الجمعة مارس 29, 2024

مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” -131

شرح حديث “إذا فسد أهلُ الشام فلا خيرَ فيكم”

قال فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني حفظه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدِنا محمدٍ طه النبيِّ الأميِّ الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبِه ومَن والاه، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا ضدَّ ولا نِدَّ ولا زوجةَ ولا ولدَ له ولا شبيهَ ولا مثيلَ له ولا جسمَ ولا حجمَ ولا جسدَ ولا جثّةَ له ولا صورةَ ولا أعضاءَ ولا كيفيةَ ولا كميةَ له ولا أينَ ولا جهةَ ولا حيّزَ ولا مكانَ له كان اللهُ ولا مكان وهو الآنَ على ما عليه كان فلا تضربوا لله الأمثال

ولله المثلُ الأعلى، تنزّه ربّي عن الجلوس والقعودِ وعن الحركةِ والسكون وعن الاتصال والانفصال، لا يَحُلُّ فيه شىء ولا يَنْحَلُّ منه شىء ولا يَحُلُّ هو  في شىء لأنه ليس كمثله شىء

مهما تصوّرتَ ببالك  فاللهُ لا يشبهُ ذلك ومَن وصفَ اللهَ بمعنًى من معاني البشر فقد كفر.

وأشهدُ أنّ حبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرةَ أعيُنِنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه وخليلُه صلى الله عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.

 

أما  بعدُ إخواني وأخواتي في الله السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه

أذكِّرُكم وأذَكِّرُ نفسي بإخلاصِ النيةِ لله تعالى في حضورِ مجلس العلم وأذكّرُكم بتذكيرِ غيرِكم وبدعوةِ غيرِكم وأذكِّرُكم أيضًا أنْ تشتغلوا وأنْ تُكثِروا من الصلاةِ على رسولِ صلى الله عليه وسلم في هذه الليلةِ الزهراء المباركة العظيمة.

نبدأُ بمجلسِنا متوكّلينَ على الله عز وجل مخلصينَ له سبحانه

 

إذا فسدَ أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم

قال الإمامُ الهرري رضي الله عنه : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ” إذا فسدَ أهلُ الشامِ  فلا خيرَ فيكم ” رواه الحافظُ بنُ حبان.

الشام أوّلُه مِن عريشِ مصر وآخرُه بالِس، بالِسُ هذه إلى حلب إلى جهةِ العراق هذا كلُّه شام، معنى الحديث إذا صار فسادٌ  في الشام قلَّ الخيرُ في كلِّ البلادِ الإسلامية واليومَ كثُرَ الفساد في بَرِّ الشام.

 

الشيخ جميل: هذا الحديث بعض المتعَصِّبين الجهلَاء أنكرَه لظنِّه أنه ينتصر للشام وهو يدّعي المشيَخة وهذا الحديث صحيحٌ على رغمِ أنفِ هذا المعاند المُنكِر لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم ما أرادَ بهذا الحديث الطعنَ في بلادِ الشام ولا أرادَ الطعنَ في كلِّ فردٍ من أفرادِ أهلِ الشام حاشا، الرسولُ ما قال ذلك ولا  أرادَ ذلك إنما الحديثُ له معناه.

هذا الحديث هو مِن حيثُ الإسناد صحيح وله أكثر من رواية ” إذا فسدَ أهلُ الشام فلا خيرَ فيكم ” هذه رواية، وهناك رواية ثانية ” إذا فسدَ أهلُ الشام فلا خيرَ في أمتي ” وما معنى فلا خيرَ فيكم أو لا خيرَ في أمتي؟ معناه قلَّ الخير.

فهذا الجاهل إذا كان يعتبر أنّ هذا الحديث طعن في الشام وفي أهلِه فماذا يقول في الرواية الثانية ” فلا خيرَ في  أمتي “؟ هل يزعم أنّ النبيّ يطعنُ في أمةِ نفسِه؟ حاشا وكلّا ، إنما الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالوحيِ قال ذلك وهذا علَمٌ مِن أعلامِ نبوةِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ما معنى علَم ؟ دليل واضح ظاهر على صدقِ النبيّ وعلى نبوّةِ النبيّ أنه يُخبِر عن فسادِ سيحصُل في بلادِ الشام قبل ألف وأربعمائة وشىء من السنين ، وها هو اليوم يتحقق

وهذا ما فهمَه هذا الجاهل الذي أنكرَ هذا الحديث لأننا نأتي إلى حديثٍ الرسولُ صلى الله عليه وسلم مدحَ فيه الشام ومدحَ  في حديثٍ آخر أمّتَه  صلى الله عليه وسلم ، قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم ” اللهم باركْ لنا في شامِنا ويمَنِنا ” وأضافَ الشام إلى نفسِه ، هذا فيه مزيد عناية من الرسول صلى الله عليه وسلم بالشام

قالوا وفي نجدِنا يا رسولَ الله؟ قال ” اللهم بارك لنا في شامِنا ويمَنِنا ، قالوا وفي نجدِنا يا رسولَ الله ؟ قال اللهم بارك لنا  في شامِنا ويمَنِنا ” الرسول يكرّر ويؤكّد.

ثم هذا الدعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم مع التأكيد والتكرار بالدعاء للشام ولأهل الشام دليلٌ عظيمٌ على اهتمامِ النبيّ صلى الله عليه وسلم بالشام وعلى ما للشام مِن مرتبة ومنزِلة .

ثم أليس وردَ في حديثٍ آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال ” طوبى للشام ” وبيّن لنا في هذا الحديث أنّ الملائكة باسطة أجنحَتها على الشام .

فهذا الجاهل الذي أنكرَ هذا الحديث لجهلِه ماذا يريد؟ هو طُفيلي ليس من أهلِ الحديث لكنه  يريدُ أنْ يُظهِرَ للناس أنه مُتعصِّبٌ للشام ، أنتَ لستَ أفهم من حفّاظِ الحديث الذين روَوْه ولستَ أفهم ممن صحّحهُ ، فهذا الحديثُ صحيح وممن صحَّحه الحافظ الإمام ابن حبان رحماتُ الله عليه .

ثم في حديثٍ قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم ” لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرينَ على الحقّ لا يَضُرُّهم مَن خالفَهم حتى يأتيَ أمرُ الله ” هذا فيه مدحٌ لأمّـتِه للمتَمَسِّكين بالحقِّ من أمّتِه ، فإذا قال إنّ ذاك طعن قيل له هنا مدحَ الأمة -أي الأتقياء الذين يثبُتون على العقيدة والنهج والأحكام- فالنبيُّ لا يُعارِضُ نفسَه وأحاديثُه لا تتعارَض .

ثم هذا الحديث ” إذا فسدَ أهلُ الشام فلا خيرَ فيكم ” وفي الرواية الثانية ” فلا خيرَ في أمتي ” احفظوا معناه أي قلّ الخير في أمتي ، هذا معنى الحديث فلا هو طعنٌ في كلِّ أفرادِ أهل الشام ولا هو طعنٌ في بلادِ الشام ، بالعكس وعلى العكس أرضُ الشامِ الرسولُ صلى الله عليه وسلم جاء إليها وصلّى فيها في بيت المقدس وبيَّنَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم أنّ الشامَ أرض المحشَر والمنشَر  يومَ القيامة .

وهذا الحديث قلتُ لكم علَمٌ مِن أعلامِ نبوةِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم قبلَ أنْ يكثُرَ  أهل الشام وقبلَ أنْ يصلوا إلى هذا العدد وقبل أن يتوسَّعوا وقبلَ أنْ تظهرَ فيهم فرق وجماعات شذّت وانحرَفَت كيف قال الرسول ” إذا فسدَ أهلُ الشام ” ؟ بالوحي وهذا دليلٌ على نبوّتِه .

ثم انظروا اليوم إلى الفساد الذي ظهرَ وعمّ وانتشرَ في بلادِ الشام واسمعوا وانتبهوا وافهموا ، المراد في هذا فيمَن فعلَ الفساد فيمَن قال الفساد فيمَن اتّبعَ الفساد وليس لكلّ فردٍ من أفرادِ أهلِ الشام وليس طعنًا في بلادِ  الشام بل بمَن  فعل أو قال أو عمِلَ الفساد ، والفسادُ حاصلٌ وظاهرٌ في كلِّ أرضٍ وبلد في كلّ بلادِ وأصقاعِ الأرض حتى في مكةَ والمدينة فهل هذا يكونُ فيه طعن في مكة ؟ لا ، هل هذا يكونُ فيه طعنٌ في المدينة ؟ لا .

والرسولُ صلى الله عليه وسلم  في الهجرة نظرَ إلى مكة عند خروجِه منها صلى الله عليه وسلم وزادها اللهُ شرفًا ، نظرَ إلى مكةَ وقال ” إنني لأعلمُ أنكِ أحبُّ البلادِ إلى الله ولوْلا أنّ قومَكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ “.

انظروا إلى هذا المدح العظيم من رسولِ الله لمكة ، وبيّن أنها أحبُّ البلادِ إلى الله وإليه صلى الله عليه وسلم ، ثم نقول ظهرَ الفساد  في مكة ، فهل هذا يعني أنّ كل أهل مكة أو أنّ مكةَ بحدِّ ذاتِها فاسدة أو النبيُّ ذمَّها ؟ لا حاشا ، النبيُّ ما قال هذا بل مدحَها ، والنبيُّ ما ذمَّ كلَّ أهلِها ولا كلَّ فرد من أفرادِها حاشا، إنما نقول ظهرَ الفساد في كلِّ  بقعةٍ من بقاعِ الأرض وهذا ليس طعنًا في كلِّ أفرادِ الأرض ولا طعنًا في كلِّ بلدٍ ممدوح كمكة  أو الأقصى وفلسطين أو برّ الشام أو اليمن .

كم في اليمن الآن مِن فساد ؟ كم  في مكة الآن من فساد ؟ كم في المدينة الآن من  فساد ؟ كم في الشام الآن من فساد ؟ وهذا لا يمنع أنّ النبيّ مدحَ هذه البلاد ومدحَ كلَّ طيبٍ في هذه البلاد ، إذًا لا تعارُضَ في ذلك ولا تضارُب .

وبعدَ هذه المقدمة وهذا البيان بما يتعلق بهذا الحديث الشريف وببعضِ رواياتِه وبمعناه باختصار تعالَوا الآن لنَنظر أنا وأنتم إلى الفساد الذي ظهر في الشام

عندما نقول الشام ليس المراد بكلمة الشام في الأحاديث وفي اصطلاحِ اللغةِ العربية وعلماء الإسلام من الفقه وغيرِ ذلك أنّ المراد بالشام هي دمشق وحدَها فقط، لا ليس هذا المراد فقط ، بل عند الإطلاق الشامُ أرضٌ واسعة وكبيرة تبدأ من عريش مصر ثم يدخل فيها فلسطين والأردن ولبنان وسوريا إلى حدود أنطاكيا وفي الماضي كان أكثر من مجرّد الحدود وإلى بالِس يعني ما بعدَ حلب وبعد الرّقة إلى حدود وجهةِ وناحية العراق ، كل هذا يقال له الشام وليس دمشق وحدَها .

وتعالوا الآن في كل هذه البلاد وكل هذه البقاع كل هذه المساحات والمسافات كم فيها من فرَق وأحزاب وجماعات وأفراد من أفسدِ الفاسدين في الأرض ؟

تعالَوا لننظر وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، فمثلًا في بلاد الشام ظهر مَن يدّعي بأنّه ربٌّ لأتْباعِه وهو يدّعي الولاية والقطبية والغوثية والعالِمية والمشيَخة ثم قال لأتباعِه بعدما حشدوا في مسجدٍ كبير وامتَدَّ الناسُ إلى الشوارع والطرقات ، ماذا قال هذا الشيطان مدّعي المشيَخة والولاية والغوثية والقطبية ليَركَبَ على رقابِ أتباعِهم ؟ قال لهم لعنات الله عليه المريدُ له ربّان ربٌّ حقيقيٌّ وهو الله وربٌّ مجازيّ وهو الشيخ ، على زعمِه ، انظروا هذا في بلاد الشام

هذا العفريت الذي ظهر للناس بلفة وشيخ في بلاد الشام ادّعى الألوهيةَ لنفسِه يعني هذا على خطّ فرعون على نهج فرعون ، هذا واحد

مثال آخر مما ظهر في بلاد الشام مَن يدعو إلى الإلحاد ، كم مِن معطّلة وملاحدة في بلاد الشام ؟ يعني يُنكرون وجودَ الخالق الذين يقولون لا إله والحياةُ مادة ، هؤلاء الملاحدة الزنادقة الكفَرة المُعطّلة كم يوجد منهم في بلاد الشام ولهم جماعات وأحزاب ومؤسسات وفي بلاد الشام كثُر .

مثالٌ آخر ، بعض الذين في بلاد الشام من جماعة كبيرة لهم مراكز مؤسسات مدارس معاهد وهنّ من جماعة النساء يقلنَ والعياذ بالله كل ما تهواهُ موجودٌ في ذات الله ، ويقلنَ أيضًا شيختنا معنا لا تضيّعنا والنبي الأسمى هي أعرف كيف تتصرّف

ثم ماذا يقلنَ في كتابٍ لهنّ يسمى مزامير داود ؟ يقلنَ فيه قل يا خليلي لا ترى ما سوى الله في كلِّ كائنة (هذا للحصر) على زعمِهن الله في كل شىءٍ تراه ، هذا عين عقيدة الحلول والاتحاد

وهؤلاء النسوة يقال لهن القبيسيات ويقال لهن السحريات ويقال لهن الطباعيّات ويقال لهن الآنسات ولهنّ كتاب يسَمّينه كتاب التوحيد من الكتاب والسنة لواحدة دكتورة منهن ملأتْهُ بالفساد وبالضلال ، ولهنّ كتاب آخر يسَمّينَه مزامير داود ، ولهنّ أعمال مشبوهة وخطيرة والله أعلم مَن وراءهنَّ مِن خارجِ بلادِ الشام .

وهؤلاء كثيرات في بلاد الشام في لبنان والأردن وسوريا لهنّ مؤسسات ومدارس وحصل منهنّ القبائحُ والفضائحُ والعجائب ولهنّ شهرة واسعة بين النساء ولا سيما في العائلات الغنية ويدخلنَ على زوجات مَن يُسَمَّوْنَ برجال الصحوة والدعوة والمشايخ والدكاترة فيشتغلنَ على زوجات هؤلاء وعلى هذه الطبقات ويدخلنَ إلى الأغنياء والعائلات المشهورة والسياسية والبارزة لماذا ومَن وراءَهنّ ؟

انظروا في الكتاب الذي عملَه وألَّفَه الشيخ الأستاذ الشاعر أسامة بن محمد السيد البقاعي الأشعري الشافعي ، عملَ كتابًا عن هذه الحركة الخطيرة حركة القبيسيات والسحريات والطبّاعيات والأميريات والآنسات وجاء فيه على كثيرٍ من العقائد والأسرار والفضائح التي عندَهنّ ، انظروا في هذا الكتاب الذي عمله هذا الشيخُ جزاه اللهُ خيرًا ، وهؤلاء في بلاد الشام كثيرات وللأسف تُفتَح لهن المؤسسات الخاصة والعامة. اللهُ أعلم مَن وراءَهنّ وهنّ في بلاد الشام عقيدة حلول واتّحاد وتشبيه وتكفير وحياة خاصة كحياةِ بعضِ الراهبات اللواتي يتَسَمَّيْنَ  بالعابدات أو المُنقَطِعات على زعمِهنّ .

فالحاصل بلاد الشام مَن ظهرَ فيها أيضًا دكاترة ولهم أتباع وجماعات بل ولهم مؤسسات لهم عقائد عجيبة غريبة .

تصوّروا أحد هؤلاء البارزينَ جدا جدا على أعلى المستَويات التي تسمى دينية ماذا يقول بشريط مسجّل له بصوتِه ؟ يقول الله بكى على فرعون عندما مات فرعون فهذا أيُّ شىءٍ له في الإسلام وأيُّ شىءٍ له  في المشيخة والدكترة والعالمية والفتوى والقضاء والمؤسسات الدينية ؟ أيُّ شىءٍ له هذا ؟ وهذا موجود في بلاد الشام .

هذه عقيدةُ الحاخامات ، تعرفونَ مَن الحاخامات ؟ الحاخام هو الزعيمُ الديني عند اليهود المسؤول المرجع الكبير أعلى سلطة دينية هم الحاخامات .

هؤلاء الحاخامات ماذا يقولون خذلَهم اللهُ وقبَّحهم ؟ يقولون إنّ اللهَ أخطأَ فندِمَ فبكى ، هكذا تقول الحاخامات ويقول أخوهم الشيخ الذي يلبس اللفة يقول إنّ الله بكى على فرعون ، انظروا إلى هذا الكفر العجيب وهذا في بلاد الشام .

ما بلغَني أنّ فرعون أو إبليس قال الله بكى ، أنا ما بلغني هذا ، وهذا يدعي المقامات العليّة والأحوال السنِيّة وأعلى المراتب الدينية ويقول الله بكى على فرعون ، حسبنا الله ونعم الوكيل .

 وعفريتٌ آخر شيطان يدّعي الولاية والغوثية والقطبية ويلبس لفة كبيرة مرةً عمامة خضراء ومرةً بيضاء ماذا يقول في كتابٍ له يسمى محيطات الرحمة ؟

يقول يجوز للوليّ أنْ ينظرَ إلى عوراتِ مُريديه ، يعني إلى الفرج إلى العورات المغَلَّظة ، إلى فروج الرجال والنساء مِن أتْباعِه ، قال يجوز ذلك للوليّ .

انظروا إلى أين وصلوا وهذا هنا كان في بلاد الشام له أتباع هو في الأصل من خارج الشام .

ثم أيضًا ممن ظهروا في بلاد الشام فرَق تدّعي أنها تريد أنْ تطبِّقَ الشرع والقرآن وتريد الخلافة والحكم الإسلامي وتُكَفِّر كل مَن يحكم بالقانون الوضعي وهؤلاء لهم مراجع ومؤسسات وقضاة ومشايخ في لبنان وخارج لبنان من بلاد الشام وهم يدّعونَ أنهم يريدونَ الخلافةَ الإسلامية ويكفّرونَ كل الرعايا وكل البشر الذين لا يثورونَ على الحاكم الذي يحكم بالقانون وهم يعيشون تحت هذا الحاكم ، هم أنفسهُم يعيشونَ تحت هذا الحاكم الذي يحكم بالقانون ويحرّفونَ معنى الآية الكريمة {ومَن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئكَ هم الكافرون}[المائدة/٤٤] هذه الآية قال فيها ترجمان القرآن عبد الله بن عباس : روى الإمام أحمد في كتابِه أحكام النساء عن عبدِ الله بنِ عباس رضي الله عنهما قال في قولِ الله تعالى {ومَن لم يحكمْ بمآ أنزلَ اللهُ  فأولئكَ همُ الكافرون}[المائدة/٤٤] إنه ليس بالكفرِ الذي تذهبونَ إليه إنه ليس بالكفرِ الذي ينقُلُ عن الملّة ، إنه كفرٌ دونَ كفر ، يعني كبيرة ” هذا عبدُ الله بن عباس .

متى يكونُ مُخرِجًا من الدين والملّة ؟ إنْ فضّلَ القانون على القرآن أو ساوى بين القرآن والقانون ، في هذه الحالة لا يكونُ من المسلمين ، أما إذا كان الحاكمُ مسلمًا وحكمَ  بالقانون ولا يستحلّ ذلك ولا يفضّلُه على القرآن والإسلام ولا يساوِيهِ به إنما حكم بالقانون مُراعاةً ومُجاراةً للحُكّام والرؤساء والدول أو لأجل المنصب والكرسي والمال والدنيا لكنْ يفضّل القرآن على القانون ولا يُساويه به ولا يستحلُّ هذا الأمر الذي هو فيه قال عبدُ الله بنُ عباس كفرٌ دونَ كفر يعني كبيرة ليس خارجًا من الدين والإسلام ، هذا تفسيرُ الصحابة .

وهذا مولانا وسيّدُنا الصحابي الجليل البراءُ بنُ عازب رضي الله عنه كما روى الحاكمُ في المستدرك على الصحيحين عنه أنه قال ” إنه نزلَت في اليهود “

يعني هذه الآيات الثلاثة {فأولئك هم الكافرون}[المائدة/٤٤]{فأولئك هم الفاسقون}[المائدة/٤٧] {فأولئك هم الظالمون}[المائدة/٤٥] قال كلُّها نزَلت في اليهود لأنّهم حرّفوا حُكمَ التوراةِ الأصلية ، هذا معنى الآية أما هؤلاء يقولون مَن يحكمُ بالقانون لو بقضيةٍ واحدة جزئية على زعمِهم كافر وكل الرعايا والشعوب التي تحتَه ولا تثور عليه كافرة معه ، وهذه عين عقيدة الخوارج البيْهسيّة ، فرقة من الخوارج أثبتَ الإمام المحدّث المؤرِّخ الفقيه الذي هو أحدُ رؤوس السادة الأشاعرة عبد القاهر بن طاهر التميميّ البغداديّ أبو منصور في كتابِه الفرق بين الفِرق أنّ هذه عقيدة البيهسية من الخوارج ، يقولون الحاكم كافر والرّعية التي لا تثور عليه كافرة معه، هذه عقيدة الخوارج من ألف وثلاثمائة سنة ، اليوم هؤلاء جماعة سيّد قطب وأذناب هذه الجماعات يحكُمون على كلِّ البشرية بالكفر وهذا كتابُهم موجود يشهد عليهم المسمّى في ظلال القرآن والكتاب المسمى معالِم في الطريق والكتاب المسمى ماذا يعني انتمائي للإسلام ، هذه الكتب الثلاثة تصرِّح بذلك وبأكثر

هؤلاء لهم وجود كبيرٌ جدا في بلاد الشام ، وهذا عكس عقيدة ونهج وشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم

وأيضًا من الفرَق والجماعات التي انتشرَت في بلاد الشام العقيدة التكفيرية الشمولية ، العقيدة التي تُكفِّر كلّ البشرية إلا مَن مشى مع أصحابِها ، يستحلّون الدماء والأعراض والأموال هتك وقتل وظلم وتهجير وتكفير وتدمير، وهؤلاء اليوم لهم جماعاتٌ ولهم مؤسسات في بلاد الشام ، والعجيب الغريب من بعض الحمقى من أهلِ السياسة ، سياسي أحمق يقول هؤلاء لا خوفَ منهم لأنهم أهلُ فكرٍ ولم يصلوا إلى حملِ البندقية كالذين في البلادِ البعيدة

يا سياسي يا مغفَّل الذين حملوا البندقية والذين وضعوا العُبوة والذين شغّلوا التفجير والتكفير والتدمير هكذا بدأوا  بالأول بما تسمّونَه أنتم فكر وكلمة وسياسة ، ثم انتقلوا من هذا الفكر والكلمة والسياسة إلى حمل البندقية وتفخيخ البشر وتدمير البلاد وتقتيل العباد فانتقلوا من الفكر إلى التنفيذ ، يعني فكر فكلمة ففتوى فتكفير فتنفيذ ، فالذين يحملون المتفجرات والسكين ويذبحون والبندقية ويطلقونَ الرصاص ويقتلون كانوا كهؤلاء ، وهؤلاء يشجّعون هؤلاء وهؤلاء  يُفتونَ لهؤلاء وأنت يا سياسي يا أمني يا إعلامي يا اقتصادي يا مفكّر يا دكتور يا محاضر أفيقوا من غفلتِكم وجهلِكم العميق ، كم بقيتم تقلون كلمة مقابل كلمة قلم مقابل قلم إلى أنْ ذبّحوكم وفجّروا وقتلوا ولم يتركوا مكانًا من الأرض إلا دمّروه ، بعدُ ما أفَقتُم ؟ ما فهِمتُم ؟ ما استيقظتُم ؟

قبل خمس وعشرون سنة لما كان القائد البطل الشهيد المجاهد العالِم الكبير نزار حلبي رحمه الله يصرخ على المنابر وفي المؤتمرات وفي التلفزيونات والمحاضرات والاحتفالات وكنتم تقولون -أي بعض السياسيين وبعض الإعلاميين- لا لا هذه مبالغة هؤلاء فقط فكر ، وصلت السكينُ إلى أعناقِكم ، ليست السكين فقط بل المتفجّرات إلى ثكناتِكم وإلى العساكر وإلى مؤسسات الإعلام والثقافة والاقتصاد والسياسة والأمن وماذا فعلوا بكم  في نهر البارد ؟ وفي فنيدِق ومشمش وعكار؟ وماذا فعلوا بكم في الجبال عندما قطّعوا  بعض الضباط إلى قطع بالسيوف وقطّعوا النساء الحوامل وبقَروا بطون النساء الحوامل واقتلَعوا عيون الجنود العساكر في الجيش اللبناني وهم في الخيام ، قال له العسكري لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله أنا مسلم ،  قال اقتله هذا كافر هذا مع الدولة هذا مع النظام ، والصور نزلت في الانترنت اذهبوا فانظروا

ماذا كان يقول بعض السياسيين والإعلاميين المغفَّلين ؟ لا هذا فقط مجرّد فكر وكلمة ، بقيتم تقولون كلمة وكلمة إلى أنْ رأيتم الكلمة صارت متفجّرة في عيونِكم وأعناقِكم وبلادِكم ، ومنكم إلى الآن ما استحوا وما أفاقوا ، إلى الآن بعض هؤلاء المتلوِّنين المُداهِنين المذبذَبين المنافقين من السياسيّين ومن الإعلاميين ومن الأمنيين -البعض- يقول لا هؤلاء لا يُخيفون

هل تستطيع أنْ تعمل لي إحصائية كم جندي من الجيش قتلوا ؟ وكم بلد فجّروا ؟ وكم أم فجَعوا بقتلِ ولدِها ؟ وكم زوجة رمّلوا ؟ وكم من الأولاد يتّموا ؟

وبعض منكم من المداهنين يقول مجرد فكر ، أيُّ فكر ؟

هل بقيَ شىء لم يعملوه ولا زلتم تقولون مجرد فكر ؟

استحوا على أنفسكم أفيقوا وإلا أنكم إذا كنتم تُمَهِّدونَ لهم من وراء الكاميرا والشاشة تعملون معهم وتفتحونَ لهم المعابر والمحاور وتعبُرونَ بهم من منطقة إلى أخرى وبالسيارات وتُغَطّوهم وتُمَوّنون لهم ، إلا إذا كنتم من أولئك

أنا لا أقول أنتم هكذا لكنْ هذا الكلام الدفاع عنهم يُمَهِّدُ لهم ، وهؤلاء هم في بلادِ الشام أيضًا كثرة .

احسبوا كلّ ما حصل كلّ المتفجّرات كل القتلى كل الدمار كل الخراب كل البيانات التكفيرية التي ظهرَت أما أفاقَتكم ؟ وصل السكينُ إلى رقابِكم ألم تستيقظوا بعد ؟

 كان الشيخ نزار يُنبِّهكم وتقولون له لا هؤلاء لا يُخيفون أنتم تُبالغونَ قليلًا .

بعض السياسيين وبعض الأمنيين وبعض الإعلاميين وبعض المسؤولين حمقى مغفّلين ممن كان يمهِّدُ لهم ويُمَرِّرُ لهم ويدافعُ عنهم .

منهجُهم تكفيري ، أنا لا أستشهد بالجرائد والصحف أنا أذكرُ لكم المراجع والمؤلَّفات التي يعتمدونَ عليها  في تكفيرِكم ، انظروا في الكتاب المسمى في ظلال القرآن وفي الكتاب المسمى معالم في الطريق والكتاب المسمى ماذا يعني انتمائي للإسلام ، انظروا إلى كتبِهم التي هي مراجُعهم

وكتابُهم الذي يُعتبَر عندَهم على زعمِهم مرجِع الفتاوى الأمنية والخطيرة والتكفيرية ، هذه الثلاثة وأضف إليهم مجموع الفتاوى ، انظروا كيف يكفِّرون المتوسّلين والمتبرّكين والسائلين والمحتفِلين بالمولد مع الاستغاثة ، كيف يكفِّرون المتأوّلين كيف يكفّرون كل مَن ليس معهم .

هذه الكتب هي المراجع لهم التي اعتمدوا عليها فأفتَوا بتكفيرِ كلّ مَن ليس معهم .

وهؤلاء في بلادِ الشام وكثرة وبعض المشايخ الخوَنة يسكتون عنها وبعض الخوَنة من المشايخ يقبضون منهم ، وبعض المشايخ الخوَنة جُبناء وفي المواقع الرسمية لا يُبيّنونَ الحق لا يُنكِرونَ المنكَرات لا يدافعونَ عن الدين والحقّ والبلد ولا يدافعونَ عن الأمة ، عملوها وظيفة لجمعِ الأموال ، يتنافسون بين المشايخ مَن يُكبِّر رصيده في البنوك مَن يعرِّض إطار رقبتِه ومن يُكبِّر بطنَه ، بعض المشايخ يتنافسون على جمع الدنيا وعلى تكبير الأرصدة في البوك التي أحرقَت قلوبُهم الآن وهي محبوسةٌ عنهم بأزمةِ البنوك ، انظروا إلى مشايخ جبناء ومشايخ خوَنة ومشايخ يقبِضونَ ، الله تعالى فضحَهم .

وممّن ظهروا في بلاد الشام أحد أدعياء الدكترة عالم مرجِع على زعمِهم شيخ الأمة على زعمِهم يقول والعياذ بالله تعالى إنّ ما يسمى الرابطة عند أهل الطريقة النقشبندية وعند أهل الطرق الصوفية الصادقين على زعمِهم قال هذه إساءةُ أدب مع الله وقال إنّ هذا ليس من عملِ أهل الطرق المؤسسين

-وهذا الكلام يُمَهِّدُ لأحبابِه من مُكفِّري المتوسّلين- قال لأنّ هذا على زعمِه يصير هذا المريد يتخيّل الشيخ كأنه الله أمامَه ، والصوفيُّ الصادق لا يقول هذا الكلام وشاه نقشَبند رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام والغوث الرفاعي رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام والباز الأشهب مولانا القطب الجيلاني رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام ، ومولانا أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام ، ومولانا أبو مدين الغوث رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام ، وشيخُ الطائفةِ الصوفيةِ بلا منازِع الجنيد البغدادي رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام ، ولا شيخ صوفي سني من أهل العلم والتقوى والصدق والصفاء والصلاح يقول تصوّر الشيخ كما أنك تتصوّر الله أمامَك ، حاشا لله ، الذي يقول إنه يتصوّر الله هذا كافر .

مولانا شاه نقشبند حاشاه أنْ يقول ذلك ، هو من كبار الأولياء من الطبقة العليا من أهلِ العلمِ والولاية ، حاشاه أن يجعل الرابطة بين المُريد والشيخ كأنه يتصوّر الله أمامه حاشا ، بل الذي يزعُم أنه يتصوّر الله هذا ليس من المسلمين بل من أكفر الكافرين .

سيُّدنا ومولانا رئيس وزعيم كل أولياء البشر أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأرضاه يقول ” والبحثُ عن ذاتِه كفرٌ وإشراكُ “

هذا كلامُ الصوفية ، هذا أبو بكرٍ الكلاباذي رضي الله عنه في كتابِه التعرّف لمذهبِ أهلِ التصوّف يقول ” اجتمعت الصوفية -هذا من ألف سنة وشىء- على أنّ اللهَ ليس بجسم ولا جسد ولا صورة ولا شبَح ولا روح وليس له طول ولا عرض ولا كمية ولا عمق ولا سمك ولا تركيب وأنه منزَّهٌ عن كلّ صفاتِ المخلوقين ، هذه عقيدة الصوفية

هذا رئيس الطائفة الصوفية مولانا الجنيد البغدادي رضي الله عنه وأرضاه يقول ” التوحيدُ إفرادُ القديمِ من المُحدَث ” القديم أي الله الأزليّ الأبديّ ، يعني أنْ تنزّه اللهَ تعالى عن صفات المخلوقين ، المُحدَث يعني المخلوق ، اللهُ الأزلي الأبديّ لا يشبهُ شيئًا من كلِّ المخلوقينَ على الإطلاق وصفاتُ اللهِ لا تشبهُ صفات المخلوقين  بالمرة ، هذه عقيدة السادة الصوفية ، مِن أين لهذا الدكتور أنْ يقول أنّ هذا مثل هذا فيُكفِّر الصوفية بالمعنى ، يعني على زعمِه بالمعنى كأنه يقول إنّ الصوفيةَ يعبدونَ الشيخ ويتصوّرونَه كأنهم يتصوّرون الله ، الله لا يُتصوَّرُ في الأذهان لا يُتصَوَّرُ في البال لا يُتصوَّر في العقول

قال ربُّنا في القرآن { الخالقُ البارئُ المصوِّر}[الحشر/٢٤] خالقُ الأشكال والصور والأحجام والكميات لا يكونُ شكلًا لا يكونُ صورةً لا يكونُ كميةً لا يكونُ حجمًا ، بل هو سبحانه ليس كمثلِه شىء .

وقال سيّدنا سيّد العالمين رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ” لا فكرةَ في الرب ” إذا كان الرسول يقول ” لا  فكرةَ في الرب ” مولانا شاه نقشبند يجعل الرابطة بين الشيخ والمريد كأنه يتصوّر الله ؟ حاشاه ، حاشا لمولانا شاه نقشبند رضي الله عنه أنْ يقول هذا الكلام أو لأيِّ صوفيّ صادق ليس فقط في هذه المرتبة بل الصوفيّ الصادق السنيّ المُبتدئ يُنزِّه الله عن كلِّ صفاتِ النقصان فكيفَ  بالسادات كيف بالأقطاب الأئمة الكبار العِظام ؟ رضي الله عنهم وأرضاهم .

ثم هذا الحديث ” لا فكرةَ في الرب ” رواه الإمامُ الحافظُ السيوطي ورواه الإمام أبو القاسم الأنصاري في شرح الإرشاد ، أما السيوطي رواه في تفسيره .

 

ثم يجبُ الاعتقاد أنّ اللهَ تعالى لا يُتصوَّر في الأذهان ولا يُشبه الأنام حيٌّ  قيّومٌ  لا ينام مهما تصوّرتَ  ببالك فاللهُ لا يشبهُ ذلك ، هذا كلام مولانا ذو النون المصري الذي هو من حكَماء الصوفية ,

ما معنى الحكيم ؟ الذي أوتيَ الحكمةَ الدينية ليس الطبيب ولا الحكيم على معنى الفيلسوف هذا الجهول ، لأنّ الفلسفة هذا شىء محرّم منه ما هو كفر ومنه ما هو فسقٌ وفجور ، وهذا السَّنوسيّ رحمه الله والسيوطي نقلَا الإجماع على تحريمِ الاشتغال بالفلسفة ، ليس كما قال هذا المفتي الأحمق وهو مفتي بلد عربي الإسلام فلسفة على زعمِه ، أعوذ بالله العظيم ، جعل الإسلام كفر أو كبائر لأنّ الفلسفة كفرٌ أو كبائر

وأصل عقيدة الفلسفة تقوم على الكفر ، انظروا للمتفلسف هذا على زعمِه مفتي دولة عربية وفي بلاد الشام .

رأيتم ؟ ” إذا فسدَ أهلُ الشام ” وكان واحد من هؤلاء الذين يدّعونَ أنهم من مشايخِ بلاد الشام الرجل في بلاد الشام يطلّق زوجتَه بالثلاث فيدور على القضاة مشايخ المحاكم مفاتي خطباء المساجد دكاترة المعاهد كلُّهم يقولون حرام لا ترجع إلا كما أمرَ القرآن ، لا ترجِع حرُمَت عليك ، لا ترجِع لأنّ القرآنَ يقول { فلا تحلُّ  له مِن بعدُ حتى تنكحَ زوجًا غيرَه}[البقرة/٢٣٠] سورة البقرة

ولأجل الحديث ” لا تحِلّينَ له حتى تذوقين عُسَيلتَهُ ويذوقَ عُسَيلَتَكْ ” ولأجلِ الإجماع الذي نقلَه الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحِه على البخاري والذي أوْردَه محمد بن حسن زاهد الكوثري في كتابِه الإشفاق على أحكامِ الطلاق ، نقلَ أيضًا كثيرًا من النقول والإجماع على أنها لا ترجِع إلا بأنْ تُمضي العدة من الأول إنْ شاءت تتزوج بعقدٍ شرعيّ من زوجٍ جديد بوليّ وشهود وإيجاب وقبول ، ثم هذا الثاني يدخل بها دخول حقيقي يعني لا  بد من الجماع الحقيقي ليس بمجرد الخلوة ليس بمجرد الضم والتقبيل لا بدّ من الدخول الحقيقي ، ما معنى ” حتى يذوقَ عُسيلَتَكْ ” هذا كناية عن الجماع الحقيقي

وارجعوا إلى البخاري وإلى شروحِ الحديث ، هذا معناه كناية عن الجماع ، إذًا بعدما يدخل عليها ويحصل  جماع حقيقي هو إن شاء يطلِّقُها ، إن شاء ليس مُكرَهًا ثم إنْ طلَّقَها تعمل عدة ، بعدما تُنهي العدة من الزوج الثاني إنْ شاءت ترجع إلى الأول بعقدٍ جديد وشهود ووليٍّ إلخ .. هذا الذي ذكرَه القرآن .

لاحظوا {الطلاقُ مرّتان فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسانٍ}[البقرة/٢٢٩] إلى قولِه تعالى {فإنْ طلَّقَها -يعني الثالثة-فلا تحل له مِن بعدُ حتى تنكِحَ زوجًا غيرَه}[البقرة/٢٣٠]

هذا القرآن والحديثُ والإجماع .

فإذًا كان يدور يدور يدور ثم يذهب إلى هذا المُتَمَشْيِخ وله شهرة يقول أنا طلّقتُ زوجتي بالثلاث ،  يقول له ادفع كفارة خمس وعشرين ورقة ، من نحو خمسين سنة ، يأخذ الشيخ الشيطان العفريت الذي يلبس لفة خمس وعشرين ورقة ثم يقول له لا ترجِع إلى مثلِ هذا كذا كذا كذا .. يؤَنِّبُه بزعمِه ببعض الكلمات ويُرجِعُها له ، فيُحَمِّلُه إياها إلى الزنا ويرجِع بها إلى بيتِه يراه الناس الذين كانوا عرَفوا أنّه طلَّقَها  بالثلاث ودار على العلماء والمشايخ وقالوا حرام عليك لا ترجِع إلا بالطريقة الشرعية التي ذكرَها القرآنُ والحديثُ والإجماع ، يقول الشيخُ فلان أرجَعها لي يقول له الناس والجيران أرْجَعْتَها على مذهب الكلاب ، يعني أرجعتَها لتَزنِي بها .

ماذا أحكي وأحكي لكم عن الشام ، عن بعض مَن في الشام وهؤلاء إنْ كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو مدارس أو جماعات كل هؤلاء لن يكونوا سببًا أنْ نطعنَ في الشام لأنّ الرسولَ دعا للشام، الكلام ليس عن الشام كشام وليس عن كلّ أفراد أهل الشام بل عن الفاسد منهم

قلتُ لكم كما أنّ في مكةَ وفي المدينة وفي بيت المقدس ظهر الفساد .

قال: أنا حكى لي أحد المسؤولين الكبار في النطاق التربوي في المدينة المنوّرة قال لي أمسَكْنا شبكة دعارة بين مدارس البنات في المدينة تدير هذه الشبكة مديرة مدرسة، ما رأيكم ؟ هل هذا يطعن في المدينة ؟ حاشا ، هل هذا يطعن  في كل فردٍ من أهلِ المدينة ؟ حاشا ، بل الرسولُ عليه الصلاة والسلام قال ” إنّ المدينةَ تنفي خبَثَها كما ينفي الكِيرُ خبَثَ الحديد “

لكنْ وجود هذا وتلك من الفاسدين في مكة والمدينة وبيت المقدس وبلاد الشام واليمن لا يطعن في مكةَ والمدينة ولا يطعن  في بيت المقدس والشام واليمن إنما الفاسدُ هو المطعونُ فيه وليس الكل وليس البلد والأرض .

هذا معنى الحديث ” إذا فسدَ أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم ” أي قلَّ فيكم الخير

والحمدُ لله رب العالمين