نصيحة:
كُن عبدَ اللهِ المظلومَ ولا تَكُن عبدَ اللهِ الظَّالمَ، فيومَ القيامةِ كلُّ
إنسانٍ يُعطى كِتابَه وهذا الكِتابُ لا يُغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها
فليَنظُرْ كُلٌّ ماذا يُقَدِّمُ لآخِرَتِهِ، بعضُ الناسِ اللهُ وَفَّقَهُم لا
يبيعونَ الآخِرَةَ لِأجلِ الدُّنيا ولكنْ يوجدُ أناسٌ يبيعونَ الآخرةَ لأجلِ
الدُّنيا، فأقولُ لهم: ما أهونَ أنْ يُعانيَ الإنسانُ الشِّدَّةَ في العَيْشِ
والفَقرَ والشَّغفَ والضَنْكَ والجُّوعَ وسُخرِيةَ النَّاسِ في مُقابَلَةِ أن
يُعَذَّبَ في نارِ جهنَّمَ ما أهونَ هذا مُقارنةً بذاك ولو أمضى حياتهُ على هذا
وبعدَ ذلك المعصِيةُ تجُرُّ المعصيةَ والواحدُ إذا عصى مرَّةً قد يَسهُلُ عليهِ
أنْ يعصِيَ مرَّةً، إذا صارَ يعصي مرَّةً بعدَ مرَّةٍ يجُرُّ إلى قلبِهِ
قساوةً وهذهِ القساوةُ قدْ تُسَهِّلُ
عليهِ أنْ يَقَعَ قي معاصٍ أكبرَ، ومَنْ يدري قد يجُرُّهُ هذا إلى خاتِمَةِ سوءٍ
والعياذُ باللهِ تعالى فلينظُرِ الإنسانُ ماذا يفعلُ ولأيِّ شيءٍ يُفني عُمُرَهُ
وجسدَهُ بأيشٍ يعملُ في دُنياه لأنَّهُ سَيَرى في الآخرَةِ نتيجةَ ما زرَعهُ في
الدُّنيا، اللهُ يُوَفِّقُنَا للخيرِ ويُبْعِدُنَا عنِ الشرِّ.
تَنْبِيْهٌ: لا يجوزُ ما يقولُه بعضُ السفهاءِ لشخصٍ ظلَمَهُ: اللهُ
يظلمُكَ، أو يقولُ لهُ اللهُ يظلمُكَ كمَا ظلمتني، فَمَنْ نسبَ الظلمَ إلى اللهِ
تعالى كفرَ، كمَا ذكرَ علماءُ المذاهبِ الأربعةِ لأَنَّ في ذلكَ تكذيبًا للقرآنِ
فقدْ قالَ تعالى: ﱡﭐﳥ ﳦ ﳧ ﳨﳩﱠ([1]).
دُعَاءٌ: اللهُمَّ جَنِّبْنَا الظُّلْمَ
وَالظَّالِمِيْنَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الظَّالِمِيْنَ يَا اللهُ.