ما معنى حديث لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد فى العمر إلا البر
اعلم أن تقدير الله تعالى أزلى لا يتغير كسائر صفاته لأن التغير من علامات الحدوث والله منزه عنه. واعتقاد أهل السنة أن أجل الإنسان لا يتغير وأن المقتول ميت بأجله وأن القاتل لم يقطع عليه أجله بل قتله لأجله الذى شاء الله أن يكون له قال الله تعالى ﴿فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون﴾. وخالف فى ذلك المعتزلة فقالوا إن القاتل قطع على القتيل أجله وهذا كفر. أما حديث لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد فى العمر إلا البر فليس معناه أن الدعاء يغير تقدير الله أو مشيئة الله أو أن البر يزيد فى عمر الإنسان بتغيير العمر الذى شاء الله أن يكون له إنما المراد ما كتبته الملائكة معلقا بأن كتبوا إن فعل فلان كذا يكون عمره كذا وإن لم يفعل كذا يكون عمره كذا وعند الله معلوم إن كان سيفعل ويعيش كذا أو لا يفعل ويعيش العمر الأدنى لأن الله لا يخفى عليه شىء أما الملائكة فيخفى عليهم ذلك. ومثل هذا يقال فى قوله ﷺ ولا يرد القضاء إلا الدعاء معناه إن كانت الملائكة كتبت إن دعا فلان بكذا حصل كذا وإن لم يدع لم يحصل فيرجع المعنى إلى القضاء المعلق فيجب اعتقاد أن الله لا تتغير مشيئته ولا يتغير تقديره.