الجمعة أبريل 19, 2024

الرُّوحُ جِسْمٌ لَطِيفٌ أَىْ لا يٌقبَضُ بِالْيَدِ، لا يَعْلَمُ حَقِيقَتَهُ إِلَّا اللَّهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الإِسْرَاءِ ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾. وَهُوَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، بَعضُ جَهَلَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ سَمَّوِا اللَّهَ رُوحًا وَهَذَا إِلْحَادٌ وَكُفْرٌ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ، وَقَدْ أَجْرَى اللَّهُ الْعَادَةَ أَنْ تَسْتَمِرَّ الْحَيَاةُ فِى أَجْسَامِ الْمَلائِكَةِ وَالإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْبَهَائِمِ مَا دَامَتِ الأَرْوَاحُ مُجْتَمِعَةً مَعَهَا، وَخَالَفَ فِى ذَلِكَ مُحَمَّدُ مُتْوَلِّى الشَّعْرَاوِى فَقَالَ إِنَّ الْبَهَائِمَ لا أَرْوَاحَ لَهَا، ذَكَرَ ذَلِكَ فِى كِتَابَيْهِ التَّفْسِيرِ وَالْفَتَاوَى وَهُوَ تَكْذِيبٌ لِلْقُرْءَانِ وَالْحَدِيثِ وَإِجْمَاعِ الأُمَّةِ. وَالرُّوحُ حَادِثٌ مَخْلُوقٌ لَكِنَّهُ لا يَفْنَى. وَالْمُؤْمِنُ التَّقِىُّ إِذَا مَاتَ وَبَلِىَ جَسَدُهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا عَجْبُ الذَّنَبِ يَكُونُ رُوحُهُ فِى الْجَنَّةِ أَمَّا شَهِيدُ الْمَعْرَكَةِ فَيَصْعَدُ رُوحُهُ فَوْرًا إِلَى الْجَنَّةِ. وَتَكُونُ أَرْوَاحُ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ أَىْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ الَّذِينَ مَاتُوا بِلا تَوْبَةٍ بَعْدَ بِلَى الْجَسَدِ فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَبَعْضُهُمْ فِى السَّمَاءِ الأُولَى أَمَّا الشَّهِيدُ الْعَاصِى فَيَصْعَدُ رُوحُهُ فَوْرًا إِلَى الْجَنَّةِ. وَتَكُونُ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ بَعْدَ أَنْ تَبْلَى أَجْسَادُهُمْ فِى سِجِّين وَتَبْقَى هُنَاكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسِجِّينٌ مَكَانٌ مُظْلِمٌ وَمُوحِشٌ فِى الأَرْضِ السَّابِعَةِ تُسَجَّلُ فِيهِ أَسْمَاءُ الْكُفَّارِ.