الجمعة مارس 31, 2023

مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” -128

 

معنى قول الملائكة “سبحانك” –تنزيه الله عن الجسمية والمكان

 

قال فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني غفر الله له ولوالديه ومشايخه

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدِنا محمدٍ طه النبيِّ الأميِّ الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه

وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا ضدّ ولا ندّ ولا زوجةَ ولا ولدَ له ولا شبيهَ ولا مثيلَ له ولا جسمَ ولا حجمَ ولا جسدَ ولا جثةَ له ولا صورةَ ولا أعضاءَ ولا كيفيةَ ولا كميةَ له ولا أينَ ولا جهةَ ولا حيّزَ ولا مكانَ له كان اللهُ ولا مكان وهو الآنَ على ما عليه كان فلا تضربوا لله الأمثال وللهِ المثلُ الأعلى تنزّه ربي عن الجلوسِ والقعود وعن الحركة والسكون وعن الاتصال والانفصال لا يحُلُّ فيه شىء ولا ينحلُّ منه شىء ولا يحُلُّ هو في شىء لأنه ليس كمثلِه شىء

مهما تصورتَ ببالك فاللهُ لا يشبه ذلك ومن وصفَ اللهَ بمعنى من معاني البشر فقد كفر.

وأشهدُ أنّ حبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعيُنِنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه وخليلُه صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّمَ وعلى جميعِ إخوانِه من النبيين والمرسلين ورضي الله عن جميع الأولياء والصالحين.

 

كل واحد منكم يستطيع أنْ ينشر هذا الدرس عن طريق اللينك أو ما شابه، لا تقصّروا لأنّ الجهل عمّ وطم ولأنّ العلمَ قلَّ ونَدُرَ بين الناس وأكثرُ الناس اليوم جهال، فأنتم ينبغي أنْ تعملوا على نشر العلم وهذا لا نستحي منه، أصلًا نحن لا نقبض المال لا على الأعداد الكبيرة التي عندنا في الموقع ولا نضع دعايات في صفحتِنا تجارية مالية للمؤسسات الدولية وقد طُلِبَ منا ذلك وعُرضَ علينا من عدة مؤسسات فلم نفعل، ولا نأخذ مالًا لا من جهة إعلامية ولا من جهة تتعلق بهذه المنصّات أو المؤسسات أو ما يسمى الفيس بوك أو ما شابه، نحن لا نقبض فلسًا واحدًا ما أخذْنا، لأيّ شىءٍ إذًا نعمل دعاية؟ للخير، نحن نعمل دعاية لنشر العلم وهذا شىء لا نخجل منه، بعض الناس يعملون دعايات للكفر والضلال والفسق والفجور للمجون لنشرِ الإشراك والضلالة والتشبيه والتجسيم كهؤلاء المشبّهة لهم مئات المواقع إنْ لم يكن آلاف وعشرات الفضائيات وينشرون الكفر والضلال في الدنيا ولهم دول تساعدُهم ومؤسسات تُعطيهم ولهم جهات تُغدِق عليهم الأموال.

نحن توكُّلُنا على الله لا نقبض من جهة ولا من دولة ولا من مؤسسة، نحن كما قال الشيخ رضي الله عنه وأرضاه “لو كان معنا المال لرأوْا منا العجب”.

لا تخجلوا أنْ تنشروا العلم، بعض الناس يعمل دعايات للفساد أنتم اعملوا دعايات للإصلاح، بعض الناس يعمل دعايات للكفر أنتم اعملوا دعايات للإيمان والإسلام، بعض الناس  يعملونَ دعايات للجهل والضلالة أنتم اعملوا دعايات للعلم والهداية.

لذلك لا تخجلوا ادعوا غيرَكم شجّعوا غيرَكم أدخِلوا غيرَكم إلى الموقع ليحضر معكم يعظُم لكم الأجر والثواب والخير والبركة.

ثم مجلس العلم روضةٌ من رياض الجنة، فلا تقصّروا إخواني وأخواتي اعملوا على دعوةِ الناس وتذكيرِهم وتشجيعِهم وتحميسِهم وترغيبِهم وعلى نشر هذا الموقع إلى مواقع أخرى وإدخال مواقع إلى هذا الموقع ليصير الدرس في منصّات مواقع كثيرة فيستفيد عدد أكبر من الناس.

وقد بلغَنا ولله الحمد والمِنّة والفضل ولله الثناء والشكر أنّ عددًا من الناس دخلوا في الإسلام وبعض المشبهة المجسّمة هم كتبوا لنا وأسماؤُهم عندنا قالوا نحن كنا على الكفر كنا مشبّهة كنا مجسمة تشهّدنا أسلمْنا اعتقدْنا التنزيه، وبعض الناس كانوا على أديانٍ كفرية دخلوا في الإسلام، وكثير من الناس يقولون كنا لا نسمع ولا نعرف هذا العلم الآن نحن نحضرُ كلَّ يومٍ معكم وهذه الرسائل تأتينا على الخاص وعلى الموقع.

ينبغي أنْ لا نخجل، من أي شىءٍ نخجل ونحن ننشر العلم؟

نحن ما عندَنا أغلى من جواهر الأرض وأنفَس من كلّ أنواع المجوهرات وأغلى من كلّ اليواقيت والماس والدرر واللؤلؤ، ما عندنا أغلى من كلّ ذلك وهو عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو العلم والنور والهداية ومذهب أهل السنة والجماعة فلا نخجل بل على رؤوس الأشهاد وفوق رؤوس الأعلام ننادي بأعلى أصواتِنا أنْ هلُمّوا إلى مجالس العلم وإلى رياض الجنة.

هنا كُتبَ على هذا كرسي الكتاب “مجلس علمٍ روضة من رياض الجنة” إذًا نحن لا نخجل من أنْ ننشرَ العلم لذلك تَداعَوا بارك الله بكم ونبدأ  بمجلسنا متوكلين على الله مخلصين له عز وجل

 

جبريلُ ينادي في السماء بين الملائكة

(جبريل عليه السلام هو رئيس الملائكة وأفضل الملائكة وهو أعلى الملائكة رتبةً وهو أفضل الملائكة درجةً شأنًا منزِلةً واللهُ قال في القرآن عنه {مُطاعٍ ثَمَّ أمين}-سورة التكوير/21-

مُطاع بين الملائكة له طاعةٌ عليهم لأنّه المقَدَّم فيهم والرئيس عليهم. وجبريل عليه السلام له عدة وظائف، وجبريل والملائكة أجسامٌ نورانية اللهُ خلقَهم من نور ليسوا ذكورًا ليسوا إناثًا لا يأكلون لا يشربون لا ينامون لا يتعبونَ من طاعة الله يعملون الليل والنهار ولا ينامون، الله يقول في القرآن {وهم بأمرِه يعلمون}-سورة الأنبياء/27-

والملائكة عليهم السلام لا يتزوّجون لا يتناكحون. لهم أرواح ولهم إرادة ولهم عقول.

بعض الملاحدة حتى من أدعياء المشيخة قال والعياذ بالله تعالى الملائكة لا إرادةَ لهم، وهذا تكذيبٌ للقرآن، كيف يعملون؟

الله يقول {وهم بأمرِه يعملون}-سورة الأنبياء/27- يطيعون يعني لهم إرادة.

وقال تعالى {لا يعصُونَ اللهَ ما أمرَهم ويفعلونَ ما يؤمَرون}-سورة التحريم/6-

الملائكة لهم إرادة لكنْ لا يختارونَ إلا الطاعةَ بمشيئةِ الله ولهم تدبيرٌ جُزئي في الكونِ والعالم في بعض الأعمال الله وظّفَهم كلّفَهم، الله يقول في القرآن الكريم {فالمدَبِّراتِ أمرًا}-سورة النازعات/5- أما التدبيرُ المُطلَق الشامل لكلّ الكون والعالم ولكلّ هذه المخلوقات فهذا لله عز وجل، هو المدبّر لجميع المخلوقات سبحانه وتعالى.

ثم تدبيرُ الملائكة هو عملٌ يعملونَه الله يمكّنُهم منه وهو بخلق الله وبقدرةِ الله بأمرِ الله لهم، هم لا يخلقونَ شيئًا، عقيدة أهل السنة أنّ الملائكة عليهم السلام لا يخلقونَ شيئًا لا يُبرزونَ شيئًا من العدم إلى الوجود، كما عقيدة أهل السنة في الأنبياء والأولياء أنهم لا يخلقونَ شيئًا.

فنحنُ نعتقد أنّ الأنبياء والأولياء والملائكة الله جعلهم أسبابًا لنفع العباد لكنهم لا يُبرزون شيئًا من العدمِ إلى الوجود لا يخلقون، إنما الله تعالى هو خالقُ كلِّ شىء.

هذه هي عقيدةُ أهل السنة، فتدبير الملائكة هو تدبيرٌ جزئي لبعض الأعمال بخلقِ اللهِ فيهم واللهُ هو الذي أقدَرهم على ذلك.

فتدبيرُ الملائكة ليس كتدبير الله للعالمِ والمخلوقين حاشا، بل مَن جعل تدبير الملائكة كتدبيرِ الله تعالى هذا أشركَ بالله لأنّه شبّه فِعلَ اللهِ تعالى بعمل الملائكة والله ذاتُه لا يشبهُ الذوات وفعلُه لا يُشبِهُ الأفعال وصفاتُه لا تشبهُ الصفات. الله تعالى ليس كمثله شىء.

فإذًا يجب اعتقاد أنّ الملائكة عليهم السلام لهم إرادة، الله يقول في القرآن {قالوا سبحانَك لا علمَ لنا إلا ما علّمْتَنا إنك أنت العليمُ الحكيم}-سورة البقرة/32-

وقال تعالى إخبارًا عن الملائكة عليهم السلام أنهم قالوا {ونحنُ نسبِّحُ بحمدِكَ ونقَدِّسُ لك}-سورة البقرة/30- هذا كلُّه يدلُّ على أنهم لهم اختيار ولهم إرادة وأرواح ولهم عقول ليسوا جمادات وليسوا كالريحِ التي تنتقل بتصريف الملائكة بأمرٍ من الله بخلق الله ومشيئتِه، هم الملائكة يصرِّفونَ الريح بأمر الله فهل يكونون هم كالريح بلا إرادة؟

الريحُ ليس له إرادة أما الملائكة لهم إرادة هل يجوز أنْ يكون الملائكة كالورقة التي تتقاذفها الرياح يَمْنةً ويَسرة؟

الورقة لا إرادةَ لها وأوراق الشجر تتساقط لا إرادةَ لها والأوراق التي على الشجر لا إرادة لها، هل يجوز أن يكونَ الملَك كورق الشجر أو كأي ورقةٍ تتقاذفها الرياح يَمنةً ويسرة؟ هذا لا يجوز ولا يقولُه عاقل.

فإذًا الملائكة كلُّهم أولياء كلُّهم على دين الإسلام كلّهم على الإيمان يعتقدون أركان الإيمان الستة ويُنزّهون الله عن الجسم وعن الجهة وعن القعود وعن المكان، حتى الملائكة يعتقدون الله موجود بلا مكان.

أما هؤلاء الوهابية لا يعتقدونَ عقيدةَ الملائكة ولا عقيدةَ الأنبياء ولا عقيدةَ السلف ولا عقيدة الخلف ولا يعتقدونَ عقيدة المسلمين بل المشبهة المجسمة الوهابية ومَن كان على شاكلتِهم يجعلونَ اللهَ جسمًا ضعيفًا محتاجًا قاعدًا على العرش وما كان له مكان فهو محتاج للمكان.

يقولون عن أهل السنة: تقولون الله موجود بلا مكان ليس جسمًا ليس حجمًا لا مكان له لا يسكن السماء  لا يجلس على العرش –على زعمِهم يقولون- فقد نفَيتم ربَّكم.

هذا الذي يقولونه من جهلِهم، هؤلاء الوهابية هذا حالُهم، هم لا مع أهل السنة ولا من السلف ولا من الخلف، هم مشبهة مجسمة شبّهوا اللهَ بخلقِه.

بلَغني الآن أنهم رأوا مقطع فيديو لي أقول فيه الله موجود بلا مكان ليس له بداية ليس له نهاية لا يسكن السماء لا يحُلّ في الفضاء لا يجلس على العرش ليس حالًّا في الجنة، كتبوا عليه قالوا هذا تعطيل وإنكار لوجود الله، انظروا إلى جهلِهم.

يقال لهم: أيها الوهابية أيها المشبهة المجسمة يا مَن تنقلبونَ فيما تعتقدونَه دينًا بين لحظةٍ ولحظة كما تُوَجِّهُكم السياسة، تتخلَّونَ عن دينِكم وعقيدتِكم وأحكامكم في لحظة مثل الجورب يُقلَب وجه وقفا بلحظة أنتم هكذا.

فأقول لكم إذا قلتم أنّ عقيدة أهل السنة في تنزيه الله عن المكان والقعود والجلوس والحجمية تكونُ إنكارًا لوجود الله وتكونُ نفيًا لوجودِ الله –على زعمِكم- أسألُكم هذا السؤال: قبل أنْ يخلقَ السماء والأرض والفضاء والعرش والجنة والنار على زعمِكم هل كان قاعدًأ على العرش قبل العرش؟ ستقولون لا، فعلى قولِكم هذا الكاسد الفاسد يلزمُكم أنتم تكونوا نفيْتم ربَّكم لأنكم تعتقدونَه جسمًا قاعدًا على العرش قبل أنْ يخلق العرش على زعمِكم أين كان؟ ماذا ستقولون؟ تقولون بلا مكان؟ يعني رجَعتم إلى قولِنا، أهل السنة يقولون كما كان قبل خلق المكان بلا مكان وهذا ليس نفيًا لوجوده وليس تعطيلًا لوجود الخالق فهو بعد أنْ خلق المكان والعرش ما زال بلا مكان كما كان قبل خلق المكان وهذا ليس نفيًا لوجودِه.

يلزمُكم أن تكونوا على زعمِكم العرش أزليّ مع الله وهذا إشراك، إذا قلتم هو قاعد على العرش وجالس على العرش وحقيقة على العرش وبذاتِه على العرش يلزمُكم على هذا القول أنْ تقولوا العرش أزلي كما أنّ الله أزلي ليكون عليه، وهذا إشراك لأنّ هذا يكونُ تكذيبًا لقولِ الله تعالى {هو الأولُ والآخر}-سورة الحديد/3- وأنتم تقولون كذبَ القرآن حيثُ قال هو الأولُ والآخر بل العرشُ أولٌ وآخرٌ معه ليجلسَ عليه، هذا على عقيدتكم ودينكم الباطل.

فإذًا تقولون الله معه شريك في الأزلية وإلا كيف يكون جالسًا على العرش على زعمِكم؟ فإنْ قلتم بعد أن خلقَ العرش جلس عليه يقال لكم إذًا كان قبل خلق المكان بلا مكان وهذا لا تعتبرونَه نفيًا لوجودِه، فيقال لكم كما كان قبل خلق العرش والسموات بلا مكان وهذا ليس نفيًا لوجودِه بعد أنْ خلقَ العرش والسموات والفضاء والأماكن ما زال بلا مكان وهذا ليس نفيًا لوجودِه، أما على قولِكم جعلتُموه مُنتقِلًا من بلا مكان على زعمكم إلى المكان وهو العرش، وهذا تغيّر، والمتغير عاجز ويحتاج لمن يغيّره والتغيّر دليل الحدوث، إذًأ جعلتم الله عاجزًا ضعيفًا حجمًا مخلوقًا هناك مَن يتصرف فيه هناك مَن يقهرُه ومَن يُغيّرُه، وما أبشعَ هذه العقيدة حيثُ جعلتُم اللهَ مجعولًا لجاعل، ما أبشع هذه العقيدة حيث جعلتم اللهَ ضعيفًا محتاجًا هناك مَن يتصرف فيه ويغيّرُه رغمًا عنه على زعمِكم، وهذا لا يقوله إلا كافر.

 يقولون الله بلا مكان؟ نفيتم ربّكم، كيف يكون نفيًا له أيها الأغبياء الجهَلاء العميان الحمقى، قبل المكان كان بلا مكان، أم تقولون المكان أزلي معه؟ -وهذا إشراك- أم تقولون لا المكان ليس أزليا لكنْ هو مخلوق كما أنّ المكان مخلوق ليكونَ في المكان، وهذا كفرٌ عجيب. فإنْ أردتم أنْ تهربوا من الكفر ادخلوا في الإسلام وتشهّدوا اعتقدوا التنزيه وعقيدة أهل السنة وأنّ الله لا مكان له وتشهّدوا، لا يكون الهروب من كفر إلى كفر آخر، هذا يكون والعياذ بالله تعالى تقلّب في الكفر والضلال من كفر إلى كفر لأنكم إما أنْ تقولوا العرش أزلي كما أنّ الله أزلي ليكون عليه وهذا إشراك، أو أن تقولوا هو مخلوق كما أنّ العرش مخلوق وهذا كفر.

أين المفر؟ لا مفرّ لكم، من الذي نفى وجودَ الله؟ أنتم نفيتم الله واعتقدتم أنّ هذا الجسم الذي تتخيّلونَه هو الله، الله ليس جسمًا لا يوجد جسم جسد متصف بالإرادة والحياة والقدرة والعلم قاعًدا فوق العرش، يا حسرَتكم ويا خيبَتكم نفيتُم اللهَ وعبدتُم جسمًا متَخَيَّلًا.

لذلك قال عنكم الرازيُّ أنتم عبَدةُ الصوَرِ والخيال. تخيّلتم جسمًا قاعدًا فوق العرش لا وجودَ له وعبدتُموه، فمن الذي نفى الله وأنكرَ وجودَ الله؟ أنتم، من الذي عبدَ الجسم؟ أنتم، من الذي وصف الإلهَ بالاحتياجية؟ أنتم، من الذي وصف اللهَ بالحدوث؟ أنتم، من الذي وصفَ اللهَ بالتغيّر؟ أنتم، من الذي جعلَ اللهَ محتاجًا للعرشِ والمكان؟ أنتم، من الذي جعل العرشَ أزليًّا مع الله ليكونَ عليه؟ أنتم، من الذي قال الله مخلوق كما أنّ المكان مخلوق ليكونَ فيه؟ أنتم، رأيتم أين أنتم؟ وعلى ما أنتم؟

أما أهلُ السنةِ والجماعة فقد حفظَهم الله ووفقهم وهداهم ونوّر قلوبَهم وأبصارَهم وبصائرَهم وفهّمَهم الأدلة فقالوا بالتنزيه والتوحيد وجمعوا بين الآياتِ المحكمات والمتشابهات فلم يقعوا في التناقض والتضارب بل ردّوا الآيات والأحاديث المتشابهة إلى الآيات المُحكمات فوفّقوا بينَها كما أمرَ الله وقال عن الآيات المحكمات {هنّ أمُّ الكتاب}-سورة آل عمران/7-

السنيّ يقول: كما كان قبل خلق العرشِ والسموات والفضاء والأماكن والأرض والجهات بلا جهةٍ ولا مكان وهذا ليس نفيًا لوجودِه هو ما زال بعد أنْ خلقَ الأماكن والجهات والعرش والسموات والأرض والفضاء ما زال موجودًا بلا مكان وهذا  ليس نفيًا لوجودِه.

هذا جوابٌ بالأدلةِ العقلية على وجهِ السرعةِ والعُجالة للردِّ على هذا الفيديو الذي عملتموه ولا يستحقّ أن يُذكَرَ ذكرًا لكنْ لتحصينِ الناسِ من جهلِكم.

فعقيدةُ أهلِ السنةِ هي الموافقة للكتاب والسنةِ والإجماع، أما أنتم موافقونَ لليهود والبوذ والمجوس والهندوس والسيخ والمرتدين والمشركين والكافرين لأنكم عبدتم جسمًا وهؤلاء يعبدونَ أجسامًا، ما الفرق بينكم وبينَهم؟ أنتم تعبدونَ خيالًا وجسمًا وهم يعبدونَ أجسامًا، هذا يعبد بقرة هذا يعبد كلبًا هذا يعبدُ جحشًا هذا يعبد صنمًا هذا يعبدُ شمسًا هذا يعبد النار ذاك يعبد الحية وأنتم تعبدونَ جسدًا تخيّلتموهُ قاعدًا فوقَ العرشِ لا وجودَ له، يا حسرتَكم.

عابد الشمس أخوكم في الكفر يكسرُكم، أنتم تقولون الله جسم وجسد وقاعد على العرش وهذا عابدُ الشمس كافر مشرك كما أنتم هذا لو ناظرَكم وناظرْتموه يكسِرُكم يقول لكم أنتم تعبدون جسمًا مُتوَهَّمًا مُتَخَيَّلًا فوق العرشِ لا وجودَ له لا أنتم رأيتموهُ ولا نحنُ رأيناه ولا شهدتُم له نفعًا ولا شهِدنا له نفعًا هنا تخرسون. عابدُ الشمس يقول لكم معبودي أنا أراه وأنتم ترَوْنَه، معبودي وهو الشمس يقول لكم ينفع البهائم وينفع الهواء والماء والنباتات والبشر والناس عندما ينطلقون في ضوء الشمس، أما أنتم تعبدونَ خيالًا جسمًا مزعومًا لا وجودَ له، ماذا ستقولون لأخيكم عابد الشمس؟ ستخرسون.  

أما السني فيقول لكم وله: كل ما كان جسمًا لا يستحقُّ العبادة لأنه محتاجٌ إلى مَن أوْجَدَه والشمسُ لا إرادةَ لها محتاجة إلى مَن أوْجَدها وجعلها بصفة الحرارة بشكل الاستدارة تتغير تقوى تضعُف تذهب تجيء تُشرق تغيب، هذا دليل الحدوث فهي محتاجة إلى مَن أوْجَدها لا هي أوجَدَت نفسَها ولا أوْجَدتها شمسٌ أخرى ولا أوجَدها مخلوقٌ آخر وهي بلا إرادة ولا علم ولا قدرة فلا تستحق العبادة، وهي متغيرة وضعيفة ولها بداية ولها نهاية، وهذا كلُّه مستحيلٌ على الإله.

والسنيُّ يقول: نحنُ نعبدُ الخالق الواحد الأحد الأزلي الأبدي الذي ليس جسمًا لا كالشمس ولا جسمًا كالخيال مُتوَهَّم على العرش لا نعبدُ جسدًا لا نعبدُ صورةً لا نعبدُ خيالًا، نعبدُ اللهَ الذي ليس كمثلِه شىء القادر على كل شىء الذي أوجَد كلَّ هذا العالم ولا يشبهُ شيئًا من العالم بوجهٍ من الوجوه، موجودٌ بلا مكان.

أما أنت يا عابدَ الشمس جعلتَ لمعبودِك مكانًا وتتغير وهذا دليلُ العجز، وأنتم أيها الوهابية جعلتُم لمعبودِكم مكانًا وهو العرش فأنتم وعابد الشمس سواء.

أما السنيُّ فيقول اللهُ  ليس جسدًا ليس جسمًا ليس له مكان لا في العرش ولا في الفضاء كالشمس وليس له بداية كالشمس وكالعرش وليس له نهاية كالفضاء والشمس فالخالقُ الذي نعبدُه والذي يعبُده الأنبياء والملائكة والأولياء والصحابة وآل البيت وكل سنيّ منزِّه هو الله الذي ليس كمثلِه شىء.

ماذا ستقولون أيها المجسمة المشبّهة لإخوانِكم عبّاد الشمس؟

ثم أنتم تعبدون شيئًا تخيّلتموه قاعدًا فوق العرش يعني أنتم عبدَة الخيال والجسم والشكل والصورة مَن يحتاج إلى المكان، وعابد الشمس يعبدُ محتاجًا، وهذا الخيال تخيّلتموه على العرش، وهذا عابد الشمس الذي يعبدها لها مكان وعابد الكلب يعبدُ مخلوقًا وله مكان وله بداية وله نهاية، وعابدُ الشيطان كذلك يعبُد محتاجًا ويعبدُ شيئًا له مكان وشيئًا له بداية وله نهاية، إذًا أنتم وعبّاد الأصنام والأوثان وكلّ المشبهة وكل أهل الشرك والضلال تُشبهون بعضَكم من نواحي أو من بعضِها أو من كثيرٍ منها، وأما السنيُّ فهو الموفَّقُ للدليل ولفَهمِ التوحيدِ والعقيدة.

ماذا يقول هؤلاء الأغبياء الوهابية؟ كيف تقولون الله موجود بلا مكان كيف تقولون ليس جسمًا لا يُتصَوَّرُ في العقل لا يجلس على العرش لا يسكن السماء نفيْتم ربَّكم؟

أسألكُم هذا السؤال: إذا زعمتم أنه لا يصحُّ الإيمانُ بالشىءِ إلا بعدَ أنْ يُتصوَّرَ بالعقل فأجيبوا عن هذا السؤال، هل تستطيعون أن تتصوّروا أرواحَكم في أجسادِكم؟

مَن منكم يستطيع أنْ يتصوّر روحه في جسدِه؟ الروحُ شىءٌ مخلوق ولا تستطيع أنْ تتصوّرَه وأنت تقول كيف تقولون الله لا يُتصوَّر بالعقل موجود بلا مكان نفيتم ربَّكم على زعمِكم، تقولون يُتصوَّر في العقل وتُثبتون له المكان والقعود والجلوس والتحيّز كي تقولوا على زعمِكم يصحّ أنْ يُؤمَن به ويُصَدَّقَ بوجودِه، هذه قاعدة شيطانية كفرية ما أحد سبقَكم إليها من العالمين.

الروح تصدّقون بوجودِها ولا تستطيعونَ تخيُّلَها، فإنْ قلتم لا يقال لكم كيف تريدون أن تتصوّروا الخالق؟ كيف تقولون لا نؤمن بالله لأنه لا يُتصوَّر في العقل وموجود  بلا مكان وهذا يكون نفيًا لوجودِه؟

يقال لكم الروحُ موجودة ولا تستطيعونَ تصوُّرُها في عقولِكم تُقِرّون بها أم لا؟

فإن قلتم بلى قيل لكم كيف صدّقتم بوجودِها وأنتم لا تستطيعون تصوّرَها، وكيف تقولون اللهُ تعالى يُتصوَّر وجسم وحجم وقاعد وجالس؟ ما هذا التذبذب والتناقض؟

وإذا نفيْتم وجود الروح فعلى زعمكم يلزَمُكم أنْ تكونوا كالجدار، مَن كان حيًّا منكم وفيه الروح ولا يصدّق بوجود الروح فيه لأنه  لا يستطيع أنْ يتصوّرَها يعني جعلتم أنفسَكم كالجدران وكالحجر الذي يُطحَن ولا يتألم هل تقبلونَ بذلك؟

إذا وُضعَت الآلات الحديدية في عيونِكم كالإبرة المِخيَط إذا أُدخِلَ في عيونِكم تُحسّون أم لا تُحسّون؟ فإنْ قلتم نُحسّ نقول لأنّ الروحَ فيكم وأنتم لا تستطيعونَ تصوّرَها فكيف صدّقتم بوجودِها مع عدم تصوّرِكم لها؟

وأما وجودُ الله فتُنكرون وتَنفُون وتُعطّلون وتُشبِّهون وتُجَسِّمون وله المكان تُثبِتون وله الاحتياج تُقرّون، وهذا من أصرح الصريح في الكفر.

 من منكم بزعمِكم يستطيع أنْ يتجرأ أن يقول إن الله تعالى يسكن السماء ويجلس على العرش وتتصوّرونَه بعقولِكم فتصفونَه بزعمِكم شكلُه مربع مخمّس مسدّس مسبَّع مثَمَّن صغيرًا حجمًا كبيرًا حجمًا إلى أيّ جهتي العرش هو أقرب أم هو في الوسط أم نصفُه في العرش ونصفُه في الفراغ؟ أم هو قاعدٌ كلُّه على العرش؟ ما هذا؟

إذا أردتم التصوّر هذا التصوّر وهذا لا يقولُه إلا كافر، أما المسلم يقول ليس كمثلِه شىء، المنزِّه يقول اللهُ موجودٌ بلا مكان.

الله يقول في القرآن {الخالقُ البارىءُ المصوِّر}-سورة الحشر/24- أما على عقيدتِكم صار المخلوقُ المبروءُ المُصوَّر وهذا من أصرح الصريح في الكفر.

فإذًا هذا الذي تزعمونَه وتردّونَ على أهل السنة وتقولون كيف تقولون بلا مكان ليس جسمًا ليس حجمًا ليس جسدًا ليس له صورة ولا هيئة لا يسكن السماء ولا العرش ولا الفضاء ولا الجنة ليس حالًّا في الأشخاص على زعمِكم هذا يكونُ نفيًا لوجودِ الله، أرجِعْ بكم إلى السؤال الأول: كما كان قبل خلقِ المكانِ بلا مكان وهذا ليس نفيًا لوجودِه ما زال بعد أنْ خلقَ المكانَ بلا مكان وهذا ليس نفيًا لوجودِه.

فإنْ أصرّيتُم على الكفر فيلزَمُكم أنْ تقولوا على زعمكم العرشَ أزلي كما أنّ اللهَ أزلي، وهذا إشراك لأنّ اللهَ قال {هو الأولُ والآخر}-سورة الحديد/3- وأنتم تقولون كذب الله لأنّ العرش أزلي معه، وهذا شرك وكفرٌ صُراحٌ بَواح، أو أن تقولوا الله مخلوق كما أنّ العرشَ مخلوق ليكونَ مخلوقًا في مخلوق وهذا من أصرحِ الكفر أيضًا، ماذا يبقى لكم؟  لا شىء.

أسلِموا وادخلوا في مذهبِ أهلِ السنةِ اتركوا الكفر واعتقدوا التنزيه تشهّدوا وأسلِموا قبل أنْ تموتوا على الكفر فتخلَّدوا في جهنم مع إبليس وفرعون وهامان مع الشياطين العفاريت وهؤلاء الذين يمشون معكم مخدوعون بكم أنتم أيها الناس أيها المخدوعون بالوهابية أفيقوا انظروا إليهم كيف بين ساعةٍ وساعةٍ يتقلّبون من حكم إلى حكم من عقيدة إلى عقيدة من تحليل إلى تحريم من تحريم إلى تحليل حسب المُعطيات السياسية، هذا هو دينُهم تشبيهٌ وتجسيم لعبٌ وألوان.

أفيقوا أيها الناس تمسّكوا بأهل السنة والجماعة لا بالمشبهة ولا بالمجسّمة.

فالملائكة عليهم السلام يعتقدون أنّ اللهَ تعالى موجودٌ بلا مكان، نحن من هذه النقطة انطلَقنا أما المشبهة فلا يعتقدون عقيدة الملائكة ولا الأنبياء ولا الأولياء ولا الصحابة ولا الآل ولا السلف ولا الخلف.

إذا قيل لكم كيف؟ تقولون الأنبياء والملائكة يقولون الله موجود بلا مكان؟

الله يقول إخبارًا عن الملائكة في القرآن {قالوا سبحانك}-سورة البقرة/32-

ما معنى سبحانك؟ أنتم يا مشبهة مجسمة تفهمون اللغة العربية؟

معنى سبحانك: تنزّهتَ، تنزيه، والسّبحُ في لغةِ العرب التباعد يعني باعِدْ ربَّك عن كلّ ما لا  يليقُ به من صفاتِ المُحدَثين والأجسامِ والمخلوقين والمكان والجهة والحيّز والقعود والجلوس والتغيّر والتبدّل والتطوّر والإحساس والشعور واللذة والألم والانفعالات، هذه الكلمة من قول الملائكة تعطينا كل هذا المعنى.

ارجعوا إلى معاجم اللغة العربية ما هو السَّبحُ في لغةِ العرب؟ يعني التباعد، يعني نزِّه ربَّك باعِدْ ربَّك عما لا يليقُ به.

ثم سيّدُ الخلائقِ والعالمين محمد صلى الله عليه وسلم ما كان وهابيًّا حاشاه، أنتم متى جئتم ورأسُكم متى ظهر؟

 (أنتم دُخلاء بعض الناس يقولون جلَب يعني الإنكليز استوردَكم جئتم من وراء البقر والحمير إلى مكة مُعتدين ظالمين)

مفتي مكة الذي رأى الفظائع والبشائع والعجائب والغرائب من أفعالِكم وأرّخَها وألّف كتاب أمراء البلد الحرام، انظروا ماذا يقول فيه كيف يقول عن أسلافِكم كيف داسوا المصاحف وكيف داسوا على البخاري ومسلم كيف داسوا على كتاب الله في الشوارع والطرقات كيف ذبحوا الناسَ في المساجد وهم في الركوعِ والسجود.

ارجعوا إليه الكتاب مطبوع.

مفتي مكة السيد أحمد بن زيني دحلان مفتي الشافعية في مكةَ المكرمة أيام السلطان عبد الحميد رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة.

يقول أيضًا مفتي مكة في الدرر السنيّة في الرد على الوهابية “وكان هلاكُ الخبيث –رأسهم الذي ظهر- 1206 للهجرة، فكيف تكونون سلفًا؟

أنتم تعرفون ماذا يعني سلف إن كان عقيدةً أو زمانًا؟؟؟

أنتم لا في العِير ولا في النفير، أنتم في التكفير والتنفير والتفجير.

لذلك انتبهوا أنتم لستم من السلفية ولا من السلف لا زمانًا ولا مُعتقَدًا، السلفُ هم أهلُ القرونِ الثلاثةِ الأولى يعني أول مائة سنة التي كان فيها الرسول صلى الله عليه وسلم والمائة الثانية والمائة الثالثة.

ورد في الحديث قال صلى الله عليه وسلم [خيرُ القرونِ قرني ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم]

أنتم من أين أتيتم إذا كان رأسُكم مات يقول “وكان هلاك الخبيث سنة 1206 للهجرة” ارجعوا إلى الكتاب مطبوع عشرات المرات في سوريا في تركيا في السودان في اليمن.

يعني أنتم لستم سلف لا زمانًا ولا مُعتقَدًا. إذا كان زعيمُكم ابن تيمية مؤسس هذه البدعة العقائدية التي هي من عقائد أهل الأهواء والبدَع المكذّبة للقرآن مات في القرن السابع الهجري، 627 يعني هل هو عاصر أبو بكر الصديق؟

هذا الأمر العجيب لا تستحون منه، أنتم عقيدتُكم مُستَحدَثة أما نحن أهلُ السنةِ والجماعة الأشاعرة والماتريدية سندُنا في عقيدتِنا منا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالإسناد المتصل المتسلسل مع الأدلة القرآنية والحديثية والإجماعية والأدلة العقلية، كلّ ذلك عندنا.

أما أنتم ماذا عندَكم؟

لذلك ينبغي أنْ ننتبه، الملائكة قالوا سبحانك تنزّهتَ يا الله، سبحانَك لا شبيهَ لك يا الله، سبحانك لا مكانَ لك يا الله، هذا قول الملائكة.

سيّد الخلائق والعالمين محمد صلى الله عليه وسلم قيل له: يا رسولَ الله ما معنى سبحان الله، قال [تنزّهَ عن كلِّ سوءٍ ونقص]

أسألُ سؤالًا: أتوا بالإنسان السكير الذي يتعاطى المخدرات الذي في الشارع قولوا له هل يليق بالله أنْ يكونَ محتاجًا ضعيفًا له بداية؟ لا يقبل.

النبيّ عليه الصلاة والسلام فسّر سبحان الله بعبارة مختصَرة لكنْ تحوي المجلّدات، رأيتم كل عبارات التنزيه تدخل تحت هذا الحديث.

فكيف إذا كان عندنا مئات الآيات ومئات الأحاديث؟ سبحان الله تنزّهَ عن كلِّ سوءٍ ونقصٍ، وأن يكونَ الإلهُ جالسًا نقص وأن يكونَ الإلهُ محتاجًا نقص، وأنْ يكونَ الإلهُ له بداية نقص، وأنْ يكونَ الإلهُ قاعدًا على العرش نقص، وأنْ يكونَ الإلهُ ساكنًا في العرش نقص، إذًا الرسول عليه السلام نفى عن الله المكان.

 الله تعالى قال {هو الأولُ والآخر}-سورة الحديد/3- وفي الحديث الذي رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي والحافظ ابن حبان قال صلى الله عليه وسلم [اللهم أنتَ الأول فليس قبلَك شىء] المكان مخلوق له بداية والله أزلي ليس له بداية، كيف يكون بزعمِكم موجودًا بلا مكان قبل أنْ يخلقَ العرش ولا تقولون هذا نفيًا له ونحن عندما نقول موجود بلا مكان تقولون نفيْتم ربَّكم؟

الرسول يقول الله موجود بلا مكان، هذا الحديث [اللهم أنتَ الأولُ فليس قبلَك شىء] لا عرش ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا فضاء ولا أي جهة ولا أي مكان من هذا العالم، كلّ هذا لم يكن في الأزل، كل هذا العالم مخلوقٌ له بداية، اللهُ الأزلي الأبدي.

حديثٌ آخر الرسولُ يقول [لا فكرةَ في الرب] رواه أبو القاسم الأنصاري في شرح الإرشاد ورواه الحافظ السيوطي رحمه الله.

وهناك أحاديث وآياتٌ كثيرة لكنْ في قول الملائكة {قالوا سبحانَك}سورة البقرة/32-.

افتحوا كل معاجم اللغة العربية وابحثوا عن معنى سبحانَك، والسَّبحُ في لغةِ العرب معناه التباعد، أي باعِدْ ربَّك عما لا يليقُ به أي نزِّه ربَّك عن كلِّ صفات النقص وعن كل سوء.

هذا القرآن والحديث واللغة والإجماع، ماذا تريدونَ بعد ذلك؟

إذًا أنتم أثبتُّم لله تعالى الاحتياجية والبداية والتغيّر والعجز والحدوث أما نحن أهل السنة والجماعة فنقول عقيدة الأنبياء الله ليس له مكان، هذه عقيدة الملائكة، هذا يكفينا وهناك آيات أخرى.

ثم أليس في القرآن في سورة الأنبياء الله يقول {ومآ أرسلْنا مِن قبلِك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لآ إله إلآ أنا فاعبدون}-سورة الأنبياء/25-

قولوا لي هل من صفات الإله الاحتياج؟ وإلا فما الفرق بينكم وبين مَن يعبد الحجر؟ هل من صفات الإله الجسمية والكمية والبداية والتغير والتطور؟ وإلا ما الفرق بينكم وبين عابد الكلب؟ بعض الناس يعبدون القِردة والكلاب بعض الناس يعبدون ذكَر الرجل بعض الناس يعبدون فرجَ المرأة، ما الفرق بينكم وبين هؤلاء؟

إذًا ما معنى الآية الكريمة قال الله تعالى {ومآ أرسلْنا مِن قبلِك من رسولٍ إلا نوحِي إليه أنه لآ إلهَ إلآ أنا}-سورة الأنبياء/25- من صفات الإله أنه الغني عن كل شىء، والمحتاج للعرش ليس غنيًّا، من صفات الإله أنه لا يشبهُ شيئًا والجالس يشبهُ الإنس والجن والملائكة والبهائم، من صفات الإله أنه أزليٌّ أبدي والجالس له بداية لأنه لم يكن جالسًا ثم جلس وما يجلس عليه جسمٌ آخر لم يكن موجودًا ثم وُجِدَ فجلس عليه، يعني تغيّر وتطوّر وبداية، وما كان له بداية من حيثُ العقل تجوز عليه النهاية، والإله لا يجوزُ عليه ذلك لأنه قال {هو الأولُ والآخر}-سورة الحديد/3- أزليٌّ أبديّ.

رأيتم كيف أنكم مُتَهافِتونَ على الجهل على التشبيه والتجسيم، أجيبوا عن كل هذه الأسئلة إذًا، هذه كلمة واحدة الآن أما النقول والنصوص عندنا بالآلاف وأعني ما أقول، من زمن النبيِّ والصحابة إلى الآن من الآيات وكل علماء الحديث ومن شرّاح الحديث وعلماء الأصول والعقيدة واللغة، خمس مجلّدات بفضل الله تعالى عملتُ جمعتُ فيها بعض أدلة أهل السنة في تنزيه الله عن المكان والجهة “مُعجم أهلِ الإيمانِ في تنزيهِ الله عن الجسمية والكيفية والمكان” في هذه المسئلة.

إذًا استحوا من الله استحوا من الناس، تقولون عن عقيدة الأنبياء والأولياء والملائكة والسلف والخلف نفيٌ لوجودِ الله إنكارٌ لوجودِ الله على زعمِكم؟

أنتم مَن أنكرتم وجودَ الله واعتقدتموه جسمًا وجسدًا وقاعدًا وجالسًا وله بداية ومحتاجًا ومتغيّرًا وضعيفًا ومجعولًا لجاعل.

هذا مردودٌ عليكم وبين عينيكم

والحمد لله رب العالمين