الخميس مارس 28, 2024

لاَ تَزُولُ قَدَما عَبْدٍ حتَّى يُسْأل عَنْ أرْبَع

العناوين الداخلية:

  • لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع.
  • أفضل العلوم علم التوحيد.
  • الجهل بالدين هلاك ووبال.
  • الإيمان السليم أوّلاً.
  • الحجم يحتاج إلى مكان.
  • من ضلالات ابن تيمية.
  • صفة الكلام لله تعالى.
  • صفة البصر لله تعالى.

 

لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع:

هذا ما أملاه العلامة المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرريّ غفر الله له ولوالديه:

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين، أما بعد. فقد روينا بالإسناد المتصل في جامع الترمذي رحمه الله أن رسول الله ﷺ قال: “لا تزول قدما عبدٍ حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسمه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أخذه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه” حديثٌ صحيح.

المعنى أن الإنسان يسأل قبل أن يفارق موقف القيامة قبل أن يؤمر إلى الجنة أو النار: يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن جسمه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه، فإن أخذ المال من حلالٍ وصرفه في حلال سلم، وإلا استحق العقوبة، وعن علمه فيما عمل به، ويسأل عما تعلمه هل تبع هذا العلم الذي تعلمه أم لم يتبعه. الذي تعلم القرآن فجعل القرآن أمامه وكان تابعاً للقرآن ينفذ اوامره ويتجنب ما حرمه القرآن نجا وسلم، أما من تعلمه وجعله وراء ظهره فصار يعمل ما يخالف القرآن، هذا هلك، القرآن خصمه.

من هنا يعلم أن سبيل النجاة العلم أي علم الدين لأن علم الدين به يعرف ما يحب الله وما يكره الله، به يعرف الكلام الذي ليس فيه مؤاخذة في الآخرة، والمشي الذي ليس فيه مؤاخذة في الآخرة، وكذلك سائر تصرفات الإنسان، بعلم الدين يعرف ما يضره وما ينفعه، فكان الذي تعلم الدين ممن أراد الله به خيراً، ومن لم يتعلم فإن الله تعالى لم يرد به خيراً.

 

أفضل العلوم علم التوحيد:

وأفضل العلم علم التوحيد، العلم الذي يعرف به الله، ما يجوز على الله وما لا يجوز على الله، هذا العلم هو أفضل العلوم. أبو حنيفة رضي الله عنه سمى علم التوحيد: “الفقه الأكبر”، معناه الفقه الذي يعرف به أحكام الطهارة والصلاة والصيام والحج والزكاة هذا فقه أصغر. فيجب الاعتناء بعلم التوحيد أكثر من غيره، لأن من عرف الله ورسوله وثبت على ذلك حتى قضى حياته وسلم من الكفريات فإنه لا بد أن يدخل الجنة، إما بدون عذاب لا في القبر ولا في الآخرة، وإما بعد عذاب يدخل الجنة إن لم يغفر الله وكان عليه كبائر الذنوب مثل: ترك الصلوات الخمس أو بعضها أو اكل حرام.

 

أما من لم يعرف الله كما يجب فهو لا ينفعه شيء مهما اجتهد في صور العبادات، لا ينفعه شيء. كثير من الناس لا يتعلمون علم التوحيد ويشتغلون بالطريقة والذكر فيتعبون أنفسهم هؤلاء مفلسون، في الآخرة مفلسون، لا يجدون ما كانوا يظنون أنهم يجدونه، يظنون أنهم قدموا لآخرتهم زاداً كبيراً وليس لهم شيء. كذلك الذي عرف الله كما يجب وآمن برسوله محمد ﷺ لكنه ما كان يتجنب الكفريات، الكلام الذي فيه كفر، إما من طريق المزح وإما من طريق عدم معرفة الأفعال والأقوال والعقائد المكفرة أي التي تخرج من الدين.

 

الجهل بالدين هلاك ووبال:

وكل هذا، أي معرفة ما فرض الله وما حرم الله من قول وفعل واعتقاد، إنما يوصل إليه بالتعلم، فيا خسارة من قضى عمره بالذكر والصلاة والصيام من غير صحة العقيدة، وهذا الصنف كثير من الناس، اليوم بعض الناس من شدة الجهل يقولون الله تعالى قال: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ }، ويشتغلون بالعبادة من غير أن يتعلموا العلم، يظنون أن معنى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } أن الإنسان إذا اشتغل بالصلاة والصيام والحج والذكر والصدقات الله تعالى يعطيه علماً من دون تعلم، هذا محال، محال.

الله تعالى لا يعطي الشخص العلم الوهبيّ قبل أن يتعلم ويعمل بما تعلم، أما من تعلم ما أحل الله وما حرم الله مع العقيدة الصحيحة وأدى الفرائض، كل ما فرض الله عليه أدى، وتجنب كل ما حرم الله عليه، هذا الله يعطيه علماً وهبياً، غير العلم الذي قرأه على العلماء. هذا معنى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ }، فيا خيبة هؤلاء الذين يشتغلون بالطريقة والذكر من دون أن يتعلموا علم التوحيد ولا علم الأحكام، ثم يظنون بأنفسهم انهم بهذه الأوراد والأذكار يصلون إلى الولاية، يصيرون أولياء الله! هذا محال. من سوء فهمهم هلكوا، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } معناها: اعملوا بما فرض الله من علم وعمل فإذا عملتم بذلك، طبّقتم تماماً، عندئذ الله تعالى يعطيكم علماً لدنّيا أي غير العلم الذي يقرأ على العلماء.

هؤلاء الذين يظنون بأنفسهم أنهم إذا اشتغلوا بالذكر والصلاة والصيام، أكثروا من ذلك يصيرون أولياء الله وأن الله يعطيهم علماً غير كسبيّ، هؤلاء طلبوا المحال، شيئاً لا يكون.

 

الإيمان السليم أولاً:

ثم الأصل الأصيل هو علم التوحيد، بدون علم التوحيد لا ينفع شيء من الحسنات، وكما أن الصلاة لا تصح إلا بوضوء، كذلك الحسنات لا يقبلها الله إلا بعد التوحيد، علم التوحيد، بعد معرفة الله أنه متصف بكذا من الصفات وأنه منزّه عن كذا وكذا من الصفات. بعد هذا وبعد الإيمان برسوله محمد، بعد ذلك الأعمال تنفع، الصلاة والصيام والحج والزكاة وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله.

بعد ذلك هذه الأعمال تنفع. بدون ذلك لا تنفع، فمن ظنّ أنه بدون ذلك يصل إلى المطلوب فهو طالب المحال.

ومعرفة الله اعتقاد أن الله موجود، من غير أن يكون مشبهاً لشيء من العالم، ذاته أي حقيقته لا يشبه ذوات العالم، الله ذاته ليس جسماً لطيفاً ولا جسماً كثيفاً، أي ليس كالنور والريح والروح شيئاً لا يحبس باليد ولا هو شيء يحبس باليد كالحجر والشجر والإنسان، ليس حجماً صغيراً ولا حجماً كبيراً، الله تعالى خلق العالم على مقادير مختلفة، خلق أصغر شيء، اصغر حجم، حبة الخردل وما هو أصغر منها. وخلق العرش الذي هو أعظم حجم، وهو قادر أن يخلق أكبر من العرش لكن لم يخلق أكبر منه. كل شيء له حجم مخلوق، الله ليس له حجم، لا يوصف بالصغر ولا بالكبر، نقول: “الله أكبر” بمعنى أنه أعلم من كل عالم وأقدر من كل قادر، على هذا المعنى نقول: “الله أكبر”، ليس معناه أن الله تعالى له حجم أكبر من كل حجم. ثم إن الحجم يحتاج إلى مكان، بعض الحجم في الفراغ كالنجوم. وبعض الحجم قسم منه متصل بالأرض وقسم متصل بالسموات والعرش، ثم إن الله تبارك وتعالى لا يتصف بشيء من صفات الحجم، الحجم له صفات: اللون والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وما أشبه ذلك، والله لا يتصف بذلك، هو الذي أوجد هذه الأشياء بعد أن كانت غير موجودة. فكيف يشبهها بوجه من الوجوه؟! الحجم لا يخلق الحجم، الله تعالى لو كان حجماً ما خلق الحجم، لو كان شيئاً خفيفاً كالروح والريح والنور ما استطاع أن يخلق هؤلاء، لو كان شيئاً كثيفاً كالإنسان والحجر والذهب والفضة ما استطاع أن يخلق ذلك.

 

الحجم يحتاج إلى مكان:

كذلك الحجم يحتاج إلى مكان، لا بدّ له من مكان: إما فراغ، وإما اعتماد على جسم كالأرض كالبشر والبهائم، نحن نعتمد على الأرض، على هذا الحجم الذي هو الأرض، وكل هذه الأشياء: السموات والعرش والأرض والفراغ ما كانت موجودة قبل أن يخلقها الله، كانت معدومة ثم أوجدها الله. فكل موجود لوجوده اول أي بداية إلا الله. فهو الموجود الذي ليس لوجوده بداية، فيقال عن كل شيء: متى وجد؟ ولا يقال عن الله: متى وجد؟ لأن الله لا يجري عليه زمان: قبل الزمان كان موجوداً، قبل المكان، قبل المكان والزمان. المكان له ابتداء والزمان له ابتداء، فإن قال قائل: “كيف يكون موجوداً بلا مكان؟ لا بد للموجود أن يكون له مكان!” يقال له: لا مانع عقلاً أن يكون الله موجوداً بلا مكان، القرآن يشهد بذلك، وحديث الرسول يشهد بذلك: أما القرآن فقوله: { هُوَ الأَوَّلُ }، وأما الحديث فقوله ﷺ: “كان الله ولم يكن شيء غيره” أي كان الله موجوداً ولم يكن موجود غيره، أي المكان والزمان والجهات الست.

يقال لهؤلاء الوهابية الذين يقولون: “كيف يكون الله موجوداً بلا مكان؟” أنتم قستم الخالق بالمخلوق، المخلوق لا بد له من مكان، أنتم جعلتم الله مثل خلقه، فقياسكم هذا فاسد، فإن قالوا: “كيف يتصور موجود بلا مكان؟” يقال ل هم: ليس من شرط الوجود صحة تصوره بالعقل، دليل ذلك أن النور والظلام ما كانا موجودين قبل أن يخلقهما الله، وكان الماء والعرش والقلم الأعلى واللوح المحفوظ كانوا موجودين في الوقت الذي لم يكن فيه نور ولا ظلام، فمن يستطيع أن يتصور في عقله وقتاً ليس فيه نور ولا ظلام؟! لا أحد يتصور ذلك، ومع هذا يجب الإيمان بذلك، لأن القرآن أخبر بأنه ما كان نور ولا ظلام قبل أن يخلقهما الله، اقرأوا هذه الآية:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}، معنى الآية أنه لم يكن سموات ولا أرض، أي لم يكن عالمٌ علويّ ولا عالمٌ سفليٌّ، ولا نورٌ ولا ظلام قبل أن يخلقهم الله. تعترفون بذلك أم لا؟ فإن اعترفتم فقد اقررتم بصحة الوجود بلا مكان، وإن أنكرتم كان ذلك كفراً لأنه تكذيب للقرآن.

الخالق لا يقاس بالخلق، أنتم يا وهابية قستم الخالق على المخلوق وقلتم: كيف يكون موجوداً بلا مكان؟ تبعتم في ذلك ابن تيمية، ما عندكم دليل، إنما دليلكم ابن تيمية الذي خالف القرآن والحديث وشذ عن الأمة. وقال: “كان العرش مع الله، العرش نوعه، أي جنسه، لا ابتداء لوجوده، هو كان مع الله” ومن يقول هذا كافر بالاتفاق، اتفاق علماء الإسلام، من أثبت شيئاً- غير الله- لا ابتداء له كفر. ابن تيمية توفي سنة 728 من الهجرة النبوية أي بعد وفاة الرسول بقريب من هذا، لكن ابتداء من هجرته يكون تاريخ وفاة ابن تيمية هذا العدد من السنين، ثم بعد 400 سنة جاء محمد بن عبد الوهاب عمل دين الوهابية، دين جديد، دين الوهابية، أخذ من كتب ابن تيمية اشياء من الضلال وزاد من عنده ضلالاً.

 

من ضلالات ابن تيمية:

فمن عجائب ابن تيمية قوله: “إن الله ينزل كل ليلة من العرش إلى هذه السماء التي نحن نراها من الأرض ولا يخلو من العرش، ينزل إلى السماء الدنيا ولا يكون فارق العرش” اهـ، هذا شيء لا يقبله العقل، الذي ينزل من شيء يكون فارقه، هذا الذي يقبله العقل، أما انا ينزل شيء من مكان إلى مكانا آخر فيمكث فيه ثلث الليل ثم يعود إليه، القول بأنه ما خلا منه العرش، هذا شيء لا يقبله العقل. هذا ابن تيمية، يسمونه شيخ الإسلام وهو شيخ الكفر. كذلك قول ابن تيمية: “إن الله معنا حقيقة وعلى العرش حقيقة” لا يقبله العقل. الذي ورد في الحديث: “إنّ ربّنا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير” معناه الملائكة تنزل بأمرٍ من الله، تبلغ عن الله: إن الله يقول لكم: من الذي يدعوني فأستجيب له، ومن الذي يسألني فأعطيه، ومن الذي يستغفرني فأغفر له؟ ثم يعودون إلى أماكنهم التي فوق. هذا معنى الحديث، ليس معنى الحديث أن الله بذاته يتحرك ويتنقل من مكان إلى مكان. الله تبارك وتعالى مستحيل عليه أن يتصف بصفات الخلق، قدرته ليست كقدرة الخلق، لا تزيد ولا تنقص، وعلمه شامل لكل شيء لا يزيد ولا ينقص، كذلك مشيئته، بمشيئة واحدة شاء أن يوجد هذا العالم، ما وجد منه وما سيوجد إلى ما لا نهاية له، كل هذا شاءه بمشيئة واحدة، لأن كل شيء يتجدد ويزيد وينقص مخلوق، فكيف يكون علم الله يزيد وينقص، كيف يكون علم الله يزيد من وقت إلى وقت، كل شيء يحصل من وقت إلى وقت فهو مخلوق، علم الله ليس كذلك، وقدرته وسمعه وبصره وكلامه.

 

صفة الكلام لله تعالى:

الله تعالى له كلام ليس حرفاً ولا صوتاً، ليس لغة من اللغات، ليس ككلامنا يوجد منه شيء ثم شيء ثم شيء، يسبق بعضه بعضاً ويتأخر بعضه عن بعض ككلام البشر، نحن إذا قرأنا القرآن نبدأ بالباء. { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } إلى { مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ }. نأتي بالباء أولاً ثم السين، ثم تنتهي السين ثم تأتي الميم وهكذا حروف يتبع بعضها بعضاً، نحن هكذا نقرأ القرآن ثم هذا القرآن ليس الله قرأه هكذا، الله لا يقال له ناطق، بل يقال له متكلم، الناطق من يتكلم بالحرف. أما المتكلم فيقال لمن يتكلم من غير حرف وصوت ويقال لمن يتكلم بحرف وصوت متكلم، البشر يقال له متكلم، مع أن كلامه صوت وحروف، والله يال له متكلم مع أن كلامه ليس بحروف، ليس بصوت، الصوت مخلوق كيف يكون صفة لله!!

الآن لا نفهم ذلك الكلام لكن في الآخرة الله تعالى يفهمنا: نسمعه وليس حرفاً وصوتاً، المؤمن يسمع والكافر يسمع، الكافر لما يسمع ذلك الكلام يقلق، أما المؤمن التقيّ يفرح. جبريل يسمع ذلك الكلام، في الدنيا يسمع، وموسى سمع مرة.

 

صفة البصر لله تعالى:

سيّدنا محمد ليلة المعراج سمع ذلك الكلام ليس حرفاً ولا صوتاً ورأى الله، لكن الله تعالى لا يرى كما يرى المخلوق، المخلوق تراه إما هكذا بعيداً أو قريباً أو تراه هكذا أو تراه إلى تحت أو تراه عن يمين أو تراه عن شمال، تراه عن خلف، تلتفت وتراه. الله لا يرى هكذا لأنه ليس حجماً، يخلق الله فينا بقدرته رؤية فنرى ذاته الذي لا يكون عن مقابلة ولا عن مدابرة، لا بكيفية من الكيفيات التي يرى بها المخلوق.

هكذا يرى. وهو يرى العالم، كل شيء من العالم يراه لا عن مقابلة ولا عن مدابرة، ولا عن تحيز في جهة فوق أو جهة تحت أو يمين أو خلف، بدون هذا يرى العالم، ونحن في الجنة المؤمنون لما نراه عن مقابلة ولا بشكل من الأشكال لأنه ليس حجماً، لا يقال الله قريب بالمسافة ولا يقال بعيد بالمسافة. كل شيء يكون بينك وبينه مسافة قريبة أو بعيدة مخلوق، الله لا يكون هكذا، فلا يقال الله حاضر ولا يقال الله غائب.

بعض الجهال يعملون الذكر يقولون (يا حاضر، يا حاضر) من يفهم منه أن يكون قريباً بالمسافة يكفر، من اعتقد في الله أنه قريب منه بالمسافة، كما أنا قريب منك يكفر، قربه ليس بالمسافة، كل هذا يفهم من هذه الآية، آية القرآن: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }. أما القرآن الذي نحن نقرأه فيقال له: كلام الله، لأنه عبارة عن كلام الله الذي ليس حرفاً ولا صوتاً، وهذا اللفظ الذي نقرأه، جبريل أخذه من اللوح المحفوظ مكتوباً، وما كتبه أحد إنما كان القلم جرى بقدرة الله على اللوح وكتبه، كتبه القلم، ثم جبريل أخذه بأمر الله وقرأه على سيدنا محمد، جبريل أنزله من اللوح المحفوظ. كذلك الإنجيل الأصليّ، الإنجيل الحقيقيّ والتوراة الحقيقية والزبور الحقيقي كل هؤلاء جبريل أنزلهم بأمر الله على هؤلاء الأنبياء، ليس الله قرأه كما نحن نقرأه. يقال له كلام الله لا على معنى أن الله قرأه بالحروف والصوت. والله أعلم وأحكم. والحمد لله على ما أنعم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.