ووفد على النبي ﷺ من بني (هلال) ابن عامر من عدنان زياد بن عبد الله بن مالك، فلما دخل المدينة توجه إلى منزل ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ – وكانت خالة زياد – وهو يومئذ شاب، فدخل النبي ﷺ وهو عندها، فرءاه رسول الله ﷺ رجع فقالت: يا رسول الله هذا ابن أختي فرحب به ﷺ ثم خرج حتى أتى الـمسجد ومعه زياد، فصلى الظهر ثم أدنى زيادا فدعا له ووضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكانت بنو هلال تقول: ما زلنا نتعرف البركة في وجه زياد، وقال الشاعر لعلي بن زياد: [الكامل]
يا ابن الذي مسح النبي برأسه |
| ودعا له بالخير عند الـمسجد |
وقدم عليه ﷺ أيضا نفر من بني هلال فيهم عبد عوف بن أصرم فسأله رسول الله ﷺ عن اسمه فأخبره فقال ﷺ” «أنت عبد الله» وأسلم عبد، قال رجل من ولده: [الطويل]
جدي الذي اختارت هوازن كلها |
| إلى النبي عبد عوف وافدا |
([1]) العرنين هنا بمعنى الرأس لا الأنف، ينظر «النهاية» لابن الأثير (3/23).