الأحد ديسمبر 7, 2025

وفد السباع والذئاب

979- وفد السباع والذئاب ذكرا

 

في غابة وغيرها واستنكرا

 ولما فرغ الناظم رحمه الله من الكلام على الوفود من العقلاء شرع في ذكر من روي أنه وفد على رسول الله ﷺ من غير العقلاء وهم البهائم، فقد وفد على رسول الله ﷺ (وفد السباع) كما أخرج ابن سعد بسند إلى المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: بينما رسول الله ﷺ جالس بالمدينة في أصحابه إذ أقبل ذئب فوقف بين يدي رسول الله ﷺ فعوى بين يديه، الحديث (و)جاء في رواية (الذئاب) كما أخرجه الدارمي في «سننه» بسنده إلى رجل من مزينة أو جهينة قال: صلى رسول الله ﷺ الفجر فإذا هو بقريب من مائة ذئب قد أقعين، وفود الذئاب، الحديث.

ومع أن الحديثين (ذكرا) في بعض الكتب الحديثية والسيرة وذكر ياقوت في «معجم البلدان» أن السباع وفدت عليه ﷺ وهو (في) غزوة (غابة) وهي المعروفة بغزوة ذي قرد (و)روي أنها وفدت عليه في (غيرها) أي غير غزوة الغابة أيضا، وهو الي أطلقه ابن سعد (و)أما ما روي في ذلك فقد (استنكرا) أي عده بعض من العلماء كالحافظ البوصيري([1]) بأنه حديث منكر لا يصح، لكن قال الحافظ العسقلاني بعد ذكر طرق حديث الذئاب([2]): «فهي بمجموعها إن شاء الله في درجة الحسن لغيره».

([1]) إتحاف الخيرة، أبو العباس البوصيري، (5/299).

([2]) المطالب العالية، ابن حجر العسقلاني، (15/574).