الثلاثاء يوليو 8, 2025

110- بَابُ مَنْ صُنِعَ إِلَيهِ مَعْرُوفٌ فَلْيُكَافِئْهُ

  • حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ([1]) قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ

 

فَلْيُجْزِ بِهِ([2])، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يُجْزِئُهُ فَلْيُثْنِ([3]) عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إِذَا أَثْنَى فَقَدْ شَكَرَهُ([4])، وَإِنْ كَتَمَهُ([5]) فَقَدْ كَفَرَهُ([6])، وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ([7])، فَكَأَنَّمَا لَبِسَ ثَوْبَيْ زُورٍ»([8]).

  • حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ([9]) فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى تَعْلَمُوا([10]) أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»([11]).

([1]) عُفَيْرٍ: بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون الياء وفي ءاخره راء. اهـ.

([2]) كذا في (ح، ط): فَلْيَجْزِ بِهِ. اهـ وهو الموافق لرواية الطبري في تهذيب الآثار والبغوي في شرح السُّنَّة بنفس الإسناد من طريق سعيد بن عفير به، والموافق لرواية أبي داود والترمذي والبيهقي وغيرهم من طريق عمارة بن غزية به، وهذا ما عزاه في الفتوحات الربانية للمصنف هنا. وأما في (د): فليجازيه. اهـ وفي باقي النسخ: فَلْيُجْزِئْه. اهـ قلت: والمثبت هو الظاهر، أما «فليجزئه» فمن الإجزاء، والكلام هنا في الجزاء بمعنى المكافأة سيما أن عنوان الباب: «فليكافئه» وهي عند البيهقي وغيره، فهذا يشهد لصحة ما ذكرناه. وهناك احتمال أن يكون اللفظ: «فليجزه» ولكن تحرف من النساخ بزيادة حرف. اهـ ثم رأيت في شرح الحجوجي: (فليجزه) بمثله أو بأفضل لأن ذلك يجلب المودة. اهـ.

([3]) قال في المرقاة: (فَلْيُثْنِ) بضم الياء أي فليمدحه أو فليدع له. اهـ.

([4]) وأما في (أ، ح، ط): فقد شكر. اهـ والمثبت من البقية: فقد شكره. اهـ كما في شرح الحجوجي. اهـ قال في المرقاة: (فقد شكر) وفي رواية شكره أي: جازاه في الجملة. اهـ.

([5]) وأما في (أ): كتم. اهـ والمثبت من بقية النسخ، كما في شرح الحجوجي. اهـ قال في المرقاة: (ومن كتم) أي: النعمة بعدم المكافأة بالعطاء أو المجازاة بالثناء، (قد كفر) أي: النعمة من الكفران أي: ترك أداء حقه، وفي رواية: وإن كتمه فقد كفره. اهـ.

([6]) قال الترمذي في سننه: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «وَمَنْ كَـتَمَ فَقَدْ كَفَرَ» يَقُولُ: قَدْ كَفَرَ تِلْكَ النِّعْمَةَ. اهـ.

([7]) أي المترين بما ليس عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل، يكون بمنزلة الكاذب القائل ما لم يكن، والثوب مَثَلُ ومعناه أنه صاحب زور وكذب، وأما حكم التثنية في قوله ثَوْبَيْ زُورٍ فللإشارة إلى أن كذب المتحلي مَثْنى لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يُعْطَ، وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه. اهـ انظر معالم السنن وشرح السُّنَّة للبغوي وفتح الباري وغيرها.

([8]) أخرجه أبو داود والترمذي وأبو يعلى في مسنده وعبد بن حميد من طرق عن عمارة به نحوه. قال ابن علان في الفتوحات الربانية: قال الحافظ (يعني ابن حجر العسقلاني): هذا حديث حسن، أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود. اهـ وقال الحجوجي: مخرج عند أبي داود والترمذي وابن حبان بإسناد صحيح كلهم عن جابر. اهـ.

([9]) قال في المرقاة: أي من سال منكم الإعادة مستغيثًا بالله فأعيذوه قال الطيبي: أي من استعاذ بكم وطلب منكم دفع شركم أو شر غيركم عنه، قائلًا: بالله عليك أن تدفع عني شرك، فأجيبوه ادفعوا عنه الشر، تعظيمًا لاسم الله تعالى. اهـ.

([10]) كذا في (أ، د، ح، ط)، وأما بقية النسخ: يعلمز كما في شرح الحجوجي. اهـ.

([11]) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي في العلل الكبير والنسائي في الكبرى وفي الصغرى من طرق عن أبي عوانة به نحوه.