ما هى حالة الإكراه
حالة الإكراه هى أن ينطق بالكفر بلسانه مكرها بالقتل ونحوه أى مما يؤدى إلى الموت فمن نطق بالكفر بلسانه مكرها بالقتل ونحوه وقلبه مطمئن بالإيمان فلا يكفر. والمكره هو الذى هدده غيره بالقتل إن لم يأت بالكفر وكان قادرا على تنفيذ تهديده وهو يصدقه أنه يفعل ولا يجد طريقة للخلاص إلا بالإتيان بما طلب منه. وأما غير المكره فلا يشترط للحكم عليه بالكفر انشراح الصدر فمن قال كلاما كفريا كفر ولو كان غير منشرح الصدر أى وإن كان غير راض بالكفر ولا قاصدا الكفر وأما ما ذكره سيد سابق المصرى فى كتابه المسمى فقه السنة أن المسلم لا يعتبر خارجا عن الإسلام ولا يحكم عليه بالردة إلا إذا انشرح صدره بالكفر واطمأن قلبه به ودخل فى دين غير الإسلام بالفعل، فهو باطل لأنه جعل بقوله هذا كل العباد فى حكم المكره والله تعالى استثنى المكره فى كتابه بحكم خاص قال تعالى ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾ أى أن المكره إذا نطق بكلمة الكفر تحت الإكراه وقلبه مطمئن بالإيمان أى يحب الله ورسوله ﷺ ويكره الكفر فليس عليه غضب من الله لأنه لم يكفر ولم يعص ﴿ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله﴾ أى أن المكره إذا انشرح صدره حالة النطق بالكفر كفر. الرسول ﷺ قال لعمار بن ياسر لما علم أن الكفار أكرهوه على قول الكفر هل كنت شارحا صدرك حين قلت ما قلت أم لا فقال لا فقال له الرسول ﷺ وإن عادوا فعد رواه الإمام ابن المنذر فى كتابه الإشراف، أى إن أجبروك وقلت كلمة الكفر ما عليك شىء. والمكره إذا أكره على قول الكفر ينوى إجراء اللفظ لأجل الإكراه. فإذا أكره بالقتل على سب النبى ﷺ يقول اللفظ وينوى إجراء اللفظ على اللسان لأنه مكره ولا يقصد سب النبى بقلبه.