ووفد على رسول الله ﷺ رجل من (عنس) بن مالك الـمذحجي اسمه ربيعة، فأتاه وهو يتعشى، فدعاه رسول الله ﷺ إلى العشاء فجلس العنسي، فلما تعشى أقبل عليه الرسول ﷺ فقال: «أتشهد ألا إلٰه إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟» فقال: أشهد ألا إلٰه إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فقال: «أراغبا جئت أم راهبا؟» فقال: أما الرغبة فوالله ما في يديك مال، وأما الرهبة فوالله إني لببلد ما تبلغه جيوشك، ولكني خوفت فخفت، وقيل لي: ءامن بالله فآمنت، فأقبل رسول الله ﷺ على القوم فقال: «رب خطيب من عنس»، فمكث الرجل يختلف إلى رسول الله ﷺ ثم جاء يودعه فقال له رسول الله ﷺ: «اخرج» وأعطاه شيئا وقال: «إن أحسست شيئا فوائل([1]) إلى أدنى قرية» فخرج فوعك في بعض الطريق فوأل إلى أدنى قرية فمات فيها رحمه الله تعالى.