الخميس مارس 28, 2024

فائدة: في بيان أنّ سيدنا محمد هو أعلم الناس بالله وأشدّهم له خشية في حياته الزوجية.

يقول النبي الأعظم ﷺ: “أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له”([1]).

يا أحباب النبي الأعظم لقد كان نبينا المصطفى ﷺ مع كثرة همومه وانشغاله في تدبير أمور المسلمين ومع كثرة عبادته لربه وخشيته له خير الناس لأهله وزوجاته… يلاطف زوجاته البارات ويمازحهن ويلاطفهن ويتودد إليهن ويبادلهن العواطف والمشاعر النبيلة والمودة والوفاء كل ذلك مع عظيم خشيته لله وكثرة عبادته له ليلاً ونهاراً.

تقول السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها: أتاني رسول الله ﷺ في ليلة فدخل معي في لحافي حتى مسّ جلدي جلده… ثم قال لي: “يا بنت أبي بكر ذريني أتعبد ربي”، قلت: إني أحب قربك يا رسول الله، وأذنت له فقام إلى قربة من ماء فتوضأ وأكثر صبّ الماء، ثم قام يصلي فبكي حتى سالت دموعه على صدره، ثم ركع فبكى، ثم سجد فبكى، ثم رأسه فبكى، فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟… فقال: “أفلا أكون عبداً شكوراً” رواه البخاري ومسلم.

النبيُّ الأعظم يأكل ويشرب مع زوجته ولا يتأفف من ظروفها الطبيعية:

يا عُشّاق الحبيب محمّد…

كان نبينا وحبيبنا المصطفى ﷺ يراعي النواحي والمشاعر والأحاسيس الأنثوية لزوجاته الطاهرات البارات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فقد كان عليه الصلاة والسلام يقدر حب زوجاته له وتعلقهن به ﷺ، وكان عليه الصلاة والسلام يحب زوجاته ويحسن معاملتهن ومعاشرتهن متودداً إليهن  ومظهراً عظيم عاطفته تجاههن وحبه لهن، وعدم تأففه من ظروفهن وعوارضهن الطبيعية التي تطرأ عليهن كفترات وحالات الحيض الذي كتبه الله تعالى على النساء من بنات حواء عليها السلام.

وهناك شواهد ومواقف كثيرة من سيرة نبينا المصطفى ﷺ مع زوجاته تظهر لنا كيف كان عليه السلام يحب زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وكيف كان يبادلهن العاطفة والمودة بالمثل كما كنّ يفعلن تجاهه ﷺ، وكيف كان ﷺ يحسن معاشرتهن ومعاملتهن في حياته الزوجية معهن، وكيف كان ﷺ لا يتأفف من ظروفهن الطبيعية التي كانت تطرأ عليهن كغيرهنّ من النساء.

فعن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها قالت: “كنت أتعرق العرق([2]) وأنا حائض فيأخذه رسول الله ﷺ فيضع فمه حيث كان فمي وأشرب من الإناء فيأخذه رسول الله ﷺ فيضع فمه حيث كان فمي وأنا حائض” رواه أحمد.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كنت أرجّل رأس([3]) رسول الله ﷺ وأنا حائض” رواه البخاري.

وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت: “كان رسول الله ﷺ يتكئُ في حجري([4]) وأنا حائض فيقرأ القرآن” رواه مسلم.

وعن السيدة الجليلة ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ قالت: “كان رسول الله ﷺ يباشر نساءه فوق الإزار([5]) وهنّ حُيّض” رواه مسلم.

يا سيّدي يا رسول الله… يا سيّد العرب والعجم، يا حبيباً لقلوب العاشقين… ويا حبيب ربّ العالمين، لم نحصّل شرف صُحبتك، ولا متّعنا نواظرنا ببهيّ طلعتك، لكن شغاف قلوبنا متعلق بعظيم محبّتك… تواقٌ للتبريك بجميل آثارك والوقوف بباب حضرتك… ونحن طامعون وراجون نيل عظيم شفاعتك..يا خير داعٍ إلى دين الله… ويا أوفى من وفى.

سيّدي يا رسول الله… يا خير خلق الله، يا صاحب الخلق العظيم، وصاحب الأخلاق العليا، ويا خير مولود وزوج وقائد عرفه هذا العالم.. الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله… يا معلّم الناس الخير.. صلاة كاملة وسلاماً تاماً عدد أوراق الأشجار وقطرات الأمطار وأمواج البحار… ما دجا ليلٌ وأضاء نهار، وعلى آلك وأصحابك الأبرار الأطهار.

يا سيّدي يا رسول الله… يا حبيب ربّ العالمين.

يَا أَكْمَلَ الخَلْقِ يا مَنْ لا مُضاهيَ لهْ

 

يا كامِلَ الحُسنِ أنت السُّؤلُ والأربُ

جمعتَ في الحُسْنِ أوصافاً كما جُمعَتُْ

 

لكَ المَلاحةُ يا مَنْ عشقهُ يجبُ

أنتَ المُرادُ وأنت القصْدُ أجمعهُ

 

يَا مَنْ لَهُ كَرَمٌ يا مَنْ لهُ رُتَبُ

صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ ما طلعتْ

 

شمسُ النَّهارِ ومالَ الظلُّ يغترِبُ

دُعــاء

اللهُمَّ زِدْنا إيماناً وتمكيناً ويقيناً، ومعرفة بك وبنبيك المجتبى وتوفّنا على هديه. آمين يا أرحم الرّاحمين.

([1] ) بوّب البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان باب قول النبي r “أنا أعلمكم بالله”.

([2] ) العرق: هو العظم عليه بقية من اللحم.

   وأتعرّق العرق: أي آخذ عن العظم بقية اللحم بأسناني.

([3] ) معنى أُرجّل رأس رسول الله r اي أسرح شعره r.

([4] ) الحِجْر هو حضن الإنسان.

([5] ) الإزار هو الثوب الذي يغطي النصف الأسفل من الجسم.