذا في (أ، ح، ط)، وهو الصواب، كما في كتب الرجال. وأما في البقية: مسلم، وهو خطأ.

([2]) كذا في (أ)، وأما في جميع النسخ زيادة: «بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ».

([3]) وفي بعض روايات الحديث: (يشكو عينيه) و(يشتكي عينيه). اهـ ورسمها في (أ) بالتثنية مشددة. اهـ قلت: ولو كانت بالتثنية فصوابها: عيناي. اهـ.

([4]) كذا في (أ) مضبوطة: لِمَا. اهـ وهذا ما يستعمله العرب لإرادة الأمر الشديد إذا نزل بالإنسان، وقال في بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني في شرح الحديث: قال لو كانت عيناك لما بهما أي أصيبتا بسوء كفقد إبصارهما. اهـ وفي حاشية السندي على النسائي في شرح حديث ءاخر: قيل لعبد الله ابن عمر: إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ لِمَا بِهَا، فَانْظُرْ أَنْ تُدْرِكَهَا. قال السندي: لَمَا بِهَا بِفَتْح اللّام أَي للَّذي بهَا من الْمَرَض الشَّديد أَو بِكَسْر اللّام أَي هِيَ فِي الشدَّة والتعب لِمَا بهَا من الْمَرَض. اهـ وأما في (د) مضبوطة: «لَمَّا»، على أنه مصدر، وهذا ما في بعض نسخ مسند أحمد بضبط القلم: يَا زَيْدُ لَوْ كَانَ بَصَرُكَ لَمَّا بِهِ، كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ. اهـ وفي رواية: لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لَمّا بِهِمَا. اهـ وقال السندي في حاشيته على مسند أحمد: بفتح اللام وتشديد الميم، مصدر بمعنى المفعول، من لَمَّ به: إذا نزل به، ففي القاموس: أَلَمَّ به أي نزل كَلَمَّ أي لو كان ملمومًا أي نزل به العمى. اهـ قلت: واللغة لا تمنع الأمرين. اهـ.

([5]) أخرجه الطبراني في الكبير وفي الأوسط وأبو نعيم في المعرفة وفي الطب النبوي والضياء في الأمراض والكفارات والبيهقي في الشعب من طرق عن يونس به نحوه، والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.

([6]) كذا في (أ، ط)، وكما في مصادر التخريج. وأما في البقية: من أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ. اهـ.

([7]) كذا في (أ) وبقية النسخ إلا في (د) زيادة: بهما. وكذا في مصادر التخريج. اهـ.

([8]) كذا في (أ)، وهو موافق لمصادر التخريج: وأما في بقية النسخ: النَّبِيّ. اهـ.

([9]) قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الآثار: (تبَالَة) بِفَتْح أَوله وَبعده بَاء بِوَاحِدَة مُخَفّفَة وَفتح اللّام بعْدهَا مَوضِع من بِلَاد الْيمنِ وَأَرْض دوس جَاءَ ذكرهَا فِي خبر ذِي الخلصة فِي كتاب مُسلم، وَلَيْسَت بتبالة الْحجَّاج الَّذي يضْرب بهَا الْمَثل فِي الهون، فيُقَال أَهْون من تبَالَة على الْحجَّاج، تِلْكَ بِلطَّائِف وَلها خير. اهـ وقال الجوهري في الصحاح: وتبالة بلد باليمن خصبة. اهـ وكذا في لسان العرب ومعجم البلدان وغيرهما.

([10]) أخرجه ابن سعد في الطبقات وابن أبي الدنيا في المتمنين من طرق عن حماد به نحوه.

([11]) قال في إرشاد الساري: قال أنس (يريد) بقوله حبيبته (عينيه). اهـ.

([12]) أخرجه المصنف في صحيحه عن عبد الله بن يوسف بسنده ومتنه. اهـ قلت: لم يذكر في الفتح رواية المصنف هنا عن ابن يوسف. اهـ.

([13]) هو ابن عثمان الحمصي.

([14]) هو ابن عياش الحمصي.

([15]) هذه [ح] زيادة توضح المعنى، فهنا تحويل للسند إذ يرويه المصنف من طريق ءاخر عن شيخه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي، ونسبه هنا لجده. اهـ.

([16]) كذا في (أ، ح، ط)، وأما في (ك) زيادة: قال. اهـ قلت: والفائدة في الطريق الثاني، لفظ التحديث عن ثابت بدل العنعنة في الأول، والله أعلم. اهـ وفي سائر النسخ: قَالَا. اهـ.

([17]) قال السندي في حاشيته على المسند: (أخذت) على صيغة المتكلم. اهـ.

([18]) قال السندي: أي عينيك. اهـ.

([19]) قال السندي: على صيغة الخطاب. اهـ.

([20]) قال السندي: بفتح فسكون أي أول ما جاءت المصيبة. اهـ.

([21]) أخرجه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين من طرق عن إسماعيل به، قال البوصيري في المصباح: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. اهـ.