ما هو الحشر
يجب الإيمان بالحشر وهو أن يساقوا بعد البعث إلى مكان وقد ورد أنه الشام لكنه يوسع ذلك اليوم ليسع الجميع قال الله تعالى ﴿وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد﴾ أى ملك يسوقه إلى موقف القيامة وملك ءاخر يشهد عليه ثم ينقلون عند دك الأرض إلى ظلمة عند الصراط. هذه الأرض تدك يوم القيامة أى تزلزل مرة بعد مرة فينهدم كل بناء عليها وينعدم ثم بعد أن تبدل الأرض غيرها يعيد الله البشر إليها ويقضى بينهم. ويكون الحشر على الأرض المبدلة وهى أرض مستوية كالجلد المشدود لا جبال فيها ولا وديان أكبر وأوسع من أرضنا هذه بيضاء كالفضة ويكون الناس فى الحشر على ثلاثة أحوال فقسم منهم طاعمون كاسون راكبون على نوق رحائلها أى سروجها من ذهب وهم الأتقياء وقسم يحشرون حفاة عراة وهم بعض فسقة المسلمين وقسم يحشرون حفاة عراة ويجرون على وجوههم أى تسحبهم الملائكة على وجوههم وهم الكفار فعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله ﷺ قال يبعث الناس (أى أغلب الناس) يوم القيامة حفاة عراة غرلا (أى غير مختونين) فقالت عائشة فكيف بالعورات قال ﴿لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه﴾ أى لكل واحد حال يشغله عن النظر فى حال غيره. وليعلم أن الأنبياء والأولياء والأتقياء والأطفال والشهداء لا يحشرون عراة. والكافر يوم القيامة فى بعض الأوقات يمشى على وجهه، كما أمشاه الله فى الدنيا على رجليه يمشيه الله يوم القيامة على وجهه حتى يظهر أنه حقير وتسلط الشمس على الكفار التى تكون واقفة فى الفضاء بلا غروب ولا شروق فيغرقون فى العرق حتى يصل عرق أحدهم إلى فمه ولا يتجاوز إلى شخص ءاخر بل يقتصر عليه حتى يقول الكافر من شدة ما يقاسى من حر الشمس رب أرحنى (أى من هذا العذاب) ولو إلى النار فقد روى ابن حبان عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى ﷺ أنه قال إن الكافر ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول أرحنى ولو إلى النار. لكن بعد دخوله جهنم يجد العذاب الأكبر قال تعالى ﴿ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون﴾. أما التقى فلا يصيبه أدنى انزعاج. فالإنس يحشرون وكذلك الجن والبهائم قال تعالى ﴿وإذا الوحوش حشرت﴾ أى بعثت للقصاص وقال رسول الله ﷺ لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء رواه مسلم، أى أن الله تعالى يأخذ الحقوق لأهلها حتى يؤخذ حق الشاة الجلحاء من الشاة القرناء التى ضربتها فى الدنيا والشاة الجلحاء هى الشاة التى ليس لها قرن أما القرناء فلها قرن ولكن ليس معنى ذلك أن تؤخذ القرناء التى ضربت الأخرى إلى النار إنما هذه تضرب هذه كما ضربتها فى الدنيا ثم تموت ولا تدخل الجنة ولا النار إنما تعود ترابا.