الأحد ديسمبر 7, 2025

وفد بني حنيفة

وقدم على رسول الله ﷺ (وفد بني حنيفة) بضعة عشر رجلا فيهم رحال بن عنفوة وسلمى بن حنظلة السحيمي وغيرهم وعليهم سلمى، فنزلوا دار رملة بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة خبزا ولحما ومرة خبزا ولبنا ومرة خبزا وسمنا ومرة تمرا، فأتوا رسول الله ﷺ في الـمسجد فسلموا عليه وشهدوا شهادة الحق وخلفوا مسيلمة في رحلهم وأقاما أياما يختلفون إلى رسول الله ﷺ، وكان رحال بن عنفوة يتعلم القرءان من أبي بن كعب رضي الله عنه، فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أمر لهم رسول الله ﷺ بجوائز خمس أواق لكل رجل فقالوا: يا رسول الله، إن خلفنا صاحبا لنا في رحالنا يبصرها لنا وفي ركابنا يحفظها علينا، فأمر له رسول الله ﷺ بمثل ما أمر به لأصحابه وقال: «ليس بشركم مكانا لحفظه ركابكم ورحالكم»، فقيل ذلك لمسيلمة فقال: عرف أن الأمر إلي من بعده، ورجعوا إلى اليمامة.

وقد أعطاهم رسول الله ﷺ أيضا إداوة من ماء فيها فضل طهور وأمرهم ﷺ بأن يزيلوا بيعتهم وينضحوا مكانها بهذا الـماء ويتخذوا مكانها مسجدا، ففعلوا وكانت الإداوة تتداول بينهم نوبا طلبا للبركة م، رسول الله ﷺ حتى صارت عند الأقعس بن مسلمة.

وما لبث مسيلمة لعنة الله أن ادعى النبوة، وضل رحال بن عنفوة فشهد زورا لمسيمة بأن رسول الله ﷺ أشركه في أمر النبوة فافتتن الناس به.