معنى العبادة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله. أما بعد المسلمُ يصدقُ بقلبِه يقينا وينطِقُ بلسانِه معترفًا أن لا معبودَ بحقٍ إلا الله أي لا أَحَدَ يَسْتَحِقُ أَنْ يُعْبَدَ إِلَّا الله وهذا معنى لا إله إلا الله. لا إله إلا الله أي الَّذِى يَسْتَحِقُّ أن يُعبد أي أَنْ يُتَذَلَّلَ لَهُ نِهَايَةَ التَّذَلُلِّ والتعظيم إِنَّمَا هُوَ اللهُ تَعَالَى الْخَالِقُ وَحْدَهُ. وَمَعْنَى الْعِبَادَةِ نِهَايَةُ التَّذَلُّلِ أي أقصى غاية التعظيم، فالمسلم لا يُعظمُ أحدًا كما يُعظمُ الله مع أنَ المسلمَ يُعظمُ الأنبياءَ والملائكةَ والأولياءَ لكن يعظمُهم إلى حدٍ يليقُ بهم ليسَ كتعظيمِ الله لأنَّ تعظيمَ الله مُطلق، هو أقصى غاياتِ التذللِ والتعظيم وهذا لا يَستحقُهُ أحدٌ إلا الله سبحانَه وتعالى فمن صرفَه لغيرِ اللهِ صارَ مُشركًا والعياذُ بالله. ومن فهم معنى العبادةِ كما فسرَها علماءُ الدين وعلماءُ اللغةِ عَلِمَ أنَ التوسلَ والتبركَ بالأنبياءِ والأولياءِ ليسَ عبادةً لهم لأن تعريفَ العبادةِ لا يَنطبِقُ على التوسل والتبرّك. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.