مِنْ وَصَايَا سَيِّدِنَا الْمَسِيحِ
كَانَ مِنْ جُمْلَةِ وَصَايَا الْمَسِيحِ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ إِنَّهُ يَأْتِى بَعْدِى نَبِىٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ فَآمِنُوا بِهِ وَاتَّبِعُوهُ إِذَا ظَهَرَ وَكَانَ مِمَّنْ سَمِعَ وَصِيَّةَ الْمَسِيحِ وَاحِدٌ مِنَ الْجِنِّ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ أَخْبَرَ بِذَلِكَ جَمَاعَةً مِنَ الْبَشَرِ مِنَ الْيَمَنِ كَانُوا خَرَجُوا مِنْ بِلادِهِمْ وَنَزَلُوا بِأَرْضٍ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ اسْمُ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فِى الدُّنْيَا ظُهُورًا تَامًّا. ثُمَّ أَدْرَكَهُمُ الْمَبِيتُ بِالْبَرِّيَّةِ وَفِى ءَاخِرِ اللَّيْلِ سَمِعَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ الْجَعْدُ ابْنُ قَيْسٍ صَوْتَ هَاتِفٍ أَىْ صَوْتَ الْجِنِّىِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَى شَخْصَهُ يَقُولُ
أَلا أَيُّهَا الرَّكْبُ الْمُعَرِّسُ [أَىِ النَّازِلُ بِاللَّيْلِ] بَلِّغُوا إِذَا مَا وَقَفْتُمْ بِالْحَطِيمِ [مَكَانٌ فِى مَكَّةَ] وَزَمْزَمَا
مُحَمَّدًا الْمَبْعُوثَ مِنَّا تَحِيَّةً تُشَيِّعُهُ مِنْ حَيْثُ سَارَ وَيَمَّمَا
وَقُولُوا لَهُ إِنَّا لِدِينِكَ شِيعَةٌ [أَىْ أَنْصَارٌ] بِذَلِكَ أَوْصَانَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَا
وَهَذَا الْجِنِّىُّ كَانَ مُؤْمِنًا أَدْرَكَ الْمَسِيحَ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ وَسَمِعَ كَلامَهُ فَآمَنَ وَأَسْلَمَ. ثُمَّ عَرَفَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَاهَدَهُ وَءَامَنَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَهُ هَؤُلاءِ النَّاسُ الَّذِينَ كَانُوا مُتَوَجِّهِينَ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ لِأُمُورٍ دُنْيَوِيَّةٍ.
وَأَمَّا هَذَا الَّذِى سَمِعَ الْهَاتِفَ لَمَّا دَخَلَ إِلَى مَكَّةَ سَأَلَ عَنِ النَّبِىِّ حَتَّى دُلَّ عَلَيْهِ فَاجْتَمَعَ بِهِ وَءَامَنَ بِهِ وَأَسْلَمَ.
الأَسْئِلَةُ:
(1) مَا هِىَ وَصِيَّةُ سَيِّدِنَا الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلامُ لِأَتْبَاعِهِ الْمُسْلِمِينَ.
(2) هَلْ سَمِعَ أَحَدُ الْجِنِّ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ، مَنْ أَخْبَرَ بِهَا، أَيْنَ كَانَ هَؤُلاءِ الْبَشَرُ.
(3) مَا اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِى سَمِعَ صَوْتَ الْجِنِّىِّ الَّذِى كَانَ يُنْشِدُ.
(4) هَلْ تَحْفَظُ مَا قَالَ.
(5) مَاذَا فَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِى سَمِعَ الْهَاتِفَ.