الثلاثاء أبريل 16, 2024

إطعامُه ﷺ خَلْقًا كثِيرًا مِن ولِيمةِ بِنائِه بزَينَبَ رضي الله عنها

473-        

وَفِـي بِنَائِـهِ بزَيْنَـبَ اطْـعَـمَا


 

خَـلْـقًا كَثِيْرًا مِنْ طَـعَامٍ قُدِّمَا


474-        

أَهْـدَتْ لَـهُ أُمُّ سُـلَـيْـمٍ رُفِـعَـا


 

مِـنْ بَيْنِهِمْ وَهْـوَ كَمَا قَدْ وُضِعَا


 







(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه (فِي) وَلِيمةِ (بِنَائِهِ) أي دُخولِه (بزَيْنَبَ) بنتِ جَحْشِ رضي الله عنها (أَطْعَمَا) ﷺ – والألِفُ للإطلاقِ – يومَئِذٍ (خَلْقًا كَثِيْرًا) دعاهُم (مِنْ طَعَامٍ)  حَيْسٍ([1]) فيهِ قَدْرُ مُدٍّ تَمرٌ (قُدِّمَا) إليه ﷺ – والألِفُ للإطلاقِ – وكانتِ الّتي (أَهْدَتْـ)ـهُ (لَهُ) والِدةُ أنَسٍ (أُمُّ سُلَيْمٍ) رضي الله عنهُما فـ(ـرُفِعَا) الحَيْسُ – والألِفُ للإطلاقِ – (مِنْ بَيْنِهِمْ) أي الآكلِينَ منه (وَهْوَ) أي الحَيسُ بَعدُ (كَمَا قَدْ وُضِعَا) أي فيهِ قَدْرُ مُدٍّ تَمرٌ.

رَوَى أبو يَعلَى في «المُسنَد» وأبو نُعيمٍ في «الدَّلائل» عن ثابتٍ البُنانيِّ قالَ: قُلتُ لِأنَسِ ابنِ مالِكٍ: أخبِرْنِي بِأعجَبِ شَىءٍ رَأيتَهُ قالَ: نَعَم يا ثابِتُ، خَدَمتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَشرَ سِنِينَ فَلَم يُعَيِّر عَلَيَّ فِي شَىءٍ أسَأتُ فِيهِ قالَ: فَأعجَبُ شَىءٍ رَأيتَ مِنهُ ما هُوَ؟ قالَ: إنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ لَمّا تَزَوَّجَ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ قالَت لِي أُمِّي: يا أنَسُ إنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أصبَحَ عَرُوسًا وَلا أرَى أصبَحَ لَهُ غَداءٌ فَهَلُمَّ تِلكَ العُكّة وَتَمرًا قَد رَمِدَ، فَجَعَلَت لَهُ حَيسًا فَقالَت: يا أنَسُ، اذهَب بِهَذا إلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وامرَأتِهِ فَلَمّا أتَيتُ النَبِيَّ ﷺ بِتَوْرٍ([2]) مِن حِجارةٍ فِيهِ ذَلِكَ الحَيسُ قالَ: «ضَعهُ فِي ناحِيةِ البَيتِ واذهَبْ فادْعُ لِي أبا بَكرٍ وَعُمَرَ وَعُثمانَ وَعَلِيًّا وَنَفَرًا مِن أصحابِهِ، ثُمَّ ادعُ لِي أهلَ المَسجِدِ وَمَن رَأيتَ فِي الطَّرِيقِ»، فَجَعَلتُ أتَعَجَّبُ مِن قِلّة الطَّعامِ وَكَثرة مَن يَأمُرُنِي أنْ أدعُوَ مِنَ النّاسِ، فَكَرِهتُ أنْ أعصِيَهُ فَدَعَوتُهُم حَتَّى امتَلَأ البَيتُ والحُجْرةُ، فقالَ: «يا أُنَيسُ هَل تَرَى مِن أحَدٍ»؟ فَقُلتُ: لا يا نَبِيَّ اللهِ، قالَ: «هَلُمَّ ذَلِكَ»، فَجِئتُ بِذَلِكَ التَّوْرِ إلَيهِ فَجَعَلتُهُ قُدّامَهُ فَغَمَسَ ثَلاثةَ أصابِعِهِ فِي التَّوْرِ فَجَعَلَ التَّوْرُ يَربُو([3]) وَيَرتَفِعُ فَجَعَلُوا يَتَغَدَّونَ وَيَخرُجُونَ، حَتَّى إذا فَرَغُوا أجمَعُونَ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ نَحوُ ما جِئتُ بِهِ قالَ: «ضَعْهُ قُدّامَ زَينَبَ»، فَخَرَجْتُ وَأَسْفَقْتُ بَابًا مِن جَرِيدٍ. قالَ ثابِتٌ: فَقُلتُ: يا أبا حَمزةَ كَم تَرَى كانَ الَّذِينَ يَأكُلُونَ مِن ذَلِكَ التَّوْرِ؟ قالَ أحسَبُهُ قالَ: واحِدٌ وَسَبعُونَ أوِ اثْنانِ وَسَبعُونَ.



([1])  هو طَعامٌ مُتَّخذٌ مِن تَمْرٍ وأَقِطٍ وسَمْنٍ، وقَد يُجعَلُ عِوَضُ الأقِطِ الدَّقِيقَ أو الفَتِيتَ.

([2])  إناءٍ يُشرَبُ فِيهِ.

([3])  أي يَنْمُو.