الأحد ديسمبر 7, 2025

وفد عبد القيس

واذكر من سبق في الوفود (مع) وفد (عبد القيس) من أسد من عدنان، فإنه قد جاء في حديث عند الطبراني في «المعجم الكبير» أن رسول الله ﷺ أخبر بعض أصحابه أن ركبا يطلعون عليهم من ناحية كذا وأنهم من أهل المشرق، فخرج عمر رضي الله عنه إلى تلك الناحية فلقي ثلاثة عشر راكبا فرحب وقرب وقال: من القوم؟ قالوا: نفر من عبد القيس، قال: فما أقدمكم هذه البلاد التجارة؟ قالوا: لا، قال: فتبيعون سيوفكم هذه؟ قالوا: لا، فمشى يحدثهم حتى وصل بهم إلى النبي ﷺ وقال: هذا صاحبكم الذي تطلبون، فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم، فمنهم من سعى ومنهم من هرول ومنهم من مشى حتى أتوا النبي ﷺ فأخذوا بيده فقبلوها وقعدوا إليه، وبقي الأشج وهو أصغر القوم فأناخ الإبل وعقلها وجمع متاع القوم ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى النبي ﷺ فأخذ بيده فقبلها، فقال له النبي ﷺ: «فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله»، قال: ما هما يا نبي الله؟ قال: «الأناة والتؤدة»، فقال: يا نبي اله، أجبل جبلت عليه أو تخلق مني؟ فقال ﷺ: «بل جبل جبت عليه»، فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله.

وأقبل القوم على تمرات لهم يأكلونها فجعل النبي ﷺ يحدثهم بها، يسمي لهم هذا كذا وهذا كذا، قالوا: أجل يا نبي الله، ما نحن بأعلم بأسمائها منك، فقال: «أجل»، فقالوا لرجل منهم: أطعمنا من بقية القوس([1]) الذي بقي في نوطك([2])، فأتاهم بالبرني، فقال النبي ﷺ: «هذا البرني، أما إنه من خير تمركم، دواء لا داء فيه».

([1]) القوس بقية التمر في أسفل الجلة، قاله في «النهاية» (4/121).

([2]) هي الجلة الصغيرة التي يكون فيها التمر، قاله في «النهاية» (5/128).