الجمعة يوليو 18, 2025

125- بَابُ التَّبَسُّم

  • حَدَّثَنِا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: مَا رَءانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ([1])، عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ([2]) مَلَكٍ»([3])، فَدَخَلَ جَرِيرٌ([4]).
  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى([5])، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا قَطُّ حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ([6])، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ

 

رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ([7])، فَقَالَتْ([8]): يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ([9]) فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهَةُ([10])؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، مَا يُؤْمِنُنِي([11]) أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ مِنْهُ([12]) فَقَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: ٢٤]([13]).

([1]) قال في بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني: أي من خير أهل اليمن. اهـ وقال السندي في حاشيته على المسند: الظاهر أنه بضم الياء، بمعنى التيمن والبركة، أو هو بفتحتين، بمعنى البلاد المعروفة، فإن بجيلة في ناحية اليمن. اهـ وقال الحجوجي: (ذي) صاحب (يمن) الإقليم المعروف (على وجهه مسحة ملك) لحسنه. اهـ.

([2]) على هامش (د): ومسحة جمال أي أثر ظاهر منه، وجرير ذو المسحة. اهـ قلت: وكذا في تاج العروس. اهـ قال في بلوغ الأماني: مسحة: بفتح الميم والحاء المهملة بينهما سين ساكنة. اهـ.

([3]) بفتح اللام كما ضبطت في (د، ك)، قال ابن الأثير: أي أثَرٌ من الجَمالِ لأنهم أبدًا يصِفُونَ الملائكَةَ بالجَمَالِ. اهـ وفي غريب الحديث لابن الجوزي: كَأَنَّه أشار إلى جَمَالِهِ. اهـ ولكن ضبطها في بلوغ الأماني: بضم الميم وسكون اللام قال في النهاية: يقال على وجهه مسحة ملك ومسحة جمال أي أثر ظاهر منه، ولا يقال ذلك إلا في المدح. اهـ قلت: وكذا في التاج واللسان، وقال ابن الأثير: وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرير «يطْلع عَلَيْكُمْ رجلٌ مِنْ ذِي يَمنٍ عَلَى وجْهه مَسْحَةٌ مِنْ ذِي مُلْكٍ» كَذَا أَوْرده أَبُو عُمر الزَّاهد. اهـ ووجدت في نسخة مسند أحمد بضبط القلم (جمعية المكنز الإسلامي): إِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةَ مَلِكٍ. اهـ بكسر اللام. اهـ.

([4]) أخرجه بتمامه الحميدي في مسنده والنسائي في الكبرى من طرق عن سفيان بن عيينة به نحوه. قال في إتحاف الخيرة المهرة: رواه الحميدي وابن أبي عُمَر بسند واحد رواته ثقات. اهـ.

([5]) صرح بنسبة هنا وهو الموافق لرواية صحيح المصنف من طريق أبي ذر الهروي، ووقع في رواية الأكثرين (أحمد) غير منسوب، وعلى هذا فقد أخطأ من نسبه في رواية الصحيح فقال هو أحمد بن صالح أو أحمد بن عبد الرحمٰن، والله أعلم.

([6]) كذا في (أ)، وهو الموافق لما في صحيح المصنف بالسند نفسه ولصحيح مسلم من طريق ابن وهب به، وأما في بقية النسخ زيادة: «صلى الله عليه وسلم». اهـ.

([7]) زاد في (د): الكراهة. اهـ.

([8]) وفي (د): فقلت: اهـ.

([9]) كذا في (ح، ط): عُرِفَ، وهو الموافق لصحيح المصنف بنفس الإسناد، ومستخرج أبي عوانة وغيرهما. وفي رواية أخرى للمصنف في صحيحه: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَقُول: «كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم». اهـ وأما في (أ) وبقية النسخ: عرفت، كما في صحيح مسلم وغيره، وضبط ناسخ (أ): عُرِفتْ، بضم العين وكسر الراء مبنيًّا للمفعول. وكذا ضُبطت في سنن أبي داود بصيغة المجهول بضبط القلم: عُرِفَتْ. اهـ وضبطت في صحيح مسلم ومسند أحمد بضبط القلم: عَرَفتُ. اهـ ببناء الفعل للفاعل، والتاء ضمير المتكلّم. اهـ قلت: يصح الوجهان.

([10]) كذا في (ح، ط، ك): الْكَراهِيَة، وهو الموافق لصحيح المصنف بنفس الإسناد وصحيح مسلم ومسند أحمد وسنن ابي داود وغيرهم: الْكَرَاهيةُ. اهـ وأما في (أ) وبقية النسخ: الْكَرَاهَةَ، وهو يوافق ما رواه الحاكم في المستدرك من طريق ابن وهب به. اهـ.

([11]) كذا في (أ، ل): ما يؤمنني. اهـ قال في إرشاد الساري: ولأبي ذر «يؤمنني» بنونين. اهـ وضبطها في هامش النسخة السلطانية بواو مهموزة ساكنة ونونين (يُؤْمِنُنِي) مع علامة التصحيح عليها على أنها عند المصنف في صحيحه من رواية أبي ذر الهروي، ورأيتها مضبوطة ضبط القلم في نسخة صحيح مسلم: بواو مهموزة مفتوحة وميم مشددة مكسورة ونونين (يُؤَمِّنُنِي). اهـ قلت: وهي أيضًا في سنن أبي داود ومستخرج أبي عوانة ومستدرك الحاكم وغيرهم من طريق عبد الله بن وهب به. اهـ وأما في (ح، ط): ما تؤمني. اهـ وفي بقية النسخ: (مَا يُؤْمِنِّي)، بواو مهموزة ساكنة ونون مشددة، كما في شرح الحجوجي، وهي في صحيح المصنف ومسند أحمد وغيرهما. اهـ.

([12]) كذا في جميع النسخ الخطية التي بحوزتنا، وأما في مسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود وغيرهم بدون: «منه». اهـ.

([13]) أخرجه المصنف في صحيحه بسنده ولفظه وأخرجه مسلم من طريق أبي الطاهر عن ابن وهب به.