الخميس مارس 28, 2024

قِصَّةُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّــابِ:

لَقَدْ كَان لِهِجْرَةِ الفَارُوقِ الَّذِي فَرَّقَ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ قِصَّةً شَأْنُهَا شَأْنُ كُلِّ قَصَصِهِ وَأَخباره العَظِيمَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى حُبِّهِ لِدِينِ اللهِ وَاسْتِبْسَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاسْتِعْدَادِهِ لِلْمَوْتِ فِي سَبِيلِ نُصْرَةِ الحَقِّ. ذَلِكَ أَنَّهُ عِنْدَمَا جَاءَ دَوْرُ سَيِّدِنِا عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَبْلَ هِجْرَةِ الرَّسُولِ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ خَرَجَ مُهَاجِرًا وَخَرَجَ مَعَهُ أَرْبَعُونَ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ جَمَعَهُمْ عُمَرُ فِي وَضْحِ النَّهَارِ وَامْتَشَقَ سَيْفَهُ وَجَاءَ “دَارَ النَّدْوَةِ” وَقَالَ لِصَنَادِيدِ قُرَيْشٍ بِصَوْتٍ جَهِيرٍ “يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ تُفْصَلَ رَأْسُهُ أَوْ تَثْكَلَهُ أُمُّهُ أَوْ تَتَرَمَّلَ امْرَأَتُهُ أَوْ يُيَتَّمَ وَلَدُهُ أَوْ تَذْهَبَ نَفْسُهُ فَلْيَتَّبِعْنِي وَرَاءَ هَذَا الوَادِي فَإِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى يَثْرِبٍ” فَمَا تَجَرَّأَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَحُولَ دُونَهُ وَدُونَ الهِجْرَةِ لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ ذُو بَأْسٍ وَقُوَّةٍ وَأَنَّهُ إِذَا قَالَ فَعَلَ. رضي الله عن سيدنا وحبيبنا الفاروقِ عمرَ بنِ الخطاب وحشرنا معه وأماتنا على حبّه ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والحمد لله رب العالمين.