(23) اللَّهُ تَعَالَى مَوْصُوفٌ بِكُلِّ كَمَالٍ يَلِيقُ بِهِ، لِمَاذَا قُيِّدَتْ كَلِمَةُ كَمَالٍ بِعِبَارَةِ يَلِيقُ بِهِ.
إِنَّمَا قُيِّدَتْ هَذِهِ الْعِبَارَةُ بِلَفْظِ يَلِيقُ بِهِ لِأَنَّ الْكَمَالَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ كَمَالًا فِى حَقِّ اللَّهِ وَفِى حَقِّ غَيْرِهِ كَالْعِلْمِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ كَمَالًا فِى حَقِّ غَيْرِهِ وَلَيْسَ كَمَالًا فِى حَقِّهِ كَالْوَصْفِ بِرَجَاحَةِ الْعَقْلِ وَقَدْ يَكُونُ الْوَصْفُ مَدْحًا لِلَّهِ تَعَالَى وَذَمًّا فِى حَقِّ الإِنْسَانِ وَذَلِكَ كَالْوَصْفِ بِالْجَبَّارِ هُوَ مَدْحٌ فِى حَقِّ اللَّهِ وَذَمٌّ فِى حَقِّ الإِنْسَانِ، وَمَعْنَى الْجَبَّارِ إِذَا أُطْلِقَ عَلَى اللَّهِ الَّذِى لا تَنَالُهُ الأَيْدِى وَلا يَقَعُ فِى مِلْكِهِ غَيْرُ مَا أَرَادَ.