الخميس مارس 28, 2024

مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” -30

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدِنا محمدٍ طه الأمين وعلى آلِ بيتِه وصحابتِه الغرِّ الميامين (صحيفة 157)

يقول فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني غفر الله له ولوالديه ومشايخه

 

*وقال الإمام الهرري رضي الله عنه: قال اللهُ تعالى لنبيِّه {وقل ربِّ زدني علمًا}[طه/١١٤]

لم يأتِ في القرآنِ أمرٌ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بطلبِ الزيادةِ من شىءٍ إلا من العلم فأوصيكم بأنْ تثبُتوا على الرغبةِ في تحصيلِ علمِ أهلِ السنة بالعقيدة والأحكام ولا تَمَلّوا.

(هنا عندنا فوائد، هذه الآية الكريمة دليلٌ على أنّه صلى الله عليه وسلم كان مأمورًا بطلبِ الازديادِ من العلم، والرسولُ عليه الصلاة والسلام كان محبًّا للعلم بلا شك وكان مرَغِّبًا للناسِ بالعلمِ دائمًا، والرسولُ صلى الله عليه وسلم لم يُؤمَر في القرآن بطلبِ الازديادِ من شىء إلا من العلم.

بعبارةٍ أخرى لم يؤمَر بأنْ يقول ربِّ زدني مالًا ربّ زدني ولدًا، لم يؤَمَر بأنْ يقول ربِّ زدني كذا وكذا من أمورِ الدنيا إنما أمرَ صلى الله عليه وسلم في القرآن بطلب الازدياد من العلم الشريف وهذا دليلٌ لنا وترغيبٌ وحثٌّ وحضٌّ على أنْ لا نشبعَ من العلم.

 إذا كان الرسولُ عليه الصلاة والسلام الذي هو أشرف وأطهر العالمين وأعلم خلقِ الله كان مأمورًا بطلبِ الازديادِ من العلم فمَن نحنُ أمامَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

والرسولُ عليه الصلاة والسلام من عظيمِ حبِّه للعلم وردَ في بعض الأحاديث أنه دخل المسجد عليه الصلاة والسلام فرآى أناسًا يدْعونَ اللهَ ويسألونَه ورأى أناسًا يتفقهونَ في الدين، يعني في مجلس علمٍ وفقهٍ ومذاكرة، فالرسولُ عليه الصلاة والسلام قال “هذا خير” يعني مجلس الدعاء والسؤال يسألون ويطلبون من الله وهذه عبادة وخير وبركة، وقال عن مجلس العلم [هذا خير إنما بُعِثْتُ معلِّمًا] وفي بعض الروايات [بالتعليمِ أُرسِلْتُ] وجلس معهم صلى الله عليه وسلم.

هنا أخواني وأحبابي في الله كلُّنا يعرف ويعتقد جزمًا أنّ الصحابيَّ الكريم الذي كان يدرّس في هذا المجلس ليس أعلمَ من رسولِ الله حاشى، بل ولا يساوي الرسول ولا يُقارِبُه الرسول أعلم خلق الله، مع ذلك الرسولُ عليه الصلاة والسلام هو جلس في مجلس هذا الصحابي، ترى لماذا؟

ليس لأنه صلى الله عليه وسلم تخفى عليه تلك المعلومات التي يذكرُها الصحابي أو يشرحُها للناس، ليس لأنه صلى الله عليه وسلم أقل علمًا من هذا الصحابي حاشى، الرسولُ أعلم خلقِ الله، إذًا جلس معهم ليُعلِّمَنا ليُعلِّمَ الناس وليُعلِّمَ أمّتَه أنْ لا يشبعوا من العلم وأنْ لا يزهدوا في العلم وأنْ لا يُعرِضوا عن مجالس العلم ولو كان السامعُ والجالسُ أعلمُ من المدرّس، لو كان أعلم من المتكلِّم.

وهناك فوائد أخرى، ليُبيِّنَ لنا عظيم بركة مجلس العلم ولأنّ مجلس العلم كما ورد في صحيح مسلم أنّ الملائكة، وأنتم تعرفون أن الملائكة عليهم السلام كلهم أولياء صلَحاء أجلّاء كما قال ربُّنا عنهم في القرآن {بل عبادٌ مُكرَمون}[الأنبياء/٢]

الأولياء الكرام الملائكة إذا رأوْا مجلسَ علمٍ تداعَوا حتى حفَّ بعضُهم بعضًا فوق مجلسِ العلم إلى أنْ يصلوا إلى السماء.

مَن نحنُ بالنسبةِ للملائكة؟ انظروا إلى عظيمِ بركةِ مجلس العلم كم فيه من الأسرار والأنورا والخيرات والبركات والرحمات إذا كانت الملائكة يتداعَوْنَ يكونون فوقَ مجلس العلم إلى أنْ يصلَ بعضُهم إلى السماء، {لا يعصُونَ اللهَ مآ أمرَهم ويفعلونَ ما يؤمَرون}[التحريم/٦] {وهم بأمرِه يعملون}[الأنبياء/٢٧]

الرسولُ المصطفى صلى الله عليه وسلم جلس في مجلس العلم كما قلتُ للفوائد الكثيرة التي ذكرتُ شيئًا منها ليَحُثَّنا أنْ لا نُعرض عن مجلس العلم لو كنا أعلم من المدرّس، الرسولُ جلس والرسولُ أعلم من هذا الصحابي بلا شك وليُعلِّمَنا أيضًا أنْلا نشبعَ من العلم وأنْ لا ننشغلَ بشىءٍ آخر عن تحصيلِ العلم إلا إنْ كان من الضروريات التي لا تُؤَجَّل وأنت حصّلتَ هذا العلم عندَ ذلك تنشغل بما هو فرضٌ عليك بلا تأخيرٍ ولا تأجيل، وإلا فلماذا قال الإمام أحمد والشافعي رضي الله عنهما “إنّ الاشتغالَ بطلبِ العلم أفضل من صلاة النافلة”

لأنه أحيانًا بالنسبة لبعضِ الناس يكون من فروضِ الكفاية أنْ يُحصِّلوا ما زاد عن الفرض العيني.

ثم يتعلق بذلك فوائد كثيرة، انظروا كم عنوان ذكرْنا في هذا الحديث وهناك فوائد أخرى تتعلق بهذا الحديث.

إذًا الرسولُ صلى الله عليه وسلم كان محبًّا للعلم طالبًا للازديادِ من العلم كان مشجِّعًا للناسِ على العلم، كان يجلس في مجلس العلم وهو أعلمُ خلقِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

هنا نهاية هذه النصيحة وخلاصة هذه الفائدة هو أنْ لا يضحك علينا الشيطان أنْ لا يخدَعننا ويمَوِّهَ علينا إذا مررتَ في مجلس أو في مكان فيه مجلس علم أنْ لا يضحك عليك الشيطان فيقول لك أنت فقيه عالم أنت حصّلتَ مئات الكتب أنت أخذتَ الكثير هذا الذي يدرّس هو تلميذٌ لك، لا تلتفت إلى هذه الخواطر اطرُدها واقعد في مجلس العلم.

ثم يا أخي لو كنتَ فقيهًا أستاذًا مدرِّسًا محدِّثًا عندما تجلس أنت في مجلس العلم تعرف ما في ذلك من الفوائد؟ أنت تحصّل الثواب والأجر والبركات التي ذكرْناها والعناوين ثم بحضورِكَ تراجع تستحضر المعلومات وبحضورِك تشجّع الناس العامة والأساتذة ليَحضُروا في الدرس لأنهم عندما ينظرون إليك وأنت الشيخ والأستاذ والمدرّس ينظرون إليك هذه النظرة وأنت تقعد  في المجلس يقولون نحنُ أحوَج أوْلى فيَحضرون وبهذا يكثُر سواد أهل الخير وبهذا تعُمّ الفائدة وبهذا أنت تستحضر المراجعة وتراجع وتلميذُك الذي يدرّس توَثِّقُه أنت عند الناس ليسمعوا منه، توثّقُه بحضورِك في درسِه أنه مُعتمَدٌ عند العلماء عند المشايخ عند الأساتذة ليَحضُروا عليه ويسمعوا منه ويتلقَّوا عنه، أما إنْ لم تحضر كم تضيّع من الفوائد؟

إذًا انظروا كل هذه العناوين والفوائد في هذه الفائدة وهذه النصيحة فلا تشبعوا من العلم ولا تضيّعوا على أنفسِكم مجالس العلم احضروا ولو للمذاكرة والمراجعة مع إخلاص النية لكم الثواب والأجر وتُقَوّونَ غيرَكم وتَحثّونَ الناسَ على الحضور ثم تستفيدونَ بتلكَ العناوين الكثيرة التي ذكرْناها).

 

*وقال رضي الله عنه: إنّ العلمَ سبيلُ النجاةِ والفلاح والعلمُ أقسام: قسمٌ من العلم الديني فرضُ عين أي أنه إذا لم يتعلْمه مَن كان بالغًا عاقلًا أي غيرَ مجنون يستحقُّ عذابَ اللهِ في الآخرة

(لأنه ضيّعَ فرضًا مؤكّدًا وهو مكلف فلم يتعلم هذا القدر الذي هو فرضٌ عليه فبهذا ضيّعَ واجبًا فرضًا مؤكّدًا في دينِ الله فكان مستحقًّا لعذاب الله فيكون تحت المشيئة)

 

*وقسمٌ فرض كفاية لا يجبُ على كلِّ فردٍ أنْ يتعلّمَه بل إذا تعلّمَه بعضُ المسلمين فليس على الآخرين ذنب لأنّ الذي هو فرضٌ على كلِّ بالغٍ عاقل هو ما يتعلقُ بعقيدةِ أهلِ السنة، عقيدةُ أهلِ السنة هي عقيدة النجاة ومُعتقِدوها هم الناجونَ في الآخرة، أما مَن خالفَ عقيدةَ أهلِ السنة فلا تُنجي صاحبَها في الآخرة بل عليه وبالٌ في الآخرة.

الذي لم يتعلم علمَ عقيدةِ أهلِ السنة وتعلّمَ ما يُخالفُها فهو هالك.

(هنا فائدة دائمًا دائمًا استحضروا وتذكّروا عند التأكيدِ على عقيدةِ أهلِ السنة في فوائد في كلمات في نصائح في وصايا لأنها هي الأصل والأساس، وقد تكلمنا فيما مضى بإسهاب وبيّنا أنّ ما عليه السواد الأعظم وجمهور الأمة الإسلامية هو طريقُ النجاة وذكرنا أدلة قرآنية وحديثية على حقيةِ مذهبِ أهلِ السنةِ والجماعة وأنّ مَن شذّ عنهم شذّ عن الإجماع وهو تحت الوعيد الذي ورد في القرآن {ومَن يُشاقِقِ الرسول..}[النساء/١١٥] إلى آخر الآية، وأيضًا مَن يخرج عنهم ويُخالف مذهب أهلِ السنة تعرفون ماذا يترتب عليه منْ أحكام ومسائل وأمور في الدنيا والآخرة لكنْ هنا فائدة أريدُكم دائمًا أن تكونوا مُستحضِرينَ  لها وهي كلّ الفئات كل الجماعات كل الأحزاب كل الفرق التي ظهرت وبزغَت وعُرِفَت وجاءت بعد السنةِ والجماعة يعني بعد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يعني بعدما جاء عن رسول الله عن طريق الصحابة لأنّ الصحابة أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسولُ صلى الله عليه وسلم هو الذي بيّن لنا ما جاء في القرآن وتكلّمنا أيضًا عن مصادر التشريع الكتاب والسنة الثابتة والإجماعُ والقياس، وهذا كلُّه في أهل السنة ومعها وكلُّه يوثِّق ما عليه أهل السنة والجماعة في الأرض.

وهنا عندما أتكلم عن أهلِ السنة لا أتكلم عن جمعية ولا عن حزب ولا عن جماعة بل كل مَنْ كانوا من أهلِ السنة والجماعة كما قال الفقيه الحافظ المحدّثُ اللغويُّ محمدُ مرتضى الزبيديُّ رحمه الله “وحيثُ أطلِقَ أهلُ السنةِ والجماعة فالمرادُ بهم الأشاعرة والماتريدية، هذا مرادي، عن هؤلاء جميعًا أتكلم أنّ الحقّ معهم.

الآن الذي أريد أنْ أصلَ إليه أنّ الحقَّ معهم والقرآن معهم والسنة معهم والإجماع والقياس فكلّ مَن جاء وظهرَ بعدَهم وكل عقيدة كل فكرة كل قول كل منهج يخالف عقيدَتهم اعرفوا أنهُ ضلالة وباطل فلا يُحتاجُ لنصب الأدلة على بطلانِ منهجِ مَن خالفَ منهجَ أهل السنة لأنّ الأمةَ لا تُجمع على ضلالة ولا على باطل ولا على كفر ولا على ما هو تكذيبٌ للقرآنِ حاشى.

إذًا دائمًا دائمًا استحضروا هذه القاعدة “كل ما خالفَ كل ما عارض كل ما ناقضَ كل ما كذّبَ عقيدةَ أهلِ السنةِ والجماعة فهو باطلٌ مردود لو كان الذي قاله ينتسبُ للسنة أو يحسبُ نفسَه على السنة اعرفوا أنّ السنةَ منه براء  لأنّ الأدلةَ الشرعيةَ الثابتة لا تتناقض ولا تتعارض.

لذلك يا إخواني ويا أخواتي دائمًا استحضروا أنّ الحقّ والصوابَ هو في عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعة.

من هنا تعرف أنّ كلّ فكرة تشبيه وتجسيم هي تكذيبٌ للقرآن تكذيبٌ للرسول تكذيبٌ للصحابة تكذيبٌ للإجماع فهي باطلة لو كان عليها مليون شخص ماذا يكون هذا المليون أمام مليار ونصف؟ ماذا يكون مليون ونصف أمام جمهور الأمة من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم؟

هكذا مَن كفّرَ الأمةَ لأنها تتوسل وتتبرك، هكذا مَن كفّرَ الأمةَ لأنهم يؤوّلون الآيات والأحاديث المتشابهة، هكذا مَن ضلّلَ الأمة في الفروع في الأحكام في العقائد تعرفون أنه هو الضال وهو الذي على الباطل وليس أهل السنة والجماعة).

 

*وقال رضي الله عنه: العلمُ نور، التعبّدُ على الجهل لا يُنقذُ صاحبَه.

*وقال رضي الله عنه: علمُ أهلِ السنةِ نور هو الذي ينفعُ في الآخرة لأنّ علمَ أهلِ السنة فيه معرفةُ اللهِ كما يجب.

(وهذا ليس شيئًا جديدًا، لو رجَعتم إلى كلّ كتب عقيدةِ أهل الحق أهل السنة والجماعة من زمنِ الصحابة إلى اليوم من زمن السلف وإلى اليوم تجدونَ أنّ العقيدةَ عند أهلِ السنة واحدة، في التنزيه مثلًا في أنّ اللهَ تعالى لا شبيه له لا مثيلَ له ليس جسمًا ليس حجمًا ليس ضوءًا ليس ظلامًا  ليس روحًا ليس ريحًا ليس غيمًا، من هنا تعرف إذا جاءك إنسان وقال الله روح أو قال الله له روح أو قال الله يشبه الأرواح تعرف أنه مكذِّبٌ للقرآن {فلا تضربوا لله الأمثال}[النحل/٧٤] {ليس كمثلِه شىء}[الشورى/١١]

[لا فكرةَ في الرب] والإجماع أنّ اللهَ لا شبيهَ ولا مثيل له منزّهٌ عن صفاتِ المخلوقين، الإجماع الذي نقله الإمام أبو منصور البغدادي رحمه الله وهذا الفقيه الحنفي المحدّث عبد الغني بن إسماعيل النابلسي رحمه الله الذي يقول “مَن اعتقدَ أنّ اللهَ روحٌ فهو كافر” فلو قال الله روح أو  له روح أو يشبه الأرواح فقد جعل اللهَ مخلوقًا لأنّ الروح مخلوقٌ لله، {ويسألونَك عن الروح قل الروحُ منْ أمرِ ربي}[الإسراء/٨٥] إذًا الروحُ مخلوقٌ والروح هو حجمٌ جسمٌ لطيفٌ مخلوق، اللهُ تعالى جعله في الأحياء من الإنس الجن والملائكة والبهائم وأجرى العادة أنّ هذه الروح إذا فارقتْ أجسادَنا نموت، إذًا هذه الروح مخلوقة ليست أزلية لم تكن موجودةً في الأزل، الله يقول في القرآن {قل اللهُ خالقُ كلِّ شىء}[الرعد/١٦] الروحُ شىءٌ أم لا؟ شىء، إذًا الروحُ مخلوقةٌ لله،  ليست أزلية ليست متصرّفة في الكون والعالم ليست هي التي أوجدت العالم لا، بل هي مخلوقة.

ثم انظروا إلى حجم الفيل وإلى حجم النملة مساحة الفيل كم هي ومساحة النملة كم هي، هذه النملة فيها روح والفيل فيه روح، هذا بخلق الله وهذا بخلق الله.

ليست المسئلة بمجرد الحجم، هذا العصفور كم هو رقيقٌ وحجمُه صغير؟ وهذا الذي يسمى فرس النهر كم حجمُه كبيرٌ وضخم؟ هذا فيه روحٌ وهذا فيه روح، هذا خلقٌ لله وهذا خلقٌ لله.

الله أجرى العادة أنْ تكونَ الروح في مساحة الفيل –من حيث المساحة أتكلم عن حجم الفيل- أكبر من الروح في مساحة النملة، مساحة الفيل أكبر ومساحة النملة  أصغر لكن انظروا هذا الفيل يعيش بالروح التي فيه والنملة تعيش بالروح التي فيها، وهكذا فرس النهر وهكذا العصفور، هذا بخلق الله وهذا بخلق الله.

والرسول عليه الصلاة والسلام قال في أمر الروح [إذا خرجت الروحُ تبِعَها البصر] يعني الروح تفارق الجسد والروحُ مُتَغيِّرة كانت معدومة صارت موجودة دخلت أرواح في أجسام البشر أرواح في أجسام الملائكة أرواح في أجسام الجن أرواحٌ في أجسام البهائم إذًا هي متغيّرة لها بداية تدخل في هذا الجسد ثم تخرج بقدرة الله وإنْ كنا لا نعلم ولا نعرف حقيقة أمر الروح لكنْ نعتقد بوجودِها وأنّ اللهَ أجرى العادة أنّ الروحَ إذا فارقت الجسد نموت، وهذا بخلق الله لأنه هو الذي يخلقُ الحياة والموت {تبارك الذي بيدِه الملكُ وهو على كلِّ شىءٍ قدير* الذي خلقَ الموتَ والحياةَ}[الملك/١-٢]

إذًا هو سبحانه الخالق للموت والخالق للحياة فهو الخالق للأرواح، الروحُ ليست أزلية الروحُ حادثٌ مخلوقٌ وقد نقل الإمام الفقيه المجتهد العلّامة المتبحّر في اختلافات مذاهب الفقهاء والعلماء والذي كان من أئمة السلف أبو عبد الله محمدُ بنُ نصرٍ المَروَزيّ رحمه الله قال “الروحُ مُحدَثةٌ بإجماعِ الأمة”

ما معنى مُحدَثة؟ مخلوقة، يعني الروحُ ليست أزلية.

لذلك مَن سمّى اللهَ  روحًا أو قال أو اعتقدَ بأنّ اللهَ روح أو له روح أو يُشبه الأرواح فليس من المسلمين.

أما الآية الكريمة {من روحِي}[الحجر/٢٩] {من روحِنا}[التحريم/١٢] في قضية آدم وعيسى عليهما السلام فليس معناه أنّ اللهَ له روح وأنّ روحَ عيسى جزء من روح الله وأنّ آدم روحُه جزءٌ من روحِ الله، تنزّه الله وتقدّسَ عن مشابهةِ المخلوقين، إنما ما ورد في أمر عيسى وآدم عليهما الصلاة والسلام أنّ اللهَ أمرَ الملَك فنفخَ في مريم روح عيسى فحملت بعيسى والله أمر الملك فنفخَ الروح في آدم بعدما كان ماءً وترابًا وعُجِن وصُوِّرَ كالفخار وتُركَ ما شاء الله ونفخَ الملكَ فيه الروح بأمرٍ من الله فدخلت فيه الروح فعطس، هذا كلُّه بأمرٍ من الله تعالى.

بعض العلماء يقول آدم خُلِقَ بعنايةِ الله لأنه نبيٌّ رسول لا أنه روح ونفخَ في آدم أو في عيسى أو في مريم، لا، بل اللهُ أمر الملك فنفخ الروح في هذا التراب الذي عُجِنَ بماءٍ في الجنة وأمرَ الملَك فنفخَ الروح في مريم فحَمَلت بعيسى لأنهما من الأرواح المشرّفة عند الله {من روحي}[الحجر/٢٩] {من روحِنا}[التحريم/١٢] هذه إضافة تشريف لآدم وعيسى عليهما الصلاة والسلام لا أنّ اللهَ يتشرف بهما حاشى.

كما في قول اللهِ في أمرِ الكعبة {أنْ طهّرا بيتِيَ}[البقرة/١٢٥] هذا لتشريف الكعبة أما الله لا يتشرّف لا بالكعبة ولا بعيسى ولا بآدم ولا بنبيٍّ ولا بملَك ولا بوليٍّ ولا بالعرش ولا بمكان ولا بزمان لأنّ اللهَ أزليٌّ أبديّ وكمالُه أزلي أبدي لا يقبل الزيادة والنقصان، فاللهُ لا يتشرّف بأحدٍ من خلقِه.

ليس كما قال هؤلاء الكفار الله يجلس على العرش لأنّ العرش أشرف من الأرض فالله تعالى يتشرف به، هؤلاء جعلوا اللهَ حادثًا مخلوقًا يزداد يتغيّر، جعلوا اللهَ تعالى يكمُل بالمخلوقين وهذا تكذيبٌ لقولِ اللهِ تعالى {وللهِ المثلُ الأعلى}[النحل/٦٠]

تكذيبٌ لقولِ اللهِ تعالى {فلا تضربوا لله الأمثال}[النحل/٧٤]

وما معنى أنّ اللهَ لا يتشرف لا بالعرش ولا بالأنبياء ولا بالملائكة ولا بزمانٍ ولا بمكان؟

أي اللهُ تعالى لا يزدادُ كمالًا بهم لا بمكان ولا بزمان ولا بأحدٍ لأنّ اللهَ أزليٌّ أبدي والأزلي الأبدي لا يتغيّر لا إلى زيادة ولا إلى نقصان، لأنه لو تغيّر ولو إلى زيادة لكان مخلوقًا يحتاج إلى مَن يغيّرُه والاحتياجيةُ تنافي الألوهية.

إذًا هذا تشريفٌ لعيسى وتشريفٌ لآدم عليهما السلام هذا معنى {من روحِنا}[التحريم/١٢] {من روحي}[الحجر/٢٩] هذا معنى ما جاء في قول اللهِ تعالى {ونفخْتُ فيه}[الحجر/٢٩] ليس معناه أنّ اللهَ جسم وله روح ونفخَ حقيقةً في آدم أو في عيسى إنما أمر الملَك فنفخ الروح، هذا معناه.

أما حقيقة النفخ الذي هو استخراج الهواء من الصدر هذه صفة المخلوق، جسم رئة صدر إخراج الهواء بقوة الدفع هذه صفة الأجسام والأجرام صفة المخلوقين واللهُ منزهٌ عن ذلك، فحقيقةُ النفخِ مستحيلةٌ على الله عز وجل.

بهذا يتبيّن معنى {من روحِنا}[التحريم/١٢] {من روحي}[الحجر/٢٩] وليس معناه أنّ اللهَ جسمٌ أو جسدٌ أو نفخَ حقيقةً أو أنّ روح عيسى قطعة من روح الله أو أنّ روح آدم قطعة من  روح الله فهذا كفرٌ وضلال تشبيه وتجسيم ونسبة الحدوثِ إلى الله وهذا تكذيبٌ لقولِ اللهِ تعالى {ولم يكن له كفُوًا أحد}[الإخلاص /٤]

الله نفى عن نفسِه أنْ يكونَ مُشابهًا لأحد أو أنّ أحدًا يُشبِهُه، نفى عن نفسِه أنْ يكونَ مُماثلًا لأحد أو أنّ أحدًا يُماثلُه اللهُ منزهٌ عن كل ذلك.

فعقيدةُ أهلِ السنة والجماعة هي تنزيهُ اللهِ عن كلِّ صفاتِ المخلوقينَ وهذا أمرٌ ثابتٌ قطعيٌّ لا يخالفُ فيه مسلم.

لذلك التأكيد على أنّ عقيدةَ أهل السنة هي العقيدة المُنجية وبعقيدةِ أهل السنة الإنسانُ يعرفُ ربَّه أما ما خالفَ عقيدةَ أهل السنة والجماعة فضلالٌ وزيغٌ وهلاكٌ وخُسرانٌ في الدنيا والآخرة).

 

*وقال رضي الله عنه: علمُ الدينِ الضروري هو العقيدةُ عقيدة أهلِ السنة ثم أحكامُ الصلاة الطُّهورُ وما بعدَه، الطُّهورُ أمرٌ عظيمٌ. الرسولُ صلى الله عليه وسلم قال [الطُّهورُ نصفُ الإيمان] شطرُ الإيمان، معناه ركنٌ كبيرٌ في الدين معرفةُ الوضوء وكيف يصح وكيف ينتقض ومعرفة الغسل من الجنابة والحيضِ والنفاس ومعرفة النجاسة كيف تُزالُ النجاسة هذا شطرُ الإيمان.

(بعضُ الناس من سخافتِهم ومن بعدِهم عن دين الله بل ومن كفرِهم إذا رأوْا إنسانًا يهتم بالوضوء يهتم بالغسل الواجب، بأمور الطهارة، من نجاسةِ اعتقادِهم يقولون والعياذ بالله ما هذه السخافات وما هذا التعقيد ما هذا التأخّر ما هذه الرجعية؟؟؟

بعضُهم يقول الناس وصلوا إلى القمر وأنت بعد تحكي بالوضوء والغسل والاستنجاء؟ استخفافًا بدين الله بالإسلام، هؤلاء ليسوا من المسلمين.

أليس الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم {فإذا تطهَّرنَ فأتوهُنَّ مِنْ حيثُ أمرَكُمُ الله إنّ اللهَ يحبُّ التوّابينَ ويحبُّ المُتَطَهِّرين}[البقرة/٢٢٢]؟

هنا موضع الشاهد {ويحبُّ المتطهِّرين} يعني هذا أمرٌ عظيمٌ في الدين في الإسلام.

أليس الله عز وجل مدحَ المؤمنين المسلمين الذين يعتنونَ بالطهارة حتى بمسائل الاستنجاء، وإلا مَن لا يعرف الطهارة كيف يستطيع أنْ يتطهّر من النجاسات وعن النجاسات؟ كيف يعرف أنْ يتوضأ وضوءًا صحيحًا ويغتسل الغسل الواجب  لتصحّ منه الصلاة؟ أليس الطهارة مفتاح الصلاة؟

الطهارةُ مفتاح الصلاة. الرسولُ صلى الله عليه وسلم كان في سكرات الموت من شدةِ آلام سكرات الموت يُغمى عليه صلى الله عليه وسلم فإذا أفاق يقول أحانتِ الصلاة، إليّ بالوَضوء.

وهو على فراش مرض الموت لا يترك الوضوء لا يقول أنا الآن أموت بل يتوضأ، انظروا إلى عناية رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء، [الطهورُ شطرُ الإيمان]

فالذي يستخف ويستهزىء بأمرِ الطهارةِ بأمر الإسلام بأمر الدين بالأحكام الدينية ليس من المسلمين.

بعض الناس إذا رأوْا إنسانًا يعتني بالطهارة الواجبة يعتني بالغُسل الواجب أو المرأة التي تعتني بالغسل من الحيض من النفاس وتعتني أنْ تتوضأ وضوءًا صحيحًا يستهزئون يقولون هذه أمورٌ سخيفة تافهة، عن دين الله عن الطهارة عن الوضوء عن الغسل، هؤلاء سَفِهوا أنفسَهم، الذي يستهزىءُ بدين الله ليس من المسلمين {ذلك ومَن يُعظِّمْ شعآئرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب}[الحج/٣٢] كيف يُستهزَأ بشعائر الإسلام وبالطهارة والصلاة؟

فالذي لا يُحسن هذه الأمور أهلكَ نفسَه، أما الذي يستهزىء بها ويستخف هذا كذّب الدين والقرآن والرسول والإجماع.

لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم [الطهورُ شطرُ الإيمان] جعلَه نصف الدين.

لذلك يا إخواني ويا أخواتي ينبغي على الجميع أنْ يعتنيَ عنايةً بالغة كبيرة بمعرفة أحكام الطهارة والوضوء وكيف يصح وكيف لا يصح كيف ينتقض الوضوء، بمسائل الاستنجاء ومسائل الغُسل الواجب.

كم من أناسٍ اليوم والعياذ بالله تعالى وهم على جنابة لأنهم لم يتعلموا فرضيةَ الغسل من الجنابة وأركان الغسل وكيفية صحة الغسل يعملون صورةَ الصلاة وهم على جنابة، كم من نساء جاهلات لا تعرف الغسل الواجب ولا كيف يصح فعلى زعمِها تصلي من غير أنْ تغتسل من الجنابة أو من الحيض أو من النفاس.

في بعض القرى إلى الآن من النساء مَن تصلي على زعمِها وهي في النفاس ولا يُستبعد أنْ يكونَ في بعض المدن على حسب ما نُسأل وعلى حسب بعض الحالات العجيبة الغريبة، لا يُستبعَد أْن يكونَ في المدن مَن تصلي في الحيض على زعمِها.

أنا أعرف إنسانًا الآن هو الحمد لله من أهل الخير وهو تعلّم ومواظبٌ على الأحكام ومعرفتِها والوضوء والصلاة هو أخبرنا ليس شيئًا خاصا بل أنا سأذكر الأمر من غير تسمية الشخص والعائلة لتعرفوا أنّ في بيروت كان هذا وحكى لنا في المسجد ويوم الجمعة وفي الدرس الكبير كنا مع شيخِنا رحمه الله في أحد أشهر مساجد بيروت كان الشيخ يتكلم عن الغسل الواجب قام هذا الرجل قال أنا ثلاثين سنة كنتُ أصلي ولا أغتسل من الجنابة، أنا كنتُ حاضرًا في المجلس سمعتُه، هو الآن تعلّم ويدرِّسُ غيرَه لكنْ في بدايتِه وكان في بعض المدارس التي تسمى إسلامية هنا في بيروت، هذا هو قاله وإلا كيف عرفْنا؟

الأمثلة موجودة، كم من كبيرات في السنة إلى الآن لا تعرف أركان الوضوء كما ينبغي على الوجه الصحيح، ربما بعضُهنّ لا تغسل كل القدم في الوضوء، بعض النساء تغتسل من الجنابة من الحيض والنفاس من العنق والرقبة إلى القدمين ولا تغسل رأسَها وشعرها في البرد والشتاء وهذا في بعض الرجال موجود لجهلِهم، وذكرتُ هذا سابقًا، بعض النساء من جهلِها تغتسل من الحيض من النفاس من الجنابة وعلى أظافرِ يديها ورجليها هذا الطلاء المسمى بالعامية المانيكير هذا المانع لوصول الماء إلى العضو المغسول تأتي بزعمِها تتوضأ مع وجود الطلاء على عشرين إصبع، جهل وسخافة بعدٌ عن العلم والفقه عن أحكام الشريعة، أصلًا كيف بزعمِها تتوضأ أو تغتسل مع كل هذا الحجم المانع؟ يعني جزء كبير من جسمِها ما وصلَه الماء، مانعٌ من وصول الماء إلى العضو المغسول.

مثال، لو واحدة تلبس القفازات وربطتْها بشرائط وشدّت بحيث لا يدخل الماء إليها واغتسلت مع لبس القفازات هل يصح غسلُها من الحيض والنفاس ومن الجنابة؟

هل يصح هذا الغسل؟ كفها كلّه لم يصله الماء لا يصح، وهكذا موضوع الطلاء.

لو واحدة اغتسلت وهي تلبس في رأسها شىء بعض النساء تضعه عند الغسل فلا يصل الماء لا إلى الرأس ولا إلى الشعر، من العنق إلى القدمين إنْ كان من حيض أو نفاس أو من جنابة لا أوصلت الماء إلى رأسها ولا إلى شعر رأسِها هل يصح غسلُها؟ لا، يعني ما صحّ غسلها فكيف تصلي على زعمِها؟

إذا ما صح غسلُها لا تصح صلاتها، لما تتوضأ على زعمِها مع وجود الطلاء ما صحّ وضوؤُها يعني صلاتها ليست صحيحة، الطهارةُ مفتاح الصلاة فلْتنتبه النساء.

وبعض النساء تكون ضيفة عند ناس وتلبس جورب نايلون من كسلِها بدل أنْ تنزع هذا الجورب وهي في بيت عند امرأة ليست في الشارع، بدل أن تنزع الجورب وتغسل رجليها إلى الكعبين وتوصِل الماء إلى كل القدم مع الكعبين من كسلِها وجهلِها تضع رجلها مع الجورب النايلون تحت الحنفية وتسحبها بسرعة بحيث أنّ الماء ينزلق على الجورب ولا يصل إلى الجلد ولا إلى الأظافر، هذه تحصل من بعض النساء وسألونا عنها، ما صحّ وضوؤُها، هذا سببُه الكسل والجهل، لذلك فلْتتقي اللهَ مَن تفعل ذلك ومَن لا تغتسل غُسلًا صحيحًا.

كيف تمكّن زوجَها من الدخولِ عليها إذا كانت انتهت من حيض أو من نفاس وبعدُ لم تغتسل غسلا صحيحا؟

كيف تصلي على زعمِها؟ كيف تطوف في الكعبة؟ كيف تحمل المصحف الشريف وتقرأ بلسانِها وهي في حكم الحائض بعدُ ما اغتسلَت غُسلًا صحيحًا مُجزِئًا، وهكذا بالنسبة لمسائل الوضوء بعض الرجال من جهلِهم وكسلهِم لا يرفع كل الثياب التي على يديه إلى ما فوق المرفق بل يتركُه مغطى ويغسل من غير إيصال الماء وضوؤُه ما صح وبالتالي صلاته ليست صحيحة، بعض كبار السن يفعلون ذلك وبعض الشباب في الشتاء إذا كانوا يلبسون الثياب الكثيرة، أو يعجل يضع رجله تحت الحنفية ويسحبها من غير أنْ يصل الماء إلى كل القدم والرسول عليه السلام قال [ويلٌ للأعقابِ من النار]

الأمر ليس سهلًا، لما يكون فيه تهديد من الرسول صلى الله عليه وسلم.

أمر الطهارة عظيمٌ في الإسلام انتبهوا لأمر الطهارة، لا تقصّروا في أمور الطهارة، تمكّنوا في أمور الطهارة لأجل أن تصحّ الصلاة لأجل أنْ لا تقعوا في بعض المحرّمات التي تحرم على الحائض والجنب والنفساء، لأجل أنْ تصلوا صلاةً صحيحةً انتبهوا للوضوء للصلاة وانتبهوا لمسائل النجاسات، انتبهوا لمسئلة التضمخّ بالنجاسات عمدًا لغير عذر احذروا وانتبهوا.

قال ربُّنا في القرآن الكريم {فإذا تطهّرْنَ فأتوهنَّ منْ حيثُ أمركُم الله إنّ اللهَ يحبُّ التوابينَ ويحبُّ المتطهِّرين}[البقرة/٢٢٢]

ما أعظمها من بشرى أنْ تكونوا من أحباب الله ولا تلتفوا إلى الملاحدة والزنادقة الذي يستهزئون بالإسلام ويطعنون في الشريعة لمسائل الوضوء والغسل لمسائل الطهارة يعتبرونَها بزعمِهم تفاهات وسخافات وتعقيدٌ وتأخّر ورجعية هؤلاء سفِهوا أنفسَهم.

دينُ اللهِ كلّه عظيم ودينُ الله كلّه يجب أنْ يُحترَم وأن يُعظَّم لأنّ اللهَ سبحانه وتعالى ما شرع هذا الدين ولم يشرع هذه المسائل إلا لحكَمٍ عظيمة وكثيرة نافعة لنا في الدنيا والآخرة سواءٌ عقَلنا الحكمة من ذاك الأمر أم لم نعقل الحكمة منه، كل ما شرعَه الله عظيمٌ جليلٌ كريمٌ مبارك مقدّس ينفعُنا في الدنيا والآخرة ومن استخفّ بما عظّم الله فليس من المسلمين.

إخواني وأخواتي أنصحُكم وأنصح نفسي أنْ تعتنوا بأمر الطهارة وأن تعتنوا بتعليمِ أبنائِكم وأنْ تذكّروا النساء وأن تنتبهوا للصغار ليَنشأوا على أمر الطهارة، الطهارةُ شىءٌ عظيم جليل مبارك فلا تضيّعوا هذا الأمر العظيم من أمور الإسلام.

قال صلى الله عليه وسلم [الطهورُ شطرُ الإيمان] فلا تضيّعوا هذا النصف مع النصف الأول مع العمل والتطبيق تكونون من الأتقياء الصلَحاء، أذكرُكم وأذكّر نفسي في التعلّم والتطبيق في تنفيذ الأحكام حتى في أمور الطهارة لأنها من الدين العظيم الحنيف.