الجمعة نوفمبر 8, 2024

مَسْئَلَةٌ: لَاْ يَجُوْزُ أَنْ يُسَمَّىْ اللهُ كَنْزًا: وقد نُقِلَ كلامٌ نَسَبَهُ بعضُ الوَضَّاعِينَ وافترَوهُ على النَّبِيِّ ﷺ بِزَعْمِهِم أَنَّ ذَلِكَ حَدِيْثٌ قُدْسِيٌّ، وَمَا هُوَ إِلَّا كَلَامٌ مَكْذُوْبٌ على اللهِ تعالَى وعَلَى النبيِّ ﷺ وَذَلِكَ قَوْلُهُم: قَالَ ﷺ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: كُنْتُ كَنْزًا مَخْفِيًّا فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْرَفَ فَخَلَقْتُ خَلْقًا فَعَرَّفْتُهُمْ بِي فَعَرَفُونِي، فهذا حديثٌ موضوعٌ ذكَرَ أنَّه مَوضُوعٌ الحافظُ الزركشيُّ والعَسقلانيُّ والسيوطيُّ ومُلَّا علِيٌّ القَارِئُ. ومَعناهُ فاسدٌ لا يصِحُّ ولَفظُهُ مَوضُوعٌ فاسدٌ ومَنْ أَرادَ بهِ الاسمَ فَقدْ خالَفَ الآيةَ: ﭐﱡﭐ       ([1]) والكَنزُ اسمُ جمَادٍ وتسميةُ اللهِ بهِ تكذيبٌ للدينِ لأنَّ اللهَ لَا يُشبَّهُ بخلقِهِ، قالَ اللهُ تعالى: ﱡﭐ ومخفِيًّا اسمُ مَفعُولٍ أيْ غيرُه أَخفَاهُ، واللهُ هوَ المتَصرِّفُ في العَالَم كمَا يُريدُ ولا أَحدَ يتَصرَّفُ في اللهِ، وهذا مخَالِفٌ للنُّصوصِ القُرءانيّةِ ولَو ذكَرَه بعضُ مدعي التَّصَوُّفِ، فقد نقلَ شمسُ الدينِ السخاويُّ عنِ الزركشيِّ وابنِ حجرٍ العسقلانيِّ قولَهم: إِنَّه ليسَ مِنْ كلامِ النبيِّ ، ولا يُعرَفُ لهُ سندٌ صحيحٌ ولا ضعيفٌ([2]).اهـ وقالَ السيوطيُّ: لَا أصلَ لهُ([3]).اهـ وعبَّرَ في تدريبِ الراوي بلفظِ: “باطلٌ لَا أصلَ لهُ”([4]).اهـ

دُعَاءٌ: يَا اللهُ يَا مُتَعَال آتِنَا مَاْ وَعَدْتَنَاْ عَلَىْ رُسُلِكَ وَلَاْ تُخْزِنَاْ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ يَا اللهُ.



 سورة الأعراف / 180.([1])

 المقاصد الحسنة ص 521.([2])

 الدرر المنتثرة في الأحاديث المنتشرة للسيوطي ج 1 ص 163.([3])

 تدريب الراوي للسيوطي ج 2 ص 626.([4]