مَسْئَلَةٌ: لَا يَجُوْزُ
اعْتِقَادُ أَنَّهُ يُخَفَّفُ عَنْ أَبِيْ لَهَبٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ شَيْئًا:
يزعمُ
البعضُ أَنَّ أبا
لهبٍ يُخَفَّفُ عنهُ عذابُ جهنمَ كلَّ يومِ اثنينِ لأَنَّه فرحَ بولادةِ رسولِ
اللهِ ﷺ
استنادًا إلى كلامٍ مرسلٍ ذكرَه البخاريُّ عنْ عروةَ وهذا نصُّه “قَالَ
عُرْوَةُ: وثُوَيْبَةُ مَوْلاةٌ لأبِي لَهَبٍ كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا
فَأَرْضَعَتْ النَّبِيَّ ﷺ
فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ قَالَ لَهُ
مَاذَا لَقِيتَ قَالَ أَبُو لَهَبٍ لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنّي سُقِيتُ
فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ“.اهـ فكمَا
هوَ واضحٌ وجليٌّ أَنَّ هذا ليسَ حديثًا نبويًّا، وإنما خبرٌ مرسلٌ أرسلَه عروةُ
ولم يذكرْ مَنْ حدَّثَه بهِ، وهوَ تكذيبٌ صريحٌ لقولِ اللهِ تعالى: ﱡﭐ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﱠ([1])،
وعلى تقديرِ أنْ يكونَ موصولًا فالذي في الخبرِ رؤيا منامٍ فلا حجةَ فيهِ، لأنها
ليستْ رؤيا نبيٍّ، فلا يُبنى على ذلكَ حكمٌ شرعيٌّ، وممنْ ردَّ هذهِ القصةَ
الواهيةَ الحافظُ ابنُ حجرٍ العسقلانيُّ: حيثُ يقولُ:”لكنَّه مخالفٌ لظاهرِ
القرءانِ قالَ اللهُ تعالى: ﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ([2])اهـ([3])،
وقدْ نقلَ القاضي عياضٌ الإجماعَ على أَنَّ أعمالَ الكفارِ لا تنفعُهم ولا يُثابونَ
عليها بنعيمٍ ولا تخفيفِ عذابٍ وإنْ كان بعضُهم أشدَّ عذابًا مِنْ بعضٍ”([4])اهـ وقالَ
القَسْطَلَّانِيُّ([5]):
“واستدلَّ بهذا على أَنَّ الكافرَ قدْ ينفَعُه العملُ
الصالحُ في الآخرةِ وهوَ مردودٌ بظاهرِ قولِه تعالى: ﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ،
لا سيَّما والخبرُ مرسلٌ أرسلَه عروةُ ولم يذكرْ مَنْ حدَّثَهُ بهِ وعلى تقديرِ أنْ
يكونَ موصولًا فلا يحتجُّ بهِ إذْ هوَ رؤيا منامٍ لا يثبتُ بهِ حكمٌ شرعيٌّ([6]).
دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيْمُ
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الذينَ سَبَقُوْنَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ
فِي قُلُوْبِنَا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنُوْا يَا اللهُ.